مركبات محملة بـ"المآسي".. نزوح جماعي من "قره باغ" وواشنطن تتدخل
على طول الطريق من ناغورني قره باغ إلى أرمينيا، تكدست شتى أنواع المركبات بآلاف من أسر الأرمن الجائعين والمنهكين، حاملين مآسيهم خارج ديارهم.
فرار جاء بعد هزيمة قواتهم في عملية خاطفة شنها الجيش الأذري على الإقليم، وبلغ عدد الفارين 19 ألفا حتى الآن، من بين 120 ألفا من الأرمن، يعتبرون ناغورني قرة باغ، وطنا لهم.
- الكرملين يرد "شظايا" ناغورني قره باغ.. "قوات روسيا تتصرف ببسالة"
- نزوح أرميني من ناغورني قره باغ.. يريفان غاضبة من موسكو
وقال نائب رئيس وزراء أرمينيا تيغران خاتشاتريان إن "الطريق الجبلي المؤدي للخروج من أذربيجان يعج بمئات السيارات والحافلات المكتظة بالحقائب والأمتعة"، فيما فر البعض مكدسين في شاحنات مفتوحة السقف والبعض الآخر على جرارات.
مآس ومتاعب وقتلى
نارين شاكاريان، الجدة لأربعة أطفال، تحكي كيف وصلت في سيارة زوج ابنتها القديمة صحبة 6 أفراد، في رحلة لا يتجاوز طولها 77 كيلومترا لكنها استغرقت 24 ساعة، ولم يكن معهم أي طعام.
وتضيف شاكاريان لـ"رويترز" على الحدود وهي تحمل حفيدتها البالغة من العمر 3 سنوات والتي قالت إنها أصيبت بالإنهاك خلال الرحلة: "طوال الطريق كان الأطفال يبكون وكانوا جياعا.. رحلنا للنجاة بحياتنا وليس للعيش (في مكان آخر)".
ومع اندفاع الأرمن لمغادرة عاصمة قره باغ، المعروفة باسم ستيباناكيرت في أرمينيا، وخانكيندي في أذربيجان، وتدفق أصحاب المركبات بدافع الذعر على محطات الوقود لتعبئتها، شب حريق هائل عندما انفجرت محطة وقود، الإثنين، ما أسفر عن مقتل 125 شخصا على الأقل، بحسب وزارة الصحة الأرمينية.
وأضافت أنه تم نقل جثث القتلى في الانفجار الذي وقع بالقرب من عاصمة منطقة ناغورني قره باغ إلى أرمينيا.
وفي قرية كورنيدزور الحدودية الأرمينية، الثلاثاء، تدافع نحو 50 شخصا، معظمهم من الأطفال، بينما كانوا ينزلون من على متن شاحنة كبيرة بعد أن قضوا يومين في الطريق ضمن النزوح الجماعي للأرمن.
وقالت مكتار تلاكيان (54 عاما) التي سافرت مع ابنتها آنا وأحفادها الثلاثة: "هطلت الأمطار طوال الليل، ولم يكن هناك مأوى. أخذ السائق بعض الأطفال إلى مقصورته لتوفير المأوى لبعضهم على الأقل".
وأضافت تلاكيان أن "زوج ابنتها لا يزال في قره باغ بعد أن حارب في صفوف القوات الانفصالية المهزومة".
وينحدر جميع ركاب الشاحنة وسائقها، وعددهم 49، من قرية أترك على بعد نحو 170 كيلومترا في قره باغ، وهو إقليم في أذربيجان تسكنه أغلبية من الأرمن استعادت قوات باكو السيطرة عليه الأسبوع الماضي في هجوم خاطف دفع الآلاف إلى الفرار مما تسبب في أزمة إنسانية كبيرة لأرمينيا.
واشنطن على خط الأزمة
واقع دفع الولايات المتحدة إلى الدخول على خط الأزمة، داعية أذربيجان إلى حماية المدنيين والسماح بدخول المساعدات.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر إن "الوزير أنتوني بلينكن تحدث، الثلاثاء، مع رئيس أذربيجان إلهام علييف بشأن ناغورني قره باغ".
وأضاف ميلر أن "علييف قال إنه لن يكون هناك أي عمل عسكري آخر، وأن واشنطن تتوقع منه الالتزام بذلك".
وتابع ميلر للصحفيين أن "بلينكن أكد ضرورة وقف الأعمال العدائية وتوفر الحماية غير المشروطة وحرية الحركة للمدنيين ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى ناغورني قره باغ".
وفي يريفان، عاصمة أرمينيا، دعت سامانثا باور، رئيسة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أذربيجان إلى "الحفاظ على وقف إطلاق النار واتخاذ خطوات ملموسة لحماية حقوق المدنيين في ناغورني قره باغ".
وقالت باور، التي سلمت في وقت سابق رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان رسالة دعم من الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن "استخدام أذربيجان للقوة غير مقبول وإن واشنطن تنظر في رد مناسب".
ودعت باور رئيس أذربيجان إلهام علييف إلى الوفاء بوعده بحماية حقوق الأرمن وإعادة فتح ممر لاتشين الذي يربط المنطقة بأرمينيا بشكل كامل والسماح بدخول المساعدات وبعثة مراقبة دولية.
وتعهد علييف بضمان سلامة الأرمن في قره باغ لكنه قال إن "قبضته الحديدية قضت على مساعي انفصال هذه المنطقة".
وقالت باور لاحقا خلال زيارة إلى قرية كورنيدزور على الحدود مع أذربيجان "من المهم جدا أن يتمكن المراقبون المستقلون والمنظمات الإنسانية من الوصول إلى من لا يزالون في أشد الحاجة للمساعدات في ناغورني قره باغ"، كاشفة عن "مساعدات أمريكية عاجلة بقيمة 11.5 مليون دولار لقره باغ".
aXA6IDMuMTQ1LjMzLjI0NCA= جزيرة ام اند امز