حصاد تونس الثقافي في 2021.. الحياة تعود تدريجيا
تسببت جائحة كورونا في تأجيل المناسبات الثقافية والفنية في تونس لأكثر من عام ونصف العام، إلا أنها عادت جزئيا خلال 2021.
وعاشت معظم القطاعات الثقافية والفنية أزمة كبرى منذ مارس/آذار 2020. وفرضت الجائحة إغلاقا للمسارح وقاعات السينما وإلغاء لمعارض الكتب المحلية والدولية والمهرجانات الفنية العريقة مثل مهرجاني الحمامات وقرطاج الدوليين.
فنانون تونسيون عانوا كثيرا بسبب جائحة كورونا وتأزمت أوضاعهم المادية والمالية، بسبب توقف الأنشطة.
وبمجرد إعلان السلطات التونسية عودة المناسبات الفنية والثقافية في منتصف شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، عاد الأمل في صفوف أهل الفن والفكر والثقافة ليتنفسوا الصعداء بعد أن أضرّت بهم الوضعية الصحية للبلاد وعرت الوضع الحقيقي لواقع الفن في تونس.
وبدأ المشهد الثقافي في استعادة عافيته تدريجيا بعد سبات دام أشهر طويلة وثقيلة تخلّلتها بعض التجارب التي سعت إلى تقديم فعاليات افتراضية ولعل أبرزها أيام قرطاج الكوريغرافية.
وفتحت قاعات السينما أبوابها أمام تظاهرة أيام قرطاج السينمائية التي انتظمت في نهاية شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، كما استقبل معرض تونس الدولي للكتاب رواده من القراء، بعد غياب دام سنة ونصف، لتعود الحياة إلى طبيعتها، مع سلسلة من الفعاليات التي دأبت وزارة الثقافة على تنظيمها مع افتتاح كل موسم.
وشهدت المناسبات الثقافية والحفلات إقبالا كبيرا من قبل التونسيين ليودعوا سنة مليئة بالخوف من الفيروس القاتل.
بروتوكول صحي
وفي هذا السياق، عبّر يوسف الأشخم مدير عام المؤسسة الوطني لتنمية المهرجانات في تصريحات لـ"العين الإخبارية" عن فخره بعودة الفعاليات الفنية والثقافية التي تأجلت السنة الماضية بسبب الجائحة.
وقال إنه منذ عودتها ومن بينها أيام قرطاج السينمائية ومعرض تونس الدولي للكتاب تم فرض بروتوكول صحي صارم على جميع الضيوف.
وأكد ضرورة الالتزام بالبروتوكول الصحي ويتضمن إظهار الجواز الصحي أو وثيقة تدل على استيفاء جرعتي التلقيح وتحديد طاقة استيعاب لا تتجاوز 50 %، وذلك لتجنب العدوى بفيروس كورونا.
وأوضح أن هذه المهرجانات والتي ستكون آخرها أيام قرطاج المسرحية ستبعث الحيوية في القاعات بعد احتجاب قسري وغياب اضطراري السنة الماضية فرضهما الوضع الصحي الاستثنائي.
يذكر أن الحكومة التونسية قررت في مارس/ آذار 2020 وقف كل العروض الفنية بسبب تفشي فيروس كورونا، وهو القرار الذي أثار غضب النقابات الفنية التي اعتبرت أنه قرار أدى إلى تجويع الفنانين الذين يمتهنون الفن وطالبوا الحكومة التونسية بصرف مساعدات مالية لهم.
تونس تخسر عددا من مبدعيها
تألّمت الساحة الفنية التونسية بعد توديعها لعدد من الفنانين والمبدعين بسبب ذلك الفيروس اللعين، ولعل أبرز الفنانين الذين رحلوا هم الفنان الشعبي أشرف جرمانة والذي توفي عن عمر ناهز (32 عاما) والمسرحي مكرم النصيب، والممثل الكوميدي حمادي غوار، والمخرج التونسي عبد القادر الجربي.
aXA6IDMuMTQuMjUxLjEwMyA=
جزيرة ام اند امز