خبراء عن اجتماع "الجوار الليبي": مساع عربية تتصدى لدور قطر التخريبي
مؤامرات لا تنقطع وأجندة لا تحمل إلا الخراب حملها النظام القطري تجاه ليبيا وتسعى دول الجوار للتصدي لهذه المخططات.
أكد خبراء ومحللون سياسيون أهمية اجتماع دول الجوار الليبي بين وزراء خارجية مصر والجزائر وتونس، الثلاثاء، موضحين أنه يسعى بالأساس إلى التصدي للمؤامرات التي حاكتها قطر إمارة الإرهاب ضد ليبيا، وتوحيد الصف الليبي.
وأشار الخبراء إلى أن القاهرة تقف منذ سنوات عدة للقيام بدورها الإقليمي في محاولة لتقريب وجهات النظر بين فرقاء المشهد الليبي وذلك ضمن مبادرات عدة بالاشتراك مع دول الجوار العربي والأفريقي.
- اجتماع لوزراء خارجية مصر وتونس والجزائر حول ليبيا الثلاثاء
- مسؤول ليبي: قطر وتركيا تهدفان إلى زعزعة استقرار ليبيا ودول الجوار
الدور القطري المشبوه داخل ليبيا
وكشف المحلل السياسي الليبي عبدالباسط بن هامل تفاصيل الدور القطري المشبوه داخل ليبيا، مشيراً في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إلى أن "مؤامرات قطر تجاه بلاده أكبر بكثير من إيجازها في كلمات".
وأوضح أن "ما بين توفير غطاء سياسي لأمراء الحرب والدمار داخل ليبيا، وتقديم التمويلات المفتوحة للعناصر المسلحة، استطاع تنظيم الحمدين أن يحول المشهد داخل ليبيا إلى فصائل متناحرة مستغلاً في ذلك ما عرف إعلاميا بـ(الربيع العربي)، وما تلاه من اضطرابات نالت من دول كانت قبل ذلك التاريخ في عداد الآمنين".
تجنيس إرهابيين جدد
وسلط "ابن هامل" الضوء على ورقة التجنيس التي تستخدمها قطر للإضرار ببلاده، قائلاً إن "الدوحة استقبلت العناصر الإرهابية القادمة من أفغانستان وغيرها من دول الشرق الأوسط ومنتحتهم جنسيتها وقدمت لهم غطاءً سياسيا حصينا، وسهلت لهم العبور إلى تركيا وبريطانيا، لتجنيد واستقطاب عناصر جدد وإرسالهم إلى الأراضي الليبية بشكل دوري، ومعسكرات درنة خير دليل على ذلك".
وأضاف أنه "بخلاف الغطاء السياسي، فقد سخر تنظيم الحمدين أذرعه الإعلامية وفي مقدمتها قناة الجزيرة على مدار سنوات بهدف تضليل الرأي العام الليبي والدولي وخلق صورة مغايرة للواقع داخل البلاد، وحاول ترسيخ مصطلحات مثل (ثوار ليبيا) وغيرها من العبارات المضللة التي تحاول الدوحة من خلالها التعتيم على إرهابها المستشري داخل الأراضي الليبية".
وتابع في تصريحات لـ"العين الإخبارية": "مراسلو قطر بجميع منصاتها الإعلامية كانوا يقدمون تغطية مسمومة للوضع الليبي وهم بمثابة قنابل موقوتة تؤدي دورا تخريبيا ممنهجا ومدروسا، إضافة إلى تنظيم الدوحة ندوات في العديد من دول العالم وإنشاء مراكز دراسات لا تهدف إلا لتضليل الرأي العام العالمي وخدمة الأجندة القطرية.
وأشار المحلل الليبي إلى أن "سياسة قطر باختصار قائمة على تخريب الدول وتفتيتها، فهي دولة بلا تاريخ خسرت كل علاقاتها مع الدول العربية الكبرى، وبدلا من الرجوع إلى الصف العربي باتت تتعامل مع إقليمها العربي بعنجهية وبلطجة وتمضي قدما في تنفيذ سياستها، وتريد في المقابل أن تعمل على تفتيت مؤسسات تلك الدول بحثا عن دور إقليمي ودولي أكبر من حجمها الطبيعي".
اجتماع دول الجوار الليبي.. البناء على اتفاق أبوظبي
وشدد "ابن هامل" على أهمية اللقاءات التي تجمع دول الجوار الليبي خاصة، مؤكدا أن "هذه الدول بالذات تتطلع للاستقرار الليبي الذي يتصل اتصالا مباشرا باستقرارهم".
وأشار إلى أن "اللقاء الأخير في مصر سيبني على الاتفاق الذي تم في العاصمة الإماراتية أبوظبي بين القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر ورئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج، على إنهاء المرحلة الانتقالية عبر إجراء انتخابات عامة في البلاد.
وأكد المحلل الليبي أن "هذه اللقاءات تقطع الطريق على مخطط التقسيم الذي تقوده قطر، ومن الضروري أن يتم الضغط على الأطراف الليبية للخروج بقرارات سياسية موحدة، والعمل سريعا جدا على الأرض لتوحيد المؤسسة العسكرية، التي في الأساس تؤمن المشروع السياسي".
الانقسام الليبي سبب التدخلات الخارجية
ومن جهة أخرى، يقول الدبلوماسي والمحلل السياسي الليبي محمد فايز جبريل، السفير الليبي السابق بالقاهرة، إن "قطر وغيرها ممن سلطوا جهودهم لزعزعة استقرار ليبيا وإرهابها، لم يكونوا ليمارسوا هذا الدور التخريبي إلا بسماح المنتفعين من الشعب الليبي لهم".
وأوضح في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أنه "من ناحية تحليلية بحتة فإن المشكلة الأساسية لدى بعض الليبيين أنهم من سمحوا لهذه الجهات بأداء هذه الأدوار طالما ستتحقق لهم الاستفادة، وفضلوا مصالحهم الخاصة على رفع راية الوطن والتعايش مع الآخر".
ولفت إلى أن "انقسام المجتمعات على نفسها هو الذي يسمح بدخول أصحاب الأجندات التخريبية"، موضحا أن الأمر الآن بيد الليبيين.
aXA6IDMuMjMuOTIuNjQg جزيرة ام اند امز