«الجدة الفخورة».. أورسولا تبدل «الصرامة» بـ«العائلة» للبقاء بمنصبها
بعد سنوات من نهج صارم وبراغماتي، تعود رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، لـ"عادة قديمة" من أجل تأمين منصبها بالانتخابات.
فمع اقتراب موعد انتخابات الاتحاد الأوروبي المقررة في يونيو/حزيران المقبل، يريد فريق فون دير لاين تحويل صورة رئيسة المفوضية الأوروبية من مديرة الأزمات الصارمة إلى أم و جدّة بشكل أكبر وأكثر دفئا، وتريد أن تنشأ عائلة أوروبية آمنة.
ووفق مجلة بوليتيكو الأمريكية، فإنها عودة إلى الجذور العائلية والمرحة للمرشحة الرئيسية لحزب الشعب الأوروبي التي قادت التكتل منذ عام 2019 خلال جائحة كورونا والهجوم الروسي على أوكرانيا وأزمة غلاء المعيشة التي أعقبت ذلك.
الفكاهة في أروقة السياسة
وبالعودة إلى عام 2008، عندما كانت وزيرة الأسرة الألمانية، سمحت فون دير لاين للممثل هيو جاكمان بسحبها من سلة المهملات في عرض فكاهي للأطفال.
كان هذا المشهد متناقضا بشكل صارخ مع السنوات الخمس الماضية، حيث أصبحت السيدة الألمانية معروفة بانضباطها الذاتي ونومها في مقر المفوضية وعملها لساعات طويلة وفي عطلات نهاية الأسبوع.
وفي الوقت الحالي، أصبح لديها موقع إلكتروني جديد لحملتها الانتخابية بألوان زاهية، إلى جانب شعار جديد تزينه دائرة من النجوم الذهبية التي تشير إلى علم الاتحاد الأوروبي، وشعار ”أورسولا 2024“.
وقال ألكسندر وينترشتاين، المتحدث الرئيسي باسم الحملة، للصحفيين يوم الجمعة الماضي إن العنصر ”الشخصي“ هو العنصر الأساسي في الحملة.
وأضاف “يعرفها الناس كرئيسة للمفوضية.. لكن ما قد يعرفه الناس أقل عن من هي في الواقع كشخص... من هي أورسولا فون دير لاين؟".
العائلة وأوروبا الآمنة
البيانات على الموقع الإلكتروني للحملة موقعة بتوقيع فون دير لاين بخط يدها، وتظهر في إعلان تمهيدي على الموقع، ”كأم لسبعة أبناء، أريد أن ينمو أحفادي في أوروبا آمنة ومزدهرة“.
في حين أن استراتيجية التركيز أكثر على شخصيتها وعائلتها قد تكون مفاجئة لمؤسسات الاتحاد الأوروبي، إلا أنها ليست جديدة تمامًا بالنسبة لفون دير لاين.
فقبل دخولها المفاجئ في السياسة الأوروبية عام 2019، كانت شخصية الطبيبة السابقة وحياتها العائلية، معروفة في السياسة الألمانية. إذ انضمت إلى أول حكومة للمستشارة السابقة أنجيلا ميركل في عام 2005 كوزيرة للأسرة ثم أن أصبحت وزيرة للعمل في 2009، وتولت وزارة الدفاع سنة 2014.
وطوال تلك السنوات، كانت فون دير لاين تتحدث بانتظام عن نفسها وعن أسرتها المكونة من سبعة أبناء، خاصةً في سنواتها الأولى كوزيرة للأسرة.
بل انتقدها معارضوها في ذلك الوقت، لوضعها عائلتها في الواجهة واستغلالها لمصلحتها السياسية، وفق ما طالعته "العين الإخبارية" في بوليتيكو.
في سنواتها السياسية المبكرة، ناقشت فون دير لاين صراحةً صعوبات الجمع بين الحياة المهنية والأبوة والأمومة عندما كانت تناضل من أجل توفير رعاية نهارية عامة كوزيرة للأسرة.
وحتى يومنا هذا، لا يزال تحسين قدرة الأمهات على البقاء في سوق العمل موضوعًا حساسًا من الناحية السياسية في المجتمع الألماني.
واستلهمت فون دير لاين ذلك على الأرجح من والدها إرنست ألبريشت، وهو سياسي ألماني سابق وموظف حكومي أوروبي كبير، والذي كان يستعين بعائلته بانتظام في حملاته الانتخابية.
حتى إنه في إحدى المرات، قام بتقديم عائلته في برنامج تلفزيوني، وجعل زوجته وأطفالهما يغنون. ومن غير المرجح أن تذهب فون دير لاين إلى هذا الحد، وفق المجلة الأمريكية.
وقال عضو رئيسي بالحملة ”هذه ليست حملة رئاسية على الطراز الأمريكي.. وعلى سبيل المثال، لن ترى العائلة".
ومع ذلك، لا يزال أمام ”أورسولا“ بضعة أسابيع لإتمام عملية التحول إلى ما يروج له الهاشتاغ المنتشر "الجدة الفخورة".