تهريب الأسلحة لمصر.. محاولات تركية وقطرية لاستهداف الأمن
تهريب الأسلحة محاولة تأتي ضمن محاولات مستمرة بدأت منذ أحداث 2011.
تمكنت القوات الجوية المصرية، أمس الثلاثاء، من إحباط محاولة اختراق الحدود الغربية بين مصر وليبيا، بتدمير 12 سيارة مُحملة بالأسلحة والمُتفجرات.
وتعد محاولة الاختراق أمس هي الثانية من نوعها خلال شهرين؛ حيث أحبط الجيش المصري محاولة سابقة في 8 مايو/أيار الماضي، أسفرت عن تدمير 15 سيارة مُصفحة مُحملة بالذخيرة والمُتفجرات.
واتفق خبيران بالشأن العسكري والأمني، حول أن عمليات تهريب الأسلحة إلى مصر هو جزء من محاولات استهداف دول إقليمية للدولة المصرية للنيل من استقرارها وعلى رأسهم قطر وتركيا.
عمليات مُمَنهجة
وقال اللواء أركان حرب هشام الحلبي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن "محاولة تهريب الأسلحة تأتي ضمن محاولات مستمرة بدأت منذ أحداث 2011؛ حيث استغلت عدد من الجماعات الإرهابية والدول الممولة لها حالة الفوضى والسيولة التي كانت تعيشها مصر وتُعاني مها ليبيا حاليا".
وأوضح الحلبي أن أكثر من 1000 سيارة دفع رباعي مُحملة بالأسلحة حاولت دخول الأراضي المصرية منذ 2011 وحتى الآن.
وأشار إلى أن دخول ذلك الكَم من السيارات، خلال فترات مُتتالية، وبتكتيكات مُعينة لاختراق الحدود ليس أمرًا عفويًا، ويعلو فوق مستوى تفكير الجماعات الإرهابية، كاشفا عن أن وراء تلك العمليات أجهزة استخبارات لدول في مقدمتها قطر وتركيا.
وأكد الحلبي أن قطر وتركيا دولتان راعيتان للإرهاب وتمولان جماعاته، موضحا أن العلاقة بين الدول المُمولة للإرهاب والجماعات الإرهابية علاقة "متشابكة ومتعددة المستويات"، بمعني أن هناك مستويات من الوساطة بين الدولة الممولة للجماعات الإرهابية والجماعات الإرهابية نفسها، أي أن الدول لا تمول الإرهابيين بصفة مباشرة.
وتابع الحلبي أن تكرار محاولات التهريب عبر الحدود الغربية المصرية نابع من تكثيف عمليات استهداف الإرهابيين في سيناء باكتشاف عدد من الأنفاق وتطهير جبل الحلال، مما ضيق الخناق على تلك المحاولات عبر شبه جزيرة سيناء.
وأضاف "كما أن المنطقة الغربية يراها الإرهابيون أسهل لعمليات التهريب؛ نظرا لأن الحدود ذات مسافات طويلة ومفتوحة وهناك صعوبة في إحكام الأجهزة الأمنية قبضتها عليها، بالإضافة إلى أن الأوضاع في ليبيا والسودان مضطربة وغير مستقرة".
محاولة للانتقام
من جانبه، أشار اللواء جمال مظلوم، محلل أمني وعسكري، إلى أن المسئولية في محاولات تهريب الأسلحة إلى مصر تقع على عبء جماعات إرهابية في ليبيا تُمولها قطر ودول إقليمية اّخرى لا ترغب في استقرار مصر أو ليبيا.
وقال مظلوم أنه ربما يمكن النظر أيضا لمحاولة اختراق الحدود وتهريب الأسلحة بالأمس، على كونها محاولة من الجماعات الإرهابية الليبية للانتقام من مصر، التي وجهت لها ضربات مُوجعة عقب حادث استهداف أقباط المنيا.
وعن الجهات التي كان من المفترض أن تذهب إليها هذه الأسلحة، أوضح مظلوم أنه قد تكون البؤر الإرهابية في سيناء أو الخلايا الإرهابية النائمة، أو ربما خلايا كانت تُعد لاستهداف الدولة المصرية خلال الاحتفال بالذكري الرابعة لأحداث 30 يونيو.
ودعا مظلوم الأجهزة الأمنية والعسكرية المصرية للتنسيق مع نظيرتها الليبية لمراقبة أنشطة ومخططات الجماعات الإرهابية، ناصحًا بتعزيز تواجد القوات البرية والجوية على الحدود.
aXA6IDMuMTM1LjIwNi4yMTIg جزيرة ام اند امز