والد عهد التميمي يروي لـ"بوابة العين" تفاصيل القبض على ابنته
قوات الاحتلال أطلقت، تزامنا مع القبض على عهد، قنابل الغاز على المنازل المجاورة لترهيبهم.
كانت الساعة قرابة الثالثة فجرا حينما اخترقت جيبات عسكرية إسرائيلية شوارع قرية النبي صالح التي يقطنها 600 فلسطيني، في قضاء رام الله في الضفة الغربية، واتجهت مباشرة إلى منزل باسم التميمي، والهدف كان اعتقال ابنته الطفلة عهد.
- عهد التميمي.. طفلة فلسطينية قهرت الاحتلال ولم تخف زنازينه
- "الحرية لعهد التميمي".. عريضة عالمية للإفراج عن "طفلة الغضب الفلسطيني"
تفاصيل الاعتقال
الأب البالغ من العمر 50 عاما وسبق اعتقاله 9 مرات ليمضي 4 سنوات في سجون الاحتلال روى لـ"بوابة العين" تفاصيل القبض على ابنته قائلا: "في الساعة الثالثة فجرا وصلت قوات الاحتلال إلى المنزل وهم يطرقون على الأبواب بعنف ويصيحون وكانوا يطلقون النيران وقنابل الغاز باتجاه بيوت قريبة في القرية ".
وأضاف: "دخلوا إلى المنزل بعنف، وطلب مني الضابط الإسرائيلي جمع أبنائي في غرفة ثم قال لي إن عهد معتقلة ورفض أن تلبس ملابس تقيها من البرد أثناء الاعتقال ومن ثم دخلت مجندتين وخلال دقيقتين تم اعتقال عهد وتم إخراجها من البيت ".
وتابع: "كنا ندرك أن هناك حملة تحريض كبيرة عليها، ولذلك قررنا أن نكون أكثر هدوءا حتى لا نعطيهم المبرر لضربها وإيذائها بطريقة كبيرة".
خشيت عناصر الاحتلال أن يقوم أحد أفراد العائلة بتصوير عملية الاعتقال ولذلك سارعوا إلى مصادرة الأجهزة النقالة من كل أبناء العائلة.
وقال التميمي: "قاموا بعملية تفتيش واسعة في المنزل وصادروا كل ما هو إلكتروني سواء حاسوب أو حاسوب نقال أو كاميرات، وصادروا أجهزتنا ومنعونا من التصوير ".
وأضاف: "ابني الصغير محمد وعمره 14 عاما كان معه هاتفه النقال ورفض أن يتنازل عن هاتفه النقال فهجموا عليه؛ حيث شاهدت 6 جنود وهم يحاولون أخذ الهاتف من محمد إلى أن تم أخذه بالقوة".
وأكمل: "بعد أكثر من نصف ساعة خرجوا من المنزل وكانت عهد معتقلة، وكان هناك 6-7 جيبات عسكرية حول المنزل واقتادوا عهد إلى المجهول".
القبض على والدة عهد
وقال التميمي: "في اليوم التالي جلبنا شرائح اتصال جديدة للاتصال مع الناس، وبدأنا بالتحرك لمعرفة مكان اعتقال عهد، وتوجهنا إلى مركز الشرطة للسؤال عنها، ولكن تم اعتقال زوجتي ناريمان واقتيادها إلى جهة مجهولة، والآن فإن عهد ووالدتها في السجن، وكل واحدة في سجن".
وقال التميمي: "أمس تم تأجيل محاكمة عهد إلى يوم الإثنين، واليوم ستتم محاكمة زوجتي ناريمان".
عهد بالمنزل.. طفلة
يقول التميمي عن ابنته عهد: "هذه الطفلة التي تراها بهذه القوة أمام هذا الجيش تواجهه بهذا القوة هي طفلة هادئة جدا، وهي طفلة بكل معنى الكلمة مثل أي طفل آخر".
وأضاف: "من داخلها فإن عهد تفكر كالآتي: كرامتي من كرامة شعبي وكرامة قضيتي؛ فلا أحب أن أرى في عيونكم نظرات الشفقة، أنا أحب أن تنظروا إليَّ كمقاتلة من أجل الحرية ومدافعة عن وطني، وبهذه الطريقة سيكون بإمكانكم أن تخدموني بشكل أفضل ".
وتابع التميمي: "هكذا ترى نفسها هي ترى نفسها مقاتلة من أجل الحرية ".
ويرى التميمي أن ابنته عهد تمكنت من تكريس صورة الفلسطيني المقاوم في أذهان الناس في العالم.
وقال: "وعيا بالسلوك الفطري كسرت عهد نموذج الضحية المهزومة؛ فأظهرت الفلسطيني كطفل أو امرأة أو فتاة أنها ضحية تقاوم وترفض الاستسلام للاحتلال وأنها ببساطة بإمكانها أن تقلب الطاولة على الاحتلال وتصفع وجهه وتصفع كل الجبن والتخاذل ".
وأضاف: "الله يعين عهد على هذا الحمل؛ فهو حمل ثقيل، ولكن أعتقد أن نفسيتها قوية قادرة على أن تصنع صورة لجيلها ولشعبنا".
عائلة عهد داخل سجون الاحتلال
وقال التميمي: "أنا اعتقلت في الماضي 9 مرات، وأمها اعتقلت 5 مرات، وأختي شهيدة، وأخو زوجتي شهيد، وتم اعتقال عهد وأصيبت أكثر من مرة، وابني محمد اعتقل وأصيب، أما ابني وعد فهو مطلوب، وقد اقتحم الاحتلال البيت لاعتقاله عشرات المرات وتمت إصابته من المجموعة ذاتها من الجنود بكسر يده برصاص مطاطي قبل الحادث بيومين".
وأضاف: "وبالتالي وعد معتقلة وأمها معتقلة وأنا اليوم مطلوب للتحقيق من قبل قوات الاحتلال".
aXA6IDMuMTQ2LjE1Mi4xNDcg جزيرة ام اند امز