لماذا أصدرت أنقرة مذكرة اعتقال بحق أبرز قيادي كردي سوري؟
جاء القرار التركي بإصدار مذكرة اعتقال بحق صالح مسلم، زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، صادماً للقيادات الكردية في سوريا وتركيا.
جاء القرار الرسمي التركي بإصدار مذكرة اعتقال بحق صالح مسلم، زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا، صادماً للقيادات الكردية في سوريا وتركيا، في وقت تخوض قوات سوريا الديمقراطية معارك في الرقة ضد تنظيم داعش.
وفيما تدعم تركيا فصائل سورية معارضة في حلب وإدلب تحت مسمى "درع الفرات"، تأتي حملة "غضب الفرات" لسوريا الديمقراطية لتترك علامات استفهام كبيرة حول العلاقة بين أكراد سوريا وتركيا سياسياً وتأثير ذلك على مذكرة اعتقال لأبرز المسؤولين الأكراد لأكثر الأحزاب شعبية وتنظيماً.
تربط أوساط تركية بين حزب العمال الكردستاني، المصنف إرهابياً لدى أنقرة، وحزب الاتحاد الديمقراطي (تأسس عام 2003) الذي يقود فعلياً القوات الكردية والجانب الإداري في المناطق الكردية التي أعلنت عما يسمى بـ "الإدارة الذاتية" في 2013، شمال شرق سوريا.
وقالت أوساط كردية مقربة من حزب الاتحاد الديمقراطي PYD إن القيادات الكردية معتادة على قرارات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بحجة "إنقاذ داعش" كما يقول شفان الخابوري، ممثل حركة المجتمع الديمقراطي الكردية.
وأضاف الخابوري لبوابة العين الإخبارية: "تركيا تطعن من الخلف باستهدافها لمجلس منبج العسكري في العديد من القرى التابعة لسيطرة المجلس وقرى على أطراف مقاطعة عفرين".
وتقف قيادة حزب الاتحاد الديمقراطي على النقيض من حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان الذي يتهم الحزب بدعم زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل عبد الله أوجلان منذ 17 عاماً.
ويقول صالح مسلم إنه مواطن سوري ومذكرة الاعتقال بحقه غير قانونية، نافياً أي علاقة تربط حزبه بالعمال الكردستاني رغم أن الحزب يعتمد في سياسته على مبادئ أوجلان ويعلق صوره في أنحاء المناطق التي يحكمها.
ومن المتوقع أن يكون هذا القرار متعلقاً باتهام الحكومة التركية لحزب الاتحاد ووحدات حماية الشعب بالضلوع في التفجير الذي استهدف رتلا عسكريا في أنقرة وأسفر عن مقتل 28 شخصاً، وينفي كل من الحزب والوحدات التورط في الهجوم الذي ضرب أنقرة في فبراير 2016.
جدير ذكره أن صالح مسلم من أبرز القياديين السياسيين الأكراد ينحدر من مدينة كوباني (عين العرب)، حصل على بكالوريوس الهندسة الكيميائية في تركيا.
بدأ نشاطه السياسي بعد عودته من السعودية، حيث كان يعمل فيها، وتم انتخابه رئيساً لحزب الاتحاد الديمقراطي في المؤتمر الرابع في سبتمبر 2010.