ترقيات الجيش الليبي.. 4 رسائل للداخل والخارج
أكد خبراء سياسيون وعسكريون ليبيون أن تغييرات وترقيات ضباط الجيش تضخ دماء جديدة، وتحمل تقديرا للجهود والإنجازات العسكرية.
وأوضح هؤلاء الخبراء في تصريحات منفصلة لــ"العين الإخبارية" أن "تلك الترقيات التي جاءت من قبل القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر في ذكرى تأسيس الجيش الليبي، وجهت عدة رسائل قوية للجميع خارجياً وداخلياً".
وفي وقت سابق اليوم الإثنين، أعاد المشير حفتر تشكيل غرف العمليات، بتكليف اللواء أحمد سالم آمراً لعمليات سرت الكبرى، فيما أسند إلى اللواء رمضان عطاالله البرعصي منطقة البيضاء العسكرية، والعميد عبدالله اعمر الزايد، غرفة عمليات الجفرة.
وضمن ترقيات قادة الجيش، جرى تصعيد اللواء طيار محمد المنفور إلى رتبة فريق وتكليفه برئاسة أركان القوات الجوية، كما أمر بترقية اللواء مفتاح شقلوف إلى رتبة فريق وتكليفه برئاسة أركان الحدود.
وكلف حفتر الفريق صقر الجروشي بإدارة التفتيش العسكري، واللواء صالح اعبوده بإدارة التدريب بالقوات المسلحة، والفريق امراجع العمامي برئاسة القوات البرية.
4 رسائل
ويرى المحلل السياسي الليبي الدكتور كمال المرعاش، أن هذه الترقيات دورية، حيث اعتادت الجيوش النظامية والرسمية أن تكرم ضباطها بترقيهم وتمنحهم الأنواط والنياشين العسكرية، في أعياد تأسيسها، إما تقديرًا لجهودهم العسكرية الاستثنائية أو لاستحقاقهم هذه الرتب بحسب الأقدمية.
وأضاف المرعاش لــ"العين الإخبارية" أن المشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية استمر في هذا التقليد العريق، مشيرا إلى أنه انتهز هذه المناسبة لتوجيه رسائل عدة إلى الشعب الليبي ودول العالم، خصوصًا وان ليبيا لاتزال تعاني من الانقسام والتبعية، بل حتى عودة الاستعمار العسكري المباشر.
وتابع المرعاش "كانت الرسائل قوية في مضمونها، لمن يهمه الأمر.. وضح فيها أن الجيش الوطني الليبي هو أساس تأسيس الدولة المدنية، وأن استقلال وسيادة ليبيا غير المنقوصة، حق لن يتنازل عنه الجيش، مشيرا إلى أن أي تواجد عسكري أجنبي على الأرض الليبية، سوف يواجه بالقوة العسكرية".
ولفت المحلل الليبي إلى أن الرسالة الثانية، تتمثل في أن الجيش مستمر في الحرب على الإرهاب حتى إنهاء وجود التنظيمات الارهابية، بما فيها تنظيم الإخوان الإرهابي، فيما تتمثل الرسالة الثالثة في أن مؤسسة الجيش الوطني الليبي، لن تخضع إلا لرئيس منتخب مباشرة من الشعب الليبي.
والرسالة الأخيرة تمثلت في أنه يدعم كل مبادرات الحل السلمي وتجنب الحرب، لتحقيق الأهداف سالفة الذكر.
القول الفصل
ويقول المحلل السياسي الليبي الدكتور خالد الترجمان، إن الترقيات جاءت في الذكرى الـ81 لتأسيس الجيش الليبي، ولتكريم القيادات التي ساهمت في محاربة الإرهاب خلال الفترة الماضية.
وأضاف الترجمان لــ"العين الإخبارية" أن التغيرات جاءت لتشكل دفعة جديدة للقوات المسلحة، مشيرا إلى أنها شكلت القول الفصل في محاولات ابتزاز الجيش من بعض السلطات التي تضغط عليها المليشيات في طرابلس، على حد قوله.
وأوضح أن القائد العام المشير حفتر أرسل رسالة واضحة للجميع أن الجيش لن يكون إلا تحت أمر سلطة منتخبة من الشعب، مشددا على وقوف الشعب الليبي مع جيشه ضد التواجد التركي والمرتزقة.
ولفت إلى أن تأكيد المشير على وقوف الجيش خلف الشعب الليبي لحماية الانتخابات والوصول إليها، واستمراره في محاربة الإرهاب والمليشيات.
العمل في صمت
المحلل العسكري محمد الترهوني يؤكد أن الجيش الليبي منظومة تعمل في صمت للوصول إلى مبتغاها في تأمين البلاد ومحاربة الإرهاب والبعد عن المهاترات السياسية.
وقال الترهوني، لــ"العين الإخبارية" إن "ترقيات اليوم، أكثر من ممتازة وتعيد تجديد الدماء"، مشيرا إلى أن تلك الشخصيات من ببين الأكثر خبرة والأفضل وستقود الجيش للمرحلة الذهبية وتقود البلاد لبر الأمان.
وتابع أن تلك الشخصيات ستكمل بناء الجيش وتحدث الترسانة العسكرية من بقايا الأسلحة القديمة واعاده إصلاحها وإدخالها الخدمة.
سخط من تجاهل الذكرى
يأتي ذلك فيما أعرب رئيس لجنة الخارجية بمجلس النواب الليبي يوسف العقوري عن أسفه لعدم اهتمام الجهات الرسمية بإحياء ذكرى تأسيس الجيش الليبي.
وبحسب المكتب الإعلامي لمجلس النواب الليبي، عبر العقوري عن أسفه لعدم اهتمام الجهات الرسمية بإحياء هذه الذكرى الوطنية العظيمة التي كان لها الدور الأبرز في استقلال ليبيا، مؤكدا على ضرورة الاحتفال بالرموز التاريخية التي تعبر عن النضال الوطني وتجمع كل الليبيين في هوية واحدة جامعة.
وهنأ العقوري، الشعب الليبي بذكرى تأسيس الجيش الليبي في أبي رواش بالكيلو 9 قرب القاهرة المصرية، في 9 أغسطس آب 1940، وذلك لخوض الحرب العالمية الثانية إلى جانب قوات دول الحلفاء من أجل طرد الاحتلال الإيطالي الفاشي من ليبيا .
وأشاد العقوري بعراقة الجيش الليبي وأهم منجزاته، كونه تأسس حتى قبل استقلال البلاد وكان دوره إلى جانب الحلفاء داعما كبيرا للحراك السياسي من أجل استقلال ليبيا، مهنئا الدول الصديقة التي ساعدت في تأسيس الجيش الليبي، ومجددا عمق العلاقات التاريخية معها، ومؤكدا على أهمية العلاقات مع مصر التي كانت دائما سندا للشعب الليبي.
aXA6IDEzLjU4LjI4LjE5NiA= جزيرة ام اند امز