محللان: الجيش الليبي داخل طرابلس والطيران التركي عاجز
محللان عسكريان ليبيان يؤكدان أن تمركزات الجيش الوطني الليبي الأخيرة تضعه داخل العاصمة الليبية طرابلس وليس على تخومها
أكد محللان عسكريان ليبيان أن تمركزات الجيش الوطني الأخيرة تضعه داخل العاصمة طرابلس وليس على تخومها، كما كان قبل خطاب القائد العام المشير خليفة حفتر، الخميس الماضي.
- الجيش الليبي يستهدف مواقع للمليشيات ويواصل تقدمه غربا
- الجيش الليبي يحكم حصار مليشيا طرابلس من جميع المحاور
وأشار المحللان، في حديث منفصل، إلى أن الجيش الليبي يدرك تماما الطبيعة الجغرافية لطرابلس ويستفيد من عجز الطيران التركي المسير وجهل المليشيات بالخطط العسكرية.
تفوق في القدرات
وشدد العميد محمد علي يونس القيادي السابق بالجيش الليبي والمحلل العسكري على أن "قدرات الجيش الليبي تمكنه من الحسم في فترة قصيرة، في حين تعجز قدرات المليشيات عن التصدي لتقدمه".
ولفت يونس في حديث خاص لـ"العين الإخبارية" إلى أن "الجيش الليبي في تقدمه ملتزم بتوصية القيادة العامة بتجنب استهداف المدنيين الذين تتخذهم العصابات الإرهابية دروعا بشرية، خصوصًا في محوريْ العزيزية وصلاح الدين، ومرعاة قواعد الاشتباك وتجنب الإضرار بالممتلكات بأكبر قدر ممكن".
وتابع: "الجيش الليبي متفوق عسكريا واستراتيجيا على المليشيات التي تبلغ أعمار معظم منتسبيها وقياداتها من 20 إلى 30 عاما، في حين أن الجيش الليبي دفع في مرحلة الحسم بقوات النخبة التي تلقت تدريبات نفسية وجسمانية عالية للقيام بمهام صعبة وتجاوز كل العوائق في طريق الوحدات المتقدمة في الجيش الليبي".
وحول تقييمه لتحركات النسق الثاني والأول من الجيش الليبي في المعركة، أكد أن "القوات لديها قدرات عالية على القتال في مختلف الجغرافيات في السلاسل الجبلية والمناطق المفتوحة وحروب العصابات التي تمرست عليها منذ الحرب على الإرهاب في بنغازي ودرنة والهلال النفطي"، مضيفا: "القوات سريعة الانتشار والانقباض مرنة الحركة تجيد جميع فنون الالتفاف، وضباطها ذوو فكر سليم وتخطيط عالٍ".
وبشأن المعارك الجوية أشار العميد إلى أن "السيادة الجوية للجيش الليبي، وهو ما ظهر من خلال إسقاطه لأكثر من 40 مسيرة تركية وأي مسيرة أجنبية تدخل نطاق العمليات".
ونوه بأن "استهداف الجيش لغرف عمليات تسيير هذا النوع من الطيران في مصراتة وزوارة ومعيتيقة حرمتها من استخدام القواعد لاستهداف الجيش الليبي، ما ألجأهم لأماكن مدنية للانطلاق منها بالمخالفة للقوانين والأعراف الدولية".
وأكد أن "قدرات الطيران المسير -خاصة التركي- لن يستطيع إيقاف تقدم الجيش؛ لأنه بالأساس يشتمل على طائرات مراقبة طورت للهجوم، وارتفاعها لا يتجاوز ٨ آلاف قدم ما يجعلها في مرمى نيران الدفاعات الجوية"، موضحا أنها "أصبحت تسقط قبل أن تحقق أهدافها المرسلة لأجلها".
تمركزات حساسة
ويرى المحلل العسكري الليبي محمد الترهوني أن "تقدمات الجيش الليبي أوصلته إلى مناطق حساسة جدا بالنسبة للمليشيات، وأنه الآن داخل العاصمة وليس على تخومها ويشرف على قلب طرابلس".
وتابع في حديث لـ"العين الإخبارية" أن "الجيش الليبي يدرك طبيعة جغرافية وديموغرافية المنطقة، ويتقدم بخطوات محسوبة وفقا للمناطق التي يعلم بمستوى دعم أبنائها له ورغبته في التقدم".
وأضاف أن "المليشيات لديها مراهقة عسكرية ولا تدرك خطورة المناطق التي يتمركزون فيها، إلا أن الجيش الليبي يراعي ذلك خشية أن تكون هنالك أكمنة من المليشيات".
وكشف عن أن "المليشيات لا تقوى على مقاومة نيران القوات المسلحة وتنسحب من تمركزاتها، إلا أن الجيش الليبي ربما يتأخر في التقدم لمناطق انسحاب المليشيات لأن التمركز في النقاط المفتوحة يعني استهدافا مباشرا".
وحول الوضع الميداني وأهمية المناطق التي سيطر عليها الجيش الليبي مؤخرا، أكد أن "الجيش الليبي داخل طرابلس الآن، ويقاتل المليشيات في عدة أحياء محسوبة إدارية على العاصمة طرابلس، ولم يعد يقاتلهم في التخوم، ويشتبك مع المليشيات بمنطقة مشروع الهضبة التي تعتبر المدخل الرئيس لقلب العاصمة".
وأشار إلى أن "الجيش يسيطر بشكل كامل على منطقة الكريمية التي تقدم باتجاهها يعني أن الجيش يكون قد سيطر على المدخلين المتجهين إلى طريق المطار جنوبا ومنطقة السراج وقلب طرابلس شمالا".
وفي الجهة الشرقية، أشار إلى أن السيطرة على "عين زارة" تعني تأمين تحرك الجيش إلى منطقة الفرناج وجامعة "ناصر" ومنطقة شارع المدار، وصولا إلى الهضبة والبدار والطريق الرئيسية، والسيطرة على هذه الأماكن يعني انهيارا وفشلا تاما للمليشيات ودخول الجيش إلى قلب العاصمة.
ونوه بأن الجيش الليبي الذي يتقدم في شارع المطبات ومشروع الهضمة حين يسيطر على هاتين المنطقتين، فإن المسافة ما بينه وبين قلب العاصمة أقرب من المسافة الزمنية.
تقدمات في كل المحاور
وكان المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة أعلن أن قوات الجيش الليبي تتقدم في جميع المحاور تحت غطاء جوي من قبل سلاح الجو، وأحكمت حصار مليشيا طرابلس من جميع المحاور.
وأكد المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة أن الجيش على منطقة الأحياء البرية التي تقع قبل معسكر النقلية بطريق المطار وسط هروب المليشيات من طريق الأصفاح باتجاه طريق الكريمية.
وأضاف أن سلاح الجو نفذ عدة ضربات جوية على أهداف تابعة لمليشيات مصراتة بالقرب من المحطة البخارية بمدينة سرت، بالإضافة إلى الضربات على تمركزات المليشيات في محور عين زارة.
وأشار إلى أن المواجهات المسلحة مع المليشيات على مشارف منطقة أبوسليم (الاستراتيجة والتي تضم سجن أبوسليم)، وأن الجيش لا يزال يتقدم في اتجاه منطقة الزهراء بعد السيطرة على كوبري الزهراء.
ومن جانبها، أفادت غرفة عمليات قوات إجدابيا شرقي العاصمة بأن قوات الجيش سيطرت على منطقة الجامع الأخضر وهي آخر نقطة للمليشيات في الأحياء البرية والسيطرة على منطقة الأربع شوارع بالأصفاح، وأن القوات تتقدم إلى "خزانات النفط" في طريق المطار "مطار طرابلس الدولي".
وكان الجيش الليبي أطلق عملية طوفان الكرامة في 4 أبريل/نيسان من هذا العام نتج عنها سيطرته الواسعة على المنطقة الغربية، بالإضافة إلى إسقاط ٣٩ طائرة مسيرة نوع "بيرقدار" وتدمير عدد من آليات الكيربي التركية بعد تدخل أنقرة على الخط ودعمها للمليشيات والإرهابيين.
aXA6IDE4LjExNy44LjE3NyA= جزيرة ام اند امز