خبراء لـ"العين الإخبارية": تأييد واسع للجيش الليبي غربي البلاد
خبراء في الشأن الليبي أكدوا لـ"العين الإخبارية" ضرورة تعظيم دور الجيش الوطني والأجهزة الأمنية وتوحيدها في التراب الليبي كافة.
قال خبراء إن الجيش الليبي لديه تأييد واسع في مناطق غرب البلاد وعلى حدود طرابلس تمكنه من مواجهة المليشيات المسلحة التابعة لتنظيمات إرهابية مثل الإخوان وتنظيم القاعدة.
وأكدوا ضرورة تعظيم دور الجيش والأجهزة الأمنية وتوحيدها في التراب الليبي كافة، وأن تكون المؤسسة الأمنية خاضعة للسلطة المدنية بمشاركة الجيش في إطار قانوني دستوري ينظم العلاقة بينهما وينتج حلولا عملية لقضية السلاح والمليشيات المسلحة.
وكان الجيش الليبي اتجه لتطهير غرب البلاد بعد عملية عسكرية ناجحة استطاع على أثرها تأمين أغلب مناطق الجنوب الغربي التي كانت تعاني من وجود بقايا التنظيمات الإرهابية والعصابات التشادية.
وقال المحلل السياسي الليبي إبراهيم بلقاسم إن اللقاء الأخير بين المشير خليفة حفتر ورئيس المجلس الرئاسي فايز السراج جاء بطرح خيارات مختلفة عن السابق، حيث تناول المسألة الأمنية بمنظور توافقي تصالحي وليس تصادميا.
واعتبر بلقاسم -خلال حديثه لـ"العين الإخبارية"- أن من سماهم "المجموعات المعتدلة" بالعاصمة طرابلس والمنطقة الغربية ليست خطرا على الجيش بقدر ما يمكن اعتبارها قوة يمكن أن تسانده في تحقيق مهامه بالمنطقة الغربية.
وأكد أن الجيش الوطني لديه أرضية واسعة في المنطقة الغربية وعلى حدود طرابلس، وكل ما يرغب فيه هو المشاركة في تأمين العاصمة والمنشآت الحيوية في المراحل الحساسة المقبلة، من بينها الانتخابات على أقل تقدير.
كان "اللواء 73 مشاة" التابع للجيش الوطني أعلن الأسبوع الماضي أن قوات الجيش سيطرت على بوابة بوهادي جنوب مدينة سرت دون مقاومة من المليشيات المسيطرة عليها.
وحول خيارات المليشيات التي تعتنق أفكارا إخوانية لعرقلة التقدم الذي حققه الجيش الليبي بمدن الجنوب والغرب، قال بلقاسم إن "هناك 3 خيارات؛ أبرزها أن الإخونجية كقوة مسلحة أصبحوا أضعف من أن يشكلوا خطرا حقيقيا على الجيش في حد ذاتهم".
وأضاف: "لهذا السبب سيلجأ الإخونجية إلى محاولة حشد المتعاطفين معهم والمتمسكين بمبدأ مدنية الدولة بدعوى الحفاظ على الدولة المدنية".
واستطرد بلقاسم قائلا، إنه من بين الخيارات أيضا الضغط بملفات اجتماعية في المنطقة الشرقية عبر مكونات اجتماعية قد تكون مهزوزة وذات مواقف ربما تكون مترددة أو حتى رافضة لبعض التصرفات ممن هم محسوبون على المعسكر السياسي بالشرق الليبي بشقيه الأمني والسياسي.
وحول مساعي عناصر إخوانية لعرقلة الجيش قال بلقاسم إن "استجلاب مجموعات مسلحة متطرفة للقتال نيابة عنهم يعد أخطر خيار قد يلجأون إليه".
وأضاف: "هذا السيناريو يمكن استقراؤه من خلال استمرار دول بإرسال أسلحة وتقنيات حربية خرقا لقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن بحظر تسليح المجموعات المسلحة في ليبيا، فضلا عن اعتبار جزء من تلك المجموعات إرهابية إقليميا ودوليا".
وكان تنظيم الإخوان الإرهابي في ليبيا بدأ تحركاته على المستويين السياسي والإعلامي لإفشال اجتماع حفتر-السراج، الذي أكد إتمام التسوية السياسية للأزمة وإنهاء المرحلة الانتقالية بالبلاد.
واختتم بلقاسم قائلا إن "ما يحدث الآن هي تحركات وهواجس من تقدم أي طرف نحو الآخر، وهذه هواجس مشروعة، خصوصا أننا نقترب من محطة جديدة وهي (الملتقى الجامع) الذي سينهي فوبيا تغول الآخر في المشهد السياسي".
في السياق ذاته، أكد الدكتور محمد الزبيدي أستاذ القانون الدولي والخبير في الشؤون الليبية أن الجيش الوطني يدق أبواب طرابلس بالفعل، ومتواجد حاليا بالقاعدة العسكرية غرب العاصمة، ومدينة الأصابعة ومدينة ترهونة، أي طوّق طرابلس.
وأوضح الزبيدي -لـ"العين الإخبارية"- أن الليبيين خرجوا في العديد من المدن الليبية للمطالبة بتدخل الجيش، وبالتالي فمسألة تحرير طرابلس من المليشيات المسلحة مسألة جوهرية، لأن بقاء الوضع على ما هو عليه يفقد أي معنى لهذه الانتصارات.
وأضاف أنه "إذا أصبحت العاصمة خارج السيطرة فلا قيمة للجهد العسكري طيلة السنوات التي مضت"، مؤكدا أن طرابلس هي الجائزة الكبرى، ومرجحا أن "دخولها سيتم دون إراقة دماء".
من جانبه، كشف مصدر عسكري ليبي رفيع المستوى -لـ"العين الإخبارية"- أن اللواء محمد المنفور قائد غرفة عمليات سلاح الجو الليبي وصل الأحد إلى قاعدة الوطية الجوية غرب البلاد لبحث بعض الأمور الفنية والعسكرية.
ورجح المصدر أن "تتناول هذه الأمور نقاشات حول تحرير مناطق الغرب الليبي".
وكان الجيش الوطني الليبي أطلق عملية عسكرية في منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، بهدف تأمين جنوب غربي البلاد من الإرهابيين وتشكيلات الجريمة المنظمة وعصابات المعارضة التشادية.
وأسفرت العملية عن نجاحات متتالية للجيش، حيث تمكن من تحرير مدن سبها وأوباري وغات ومرزق، فضلاً عن تأمين أبرز حقلين للنفط في ليبيا وهما حقلا "الشرارة" و"الفيل".
aXA6IDE4LjE4OC4yMjMuMTIwIA==
جزيرة ام اند امز