هل تتجاوز قفزات البترول السعرية مخاطر عدم توازن السوق؟
80 دولارا زيادة في أسعار خام تكساس خلال 7 أسابيع تواجه تحديات تراكم المخزون وضعف الطلب
هناك تساؤلات عديدة يطرحها المتعاملون بأسواق النفط خاصة بعد ارتفاعات قياسية للخام بدعم اتفاق أوبك + خلال الأسابيع الماضية، وأولها هل تتجاوز أسعار الخام معضلة توازن الأسواق؟.
وحققت أسعار النفط مكاسب قياسية على مدار 7 أسابيع مكنتها من التحول من الأداء الأسوأ على الإطلاق منذ عشرات السنوات إلى الارتفاع بقوة. إذ يكفى أن قفز خام غرب تكساس الوسيط بواقع 80 دولارا خلال هذه الفترة إثر ملامسته مستوى 40 دولارا للبرميل هذا الأسبوع.
وتأتي هذه القفزة بعد أن تداول البرميل في 20 أبريل/ نيسان الماضي تحت الصفر ليسجل أدنى مستوياته عند سالب 40.32 دولارا للبرميل.
كما تضاعف خام برنت بأكثر من الضعف من مستوى 19.33 دولارا إلى أكثر من 43 دولارًا للبرميل هذا الأسبوع.
ويعكس انتعاش أسعار النفط آمال حدوث انفراجه للاقتصاد العالمي من أزمة جائحة كورونا، واستعادة الطلب بالمصانع والطائرات مجددا.
هذا فضلاً عن نجاح مجموعة أوبك+ التي تضم أعضاء منظمة أوبك وروسيا وحلفائها في تمديد التخفيضات القياسية بمقدار 9.7 ملايين برميل يوميا حتى نهاية يوليو/ حزيران المقبل، في إشارة إلى تقليل ضغوط المعروض بالسوق.
وذلك بالتزامن مع تراجع إنتاج الولايات المتحدة، والذي في تراجع عدد الحفارات الأسبوع الماضي بنحو 16 حفارا، بحسب أخر بيانات شركة بيكر هيوز للخدمات النفطية.
نعم هناك ارتفاعات قياسية، ولكن هل تستطيع موجة ارتفاع النفط اجتياز مخاوف فشل السوق في تحقيق التوازن بين العرض والطلب؟
هذه المخاوف تستند إلى ترجيحات شركات النفط العالمية بأن الطلب لن يعود إلى مستويات ما قبل الجائحة، والتي تثير هي الأخرى مخاطر حدوث موجة ثانية من الوباء.
وتتوقع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية حدوث انكماشا حادا في الاقتصاد العالمي هذا العام، وهو ما قد يزداد سوءا إذا كانت هناك موجة أخرى من الإصابات.
وألقت وكالة "بلومبرج" للأنباء الضوء على مخاوف عدم توازن السوق، بالإشارة إلى بيانات معهد البترول الأمريكي التي أفادت بأن المخزون ارتفع بمقدار 8.42 ملايين برميل الأسبوع الماضي.
ووفقا لأحد المصادر المطلعة على البيانات، فإن الأرقام تشير إلى أن المخزون سيبلغ أعلى مستوى له منذ أبريل/ نيسان 2020.
وقال بيورنار تونهاوجين، رئيس أسواق النفط بشركة ريستاد إنرجي، إن مؤشرات معهد البترول الأمريكي تظهر أن المخزون قد تراكم بشكل كبير.
وأوضح أن المخاوف من معاودة توقف الإنتاج وارتفاع عدد الإصابات يثير القلق بنفوس التجار والأسواق.
كما تؤكد شركة Genscape Inc المتخصصة في توفير بيانات أسواق المال والسلع أن المخزون في أحد المراكز الأوروبية الرئيسية قفز الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوى له في عامين.
ويعلق، بوب ماكنالي رئيس شركة رابيدان إنرجي جروب الاستشارية، لموقع CNN، بأن النفط ربما يكون قد حقق تقدما، ولكن مخاطر السوق تزداد.
وبحسب حديث دان برجين من شركة آي أتش أس ماركت لوكالة بلومبرج، فإن الطلب العالمي على النفط مرشحا لاستغراق عامين حتى يعود إلى مستويات ما قبل الوباء، والتي تبلغ 100 مليون برميل يوميا بسبب الضعف الاقتصادي في جميع أنحاء العالم.