بالقنابل.. إرهاب مليشيات غربي ليبيا يستهدف منزل برلمانية
فيما تحاول ليبيا الخروج من عنق الزجاجة وتضميد جراح أعوام خلت، ما زالت المليشيات المسلحة عقبة أمام استقرار هذا البلد الأفريقي.
تلك العقبة باتت تنكأ الجراح التي لم تلتئم بعد؛ لتثبت المليشيات المسلحة المسيطرة على غرب ليبيا أن استقرار البلد الأفريقي بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، مرهون بتطبيق اتفاق جنيف، الذي نصت إحدى فقراته على ضرورة نزع سلاح وتفكيك المليشيات المسلحة.
ونص الاتفاق الموقع في أكتوبر/تشرين الأول 2020 على البدء في عملية حصر وتصنيف المجموعات والكيانات المسلحة بجميع مسمياتها على كامل التراب الليبي، سواء التي تضمها الدولة الليبية أو التي لم يتم ضمها، ومن ثم إعداد موقف عنها من حيث قادتها وعدد أفرادها وتسليحها وأماكن وجودها، وتفكيكها، ووضع آلية وشروط إعادة دمج أفرادها بشكل فردي في مؤسسات الدولة الليبية.
إلا أن تلك النقطة وغيرها لم تر النور بعد؛ لتكون ليبيا على موعد جديد من "إرهاب" المليشيات التي استهدفت تلك المرة أحد أعضاء مجلس النواب الليبي.
ملاحقة المتورطين
ذلك الاعتداء على البرلمانية الليبية، أدانه مجلس النواب في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، قائلا: ندين بأشد العبارات الاعتداء على منزل عضوة البرلمان الليبي عن مدينة جنزور سارة السويح"، مطالبًا النائب العام المستشار الصديق الصور باتخاذ الإجراءات القانونية حيال الواقعة وملاحقة المتورطين فيها وتقديمهم للعدالة.
وقال البرلمان الليبي إن "ميليشيات مجهولة خارجة عن القانون استهدفت منزل النائبة بقنابل يدوية وقواذف (آر بي جي) ما أدى إلى تدميره وترويع جيرانها وأهالي المنطقة"، مشيرًا إلى أن "الهجوم جاء لممارستها عملها الديمقراطي ومواقفها كممثلة لناخبيها في مجلس النواب.
بيان البرلمان الليبي أكد أن "تلك الواقعة لن تثني النواب عن ممارسة أعمالهم في تمثيل مناطقهم وناخبيهم".
إلا أن تلك الواقعة ليست الأولى؛ فسبق وأن منعت المليشيات المسلحة نوابًا من السفر إلى مدينة بنغازي شرقي ليبيا حيث مقر البرلمان، لحضور جلسات مناقشة حل الأزمة الليبية، بالإضافة إلى منعها سابقًا أعضاء ما يعرف بـ"مجلس الدولة" من دخول قاعة الاجتماعات.
الإخوان في الخلف
وإلى ذلك، قال الحقوقي الليبي يوسف العرفي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن :" الأزمة الليبية أمنية بامتياز؛ فالبلد الأفريقي يصارع المليشيات المدعومة من قبل تيارات سياسية كتنظيم الإخوان، الذي يسعى لتوظيف الميليشيات المسلحة كجناح ضد الجيش الليبي الذي يؤمن تماما أن الإخوان سبب دمار ليبيا".
الحقوقي الليبي أضاف: "رغم سخط المواطنين على تلك المليشيات التي تروعهم ليل نهار وتمارس عنفها المطلق من خطف وقتل وابتزاز وغيرها، إلا أن التنظيم يصر على دعمها سياسيا وماليا، متذرعًا بأنهم ثوار أسقطوا نظام القذافي".
وفيما قال إن تنظيم الإخوان يروج لفكرة أن "الجيش الليبي وجه آخر لنظام القذافي، في محاولة لتأليب الرأي العام ضده لصالح مليشياتهم المسلحة"- وفق تعبيره- أشار إلى أن حل الملف الأمني يعد أولوية عن حل الملف السياسي، وخاصة وأن تلك المليشيات لن تمكن الساسة من تنفيذ أي مخرجات تصدر عن اتفاقاتهم السياسية.
aXA6IDMuMTUuMTg2LjU2IA== جزيرة ام اند امز