ذكرى 8 سنوات.. كيف لقن أرسنال جماهيره درسا قاسيا؟
8 سنوات مرت على أحد أفضل العودات في تاريخ كرة القدم، حينما كان ملعب "مادجيسكي" مسرحا لمباراة نارية شهدت 12 هدفا.
في الـ30 من أكتوبر/ تشرين الأول 2012، حل أرسنال ضيفا على ريدينج في معقله، للتنافس على بطاقة التأهل للدور ربع النهائي بكأس رابطة المحترفين الإنجليزية.
تلك المباراة تصنف كإحدى أكثر المباريات إثارة في تاريخ الكرة الإنجليزية، كما أنها شهدت أكبر عدد من الأهداف على الإطلاق في بطولة كأس الرابطة.
تشكيلة المدفعجية الأساسية شهدت آنذاك مشاركة مجموعة من الوجوه الشابة إلى جانب بعض الأساسيين، أمثال الروسي أندريه أرشافين، والإنجليزي ثيو والكوت والمغربي مروان الشماخ.
وفي غضون 37 دقيقة فقط، وجد أرسنال نفسه متأخرا برباعية نظيفة، كان للمدافع الفرنسي لوران كوسييلني نصيب منها بإحرازه هدفا بالخطأ في مرماه.
الرباعية الصادمة دفعت عددا هائلا من جماهير أرسنال لمغادرة مدرجات ملعب "مادجيسكي" غضبا من النتيجة المذلة، بعدما تيقنوا من خسارة فريقهم الحتمية، نظرا لصعوبة العودة في النتيجة لاحقا.
وبعد مغادرة جُل جماهير أرسنال ملعب المباراة، استطاع والكوت اصطياد شباك ريدينج بهدف متأخر في الوقت المحتسب بدلا من الضائع للشوط الأول، ليذهب رجال المدرب الفرنسي أرسين فينجر للاستراحة متأخرين بنتيجة 1-4.
هذا الهدف ربما أعاد مجموعة من المشجعين الذين غادروا لتوهم، ليقرروا الالتفاف سريعا، لعل وعسى ينجح فريقهم في العودة خلال 45 دقيقة.
45 دقيقة من الجنون
وبعدما امتلأت المدرجات مجددا بجماهير أرسنال، رغم رحيل البعض، بدا الفريق بوجه آخر مع بداية الشوط الثاني، واستطاع البديل أوليفييه جيرو تقليص النتيجة بتسجيله الهدف الثاني في الدقيقة 64.
مرت الدقائق وأرسنال متأخرا 2-4 حتى قبل نهاية الوقت الأصلي بدقيقة واحدة، ليدب اليأس في صفوف المشجعين عبر شاشات التلفاز، لاستحالة عودة الفريق في آخر الدقائق.
لكن كوسييلني كان له رأي آخر بهدف صحح به خطأه في بداية المباراة، مسجلا الهدف الثالث للضيوف في الدقيقة 89، ليدب الأمل في نفوس "الجانرز" مع حلول اللحظات الأخيرة.
ضغط أرسنال بقوة على أصحاب الأرض في آخر اللحظات، حتى نجح والكوت في نيل مراده بهدف قاتل في الدقيقة السادسة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع، عادل به النتيجة قبل النهاية بلحظات.
انفجر الملعب احتفالا بالهدف القاتل، فيما اشتعل الحماس داخل نفوس المشجعين العائدين إلى المدرجات بعدما ضربتهم الصدمة قبل عدة دقائق حين التأخر 0-4، لكن التعادل القاتل كان له وقع آخر بداخلهم بعد ذلك.
وأطلق الحكم صافرة نهاية الوقت الأصلي بالتعادل 4-4، ليضطر الفريقان لخوض شوطين إضافيين، لم تغب عنهما الإثارة أيضا.
دقائق تاريخية
الشماخ نجح في التقدم لأرسنال لأول مرة في المباراة مع حلول الدقيقة 103، ليبدو الفريق في طريقه نحو انتصار مثير، لكن الروسي بافيل بوجريبنياك كان له رأي آخر بمعادلة النتيجة لصالح ريدينج برأسية بعد 12 دقيقة فقط.
النتيجة تشير إلى التعادل 5-5 في آخر لحظات الشوط الإضافي الثاني، لكن الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدلا من الضائع تشهد هجمة مرتدة سريعة أنهاها أرشافين بتسديدة، لترتد الكرة إلى والكوت، الذي أودعها الشباك، مفجرا احتفالا جنونيا لجماهير أرسنال في المدرجات.
الفرحة العارمة في المدرجات تزامنت مع ضغط ريدينج في آخر اللحظات من أجل معادلة النتيجة، لكن هذا التقدم منح "المدفعجية" فرصة استغلال المساحات الشاغرة في الخط الخلفي، ليصطاد الشماخ كرة بعد منتصف الملعب، انطلق بها ووضع كرة ساقطة فوق الحارس المتقدم، ليطلق رصاصة الرحمة على أصحاب الأرض بهدف سابع.
النتيجة تشير إلى تقدم أرسنال 7-5، وحكم المباراة يطلق صافرة النهاية، ليحتفل لاعبو أرسنال مع مشجعيهم العائدين بأحد أعظم العودات في تاريخ النادي والكرة الإنجليزية بوجه عام، بينما حُرم آخرون ممن غادروا سريعا مدرجات الملعب، من معايشة تلك اللحظات الجنونية، بينما ظفر بها من آمن بفريقه وظل وفيا له حتى النهاية.
ولأول مرة في تاريخه، نجح أرسنال في العودة بعد تأخره بـ3 أهداف أو أكثر، فضلا عن كونها أول مباراة يسجل فيها 7 أهداف خارج أرضه منذ موسم 1993-1994.
aXA6IDMuMTQ0LjMxLjg2IA== جزيرة ام اند امز