الهند تحت وطأة الحرّ.. الملايين تعاني نقص المياه
الهند من أكثر المناطق التي تأثرت بالتغيّر المناخي نتيجة موقعها الجغرافي القريب من خط الاستواء، فضلاً عن الفقر وارتفاع عدد السكان.
تعاني عشوائيات العاصمة الهندية نيودلهي من أزمة "نقص المياه"، بالتزامن مع موجة حرّ تضرب البلاد، تجاوزت فيها الحرارة 50 درجة مئوية؛ ما تسبّب بجفاف خزانات ملايين الهنديين.
وفي خطوة لتخفيف آثار الموجة الحارة، اقترحت نيودلهي زراعة أكثر من مليون شجرة، وتغيير عدد أكبر من الحافلات ليعمل بالغاز الطبيعي النظيف، كما اعتمدت بعض المدن الهندية على مياه الأمطار في الحصاد.
ونقلت الإذاعة الوطنية العامة الأمريكية "إن بي آر" عن أرونابها جوش، الرئيس التنفيذي للمجلس الهندي للطاقة والبيئة والمياه، قوله: "ربما تكون الهند أكثر المناطق التي تتأثر بالتغيّر المناخي، نتيجة موقعها الجغرافي القريب من خط الاستواء، فضلاً عن الفقر وارتفاع عدد السكان والافتقاد النسبي لموارد الطاقة".
وأضاف أن الهند ليست مستعدة بشكل جيد لمواجهة هذا الوضع السيء.
ورأى خبراء أن أزمة "نقص المياه" ربما تكون العرف الجديد في مدن الهند المكتظة بالسكان التي يخنقها الحرّ الشديد، ففي المنطقة العشوائية، الواقعة خلف مدرسة السفارة الأمريكية بالعاصمة، لا يعرف أحد موعد وصول الشاحنات الحكومية التي تنقل المياه، لكن بمجرد وصولها يصرخ الأطفال الذين يلعبون في الشوارع: "الشاحنات.. الشاحنات"، فتهرع العائلات من منازلها للحصول على مياه تكفي للشرب والطهي والاستحمام.
وقالت بهاجواتي ديفي، 59 عاماً، من إحدى عشوائيات نيودلهي، إنه ليس في إمكانهم فعل شيء، موضحة أنهم يعتمدون على المياه المجانية التي تجلبها الحكومة.
بينما ذكر سانديب كومار، 24 عاماً، يعمل في مدرسة السفارة الأمريكية في نيودلهي: "يرغب معظم الأشخاص في المجيء إلى دلهي للحصول على المال؛ لذا أصبحت المدينة أكثر تكدساً وحراً بعد زيادة عدد السيارات والتلوث".
وأردف: "حتى المشروبات الباردة ارتفع سعرها، وكوب مياه الصنبور زاد إلى الضعف بعدما كان بروبية واحدة أصبح بروبيتين".
في الفترة الحالية، 6% فقط من المنازل الهندية تحتوي على مكيفات هواء، لكن يتنبأ المُصنّعون أن يتضاعف هذا العدد خلال الصيف الحالي؛ لتمتلك هذه الدولة الآسيوية ربع مكيفات هواء العالم بحلول 2022، وسط مخاوف من تفاقم مشكلة الاحتباس الحراري.
وقال تارون جوبالاكريشنان، خبير في التغيّر المناخي بمركز العلوم والبيئة في نيودلهي، إن مكيفات الهواء تُرطّب الجو داخل المنازل لعدد محدود من الأشخاص، فيما تزيد من حرارة الجو للأفراد في الخارج.
وعلَّق أحد العاملين بمحل بيع مكيفات هواء في دلهي أن 30% من زبائنه ينتمون إلى الطبقة المتوسطة.
ويقدّر فريق الأمم المتحدة الحكومي الدولي المعني بتغيّر المناخ أن درجات الحرارة العالمية ارتفعت بـ85 مئوية في القرن الـ20، لكن في الهند لا يقل هذا المقدار عن 1.2 مئوية.
وحسب جوبالاكريشنان تعدّ عواقب تجاوز هذا المعدّل أكثر خطورةً مما يتصوره البعض، خصوصاً في مناطق مثل الهند، بحكم موقعها الجغرافي، أو في الدول النامية.
aXA6IDMuMTQuMTM0LjE4IA== جزيرة ام اند امز