مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية في ليبيا.. الأسباب وسر التوقيت

فيما تعاني ليبيا أزمة سياسية حادة فاقمها عنف المليشيات المسلحة يأمل الليبيون أن تعزز زيارة مدعي محكمة الجنايات الدولية ثقافة العقاب.

ويوجد المدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية كريم خان منذ يومين في العاصمة الليبية طرابلس، التي تسيطر عليها المليشيات المسلحة، لبحث تعزيز العدالة، بحسب ما أعلنت المحكمة عبر صفحتها الرسمية على تويتر. 

وفور وصوله إلى طرابلس، التقى كريم خان، رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، بحسب المحكمة التي أعلنت اتفاق المسؤولين على "الحاجة الأساسية لتسريع التعاون لتحقيق العدالة للضحايا في ليبيا".

ملفات الزيارة

وفي لقاء ثان، عقد مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية، مباحثات مع المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي، مشيدًا بجهود البعثة الأممية.

وفيما قالت المحكمة الجنائية الدولية إن "الزيارة هي الأولى لمدعي عام محكمة الجنايات الدولية إلى ليبيا منذ 10 سنوات، ستركز على بناء شراكات مع الضحايا والسلطات الوطنية والمجتمعات المتأثرة من أجل تعزيز المساءلة عن جرائم نظام روما الأساسي، إلا أن هذه الزيارة إلى دولة كليبيا تعاني ثقافة الإفلات من العقاب أثارت تساؤلات عن مدى قدرة تلك المنظمة الدولية تحقيق العدالة للفئات التي عانت كثيرًا تحت وطأة انفلات المليشيات المسلحة.

وإلى ذلك قال الخبير القانوني الليبي سليمان الشويهدي في حديث لـ"العين الإخبارية" إن زيارة كريم خان لليبيا في هذا التوقيت تأتي لسببين؛ أولهما رفع الحرج عن المحكمة الجنائية بعد الضغط الحاصل عليها جراء عدم إحراز أي تقدم في ملف الانتهاكات ضد المهاجرين.

وأوضح أن ذلك "الحرج" تزايد بعد حادث إحراق مليشيات في مدينة صبراتة غربي ليبيا قبل شهر ونصف لـ15 مهاجرا غير شرعي داخل قارب.

وأشار إلى أن السبب الثاني وراء زيارة كريم خان إلى ليبيا، يكمن في محاولة المحكمة الجنائية الدولية دعم السلطات القضائية الليبية، وخاصة وأن كريم خان أول مدعي عام دولي صرح فور توليه المنصب قبل عام أن القضاء الليبي أولى من القضاء الدولي.

تعزيز القضاء الليبي

وأوضح الشويهدي أن ذلك الموقف أثار استغراب المجتمع الدولي، وخاصة وأن كريم خان كان محاميًا لسيف الإسلام القذافي نجل معمر القذافي والذي تطالب المحكمة الجنائية الدولية بتسليمه لها .

وأشار إلى أن كريم خان لم يطالب السلطات الليبية خلال إحاطته الدورية لمجلس الأمن الدولي في 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، بتسليم سيف القذافي للمحكمة على غير مواقف سابقته المدعية العامة السابقة بالمحكمة الجنائية فاتو بن سودا التي دأبت على المطالبة بتسليم القذافي الابن، لمحاكمته على اتهامات موجهة إليه بارتكاب جرائم حرب.

الخبير القانوني الليبي قال إن "كريم خان برر وقتها عدم مطالبته بتسليم موكله السابق سيف القذافي بالقول إن المحكمة الجنائية الدولية قضاء تكميلي والاختصاص الأصيل للقضاء الوطني، وأنه يشجع السلطات القضائية الوطنية على المضي قدما في التحقيق ومحاسبة المتهمين في الجرائم".

قضايا مطروحة

وأشار إلى أن القضايا المطروحة للنقاش بين كريم خان والسلطات الليبية خلال زيارته هي "جرائم الإساءة للمهاجرين غير الشرعيين من قبل المليشيات في غرب ليبيا، وكذلك العنف الجنسي الذي يتعرض له العديد من المهاجرين والجرائم المرتبطة بالقتل والاختطاف والتغييب القسري".

ومن بين القضايا -كذلك- "السجون السرية التابعة للمليشيات المسلحة والتحقيق في وضع السجناء من قيادات نظام القذافي في ظل التقارير التي تؤكد تعرضهم للتعذيب وتدهور حالتهم الصحية"، بحسب الخبير القانوني الليبي.