خبراء: جيش اليونان على الحدود التركية.. رسالة قوية لأردوغان
خبراء لـ"العين الإخبارية": نشر اليونان 7 آلاف جندي على الحدود مع تركيا يعد "رسالة قوية بعدم التهاون مع التجاوزات التركية".
"رسالة قوية تؤشر لمرحلة جديدة من العلاقات أساسها عدم التهاون مع التجاوزات التركية".. بهذه الكلمات فسر محللون لـ"العين الإخبارية" الهدف من نشر اليونان الكثير من جنودها على الحدود مع تركيا.
وأعلنت وزارة الدفاع اليونانية، اليوم، الدفع بـ7 آلاف جندي إلى الجزر اليونانية ببحر إيجة والمنطقة الحدودية الشمالية الشرقية مع تركيا، للتصدي للأعمال التركية الاستفزازية.
مرحلة جديدة لا تهاون بها
وفي تصريحات لـ"العين الإخبارية"، قال سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن نشر اليونان ذلك العدد من جنودها على الحدود مع تركيا يعد مرحلة جديدة ورسالة قوية من اليونان.
وتابع اللاوندي أن مغزى تلك الرسالة "أثينا لن تفرط في سيادتها على شرق المتوسط، وعلى أنقرة احترام اتفاقية ترسيم الحدود الموقعي بين اليونان ومصر وقبرص".
وفي السياق ذاته قالت نورهان الشيخ، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة القاهرة، إن اليونان سأمت من التجاوزات التركية على الأراضي اليونانية، مضيفة أن أثينا أرادت أن توصل من خلال نشر جنودها على الحدود، رسالة أنها "لن تسمح أن تسيطر أنقرة على أجزاء أخرى من حدودها أو حتى تعبث بها".
وتابعت الشيخ، في حديث لـ "العين الإخبارية"، أن تركيا التي تستورد احتياجاتها من الطاقة، ترغب في السيطرة على حقول النفط التي تم اكتشافها في البحر المتوسط.
بداية للمواجهة
من جهة أخرى، دعا عبدالله مغازي، أستاذ القانون ومساعد رئيس الوزراء المصري الأسبق، المجتمع الدولي بسرعة التدخل لوقف المطامع التركية وإشكالياتها مع دول الجوار، لما يستتبع ذلك من خلق توتر يؤثر على المنطقة بأسرها.
وأضاف مغازي أن نشر أثينا جنودها على الحدود مع تركيا يوحي بـ"تجاوز النواحي الدبلوماسية، وبداية للمواجهة العسكرية".
وأوضح مغازي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن تركيا هي التي تتحمل اللوم حال نشوب اضطرابات في المنطقة حول النزاع على ثروات البحر المتوسط.
وحول احتمالية نشوب المواجهة العسكرية بين أثينا وأنقرة، استبعدت أستاذ العلاقات الدولية نورهان الشيخ، ذلك السيناريو، موضحة أن تركيا لا يمكنها تحمل إدارة حرب على جبهتين، خاصة أنها تتدخل عسكرياً في سوريا كما لها قوات في العراق.
نفس الرأي ذهب إليه أستاذ القانون عبدالله مغازي وخبير العلاقات الدولية سعيد اللاوندي، باستبعاد سيناريو الحرب بين البلدين، خاصة أنهما عضوان في حلف شمال الأطلسي "الناتو".
دعم الناتو لأثينا
واتفق عبدالله مغازي ونورهان الشيخ حول دعم "الناتو" لليونان في حال تصاعدت التوترات مع تركيا، وذلك نظراً لكون أثينا عضواً في الاتحاد الأوروبي والناتو.
في حين اعتبر سعيد اللاوندي أن الموقف الدولي المتخاذل حيال وقف التدخل التركي في سوريا والعراق، لن يكون أفضل حالاً إذا ساءت الأوضاع بين أثينا وأنقرة.
ورغم تطبيع العلاقات بين اليونان وتركيا، إلا أن ملفات الخلاف بينهما كثيرة ومتشعبة.
ويأتي على رأس تلك الملفات، ملف تنازع السيادة على بحر إيجة والجزر التي تطل عليه، فضلاً عن ملف قبرص، الذي أدى التدخل العسكري التركي في 1974 إلى انقسامها لقبرص يونانية وأخرى تركية.
ومع اكتشاف حقول النفط والغاز في البحر المتوسط، وتفويتاً على محاولة أنقرة السيطرة على تلك الحقول، أعلنت كل من قبرص ومصر تمسكهما باتفاقية ترسيم الحدود البحرية الموقعة بينهما 2013، وتحذيرهما تركيا من المساس بالسيادة على المنطقة الاقتصادية الخالصة.
ويأتي ملف العسكريين الأتراك الفارين، والذين تتهمهم أنقرة بالمشاركة في انقلاب يوليو/تموز 2016، ليعمق الخلاف بين البلدين، بعدما رفضت أثينا إعادتهم إلى بلادهم.
aXA6IDMuMTQ1LjQ0LjIyIA== جزيرة ام اند امز