أرمينيا تعلن "وفاة" التحالفات التقليدية.. واشنطن على الباب
حسمت أرمينيا على ما يبدو موقفها من البقاء تحت الظل الروسي بعد ما اعتبرته خذلان موسكو في صراعها مع أذربيجان.
ولم يولد القرار الأرميني فجأة لكنه ظل يختمر منذ المواجهة الأخيرة مع باكو والتي خرجت منها يريفان خاسرة.
وقال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، في خطاب متلفز للأمة، إن أرمينيا لم تعد محمية من قبل حلفائها الإقليميين والتكتلات الأمنية الإقليمية في صراعها المستمر منذ عقود مع أذربيجان.
وأضاف باشينيان، دون أن يذكر بشكل مباشر اسم روسيا أكبر حليف ليريفان في المنطقة، أن "تحليل الوضع يظهر أن التكتلات الأمنية والحلفاء، الذين اعتمدنا عليهم منذ فترة طويلة، قد وضعوا هدفا لإظهار ضعفنا وجعل من المستحيل على شعب أرمينيا أن تكون له دولة مستقلة"، بحسب وكالة بلومبرج للأنباء.
وتأتي هذه التصريحات بعد أيام من قرار روسيا عدم التدخل عندما شنت أذربيجان عملية عسكرية قصيرة للسيطرة على منطقة ناغورني قره باغ المتنازع عليها.
ويتمركز نحو 2000 جندي روسي في المنطقة، التي تقطنها أغلبية من الأرمن ولكنها معترف بها دوليا كجزء من أذربيجان، منذ حرب نشبت في عام 2020.
ودعمت روسيا تاريخيا أرمينيا في اشتباكاتها المتكررة مع أذربيجان حول المنطقة، لكن انشغال الرئيس فلاديمير بوتين بالعملية العسكرية في أوكرانيا جعل يريفان تشعر بالضعف.
ولدى أرمينيا اتفاقية دفاع مع روسيا، على الرغم من أنها لا تغطي ناغورني قره باغ، والبلدان عضوان في منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تهيمن عليها روسيا.
ومطلع الشهر الجاري قال رئيس الوزراء الأرميني إن سياسة بلاده بالاعتماد على روسيا فقط لضمان أمنها هو خطأ استراتيجي، لأن موسكو ليست قادرة على الوفاء بذلك، ولأنها بصدد تقليص دورها في المنطقة.
وفي إشارة على التحولات الكبرى في القوقاز بدأت في أرمينيا أوائل الشهر الجاري مناورات مشتركة تستضيفها يريفان مع قوات حفظ السلام الأمريكية، في أحدث مؤشر على الانقسامات العميقة بين هذا البلد، الحليف التقليدي لموسكو.
وتهدف تدريبات "إيغل بارتنر 2023"، التي تقام في الفترة من 11 إلى 20 سبتمبر/أيلول، إلى "زيادة مستوى قابلية التشغيل البيني" بين القوات الأرمينية والأمريكية في مهام حفظ السلام الدولية.
وبحسب واشنطن، فإن "نحو 85 جندياً أمريكياً سيتدربون إلى جانب حوالي 175 جندياً أرمينياً" في مركزي "زار" و"أرمافير" للتدريب الواقعين بالقرب من يريفان.
ولم تمر التدريبات دون إبداء روسيا غضبها من الخطوة، وتحركت على الفور عبر استدعاء سفير أرمينيا في موسكو ونددت بـ"الإجراءات غير الودّية".
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في وقت سابق من الشهر الجاري، أن روسيا لا ترى "شيئا جيدا في محاولات دولة عدوانية عضو في حلف شمال الأطلسي للتوغل في القوقاز".