رئيس قمة الحكومات: عوائد الذكاء الاصطناعي 10 أضعاف مبيعات النفط قريبا
يضيف 15 تريليون دولار للناتج العالمي
الشركات الكبرى انتبهت إلى أن نفط المستقبل هو البيانات، فتفوّق الاستثمار في الذكاء الاصطناعي على الاستثمار في التنقيب عن النفط عالميا.
انطلقت، الأحد، فعاليات اليوم الأول من الدورة السادسة للقمة العالمية للحكومات 2018، التي تستضيفها دبي، في الفترة من 11-13 فبراير/شباط الجاري، تحت شعار "استشراف حكومات المستقبل".
وقال محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل بدولة الإمارات رئيس القمة العالمية للحكومات في كلمته: "تنطلق القمة العالمية للحكومات ضمن الرؤية السديدة والقيادة الرشيدة للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وبرعاية كريمة ومتابعة مباشرة وتوجيهات مستمرة من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
وأضاف أن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يؤمن بهذه القمة؛ لأنها تجمع عقول القطاع الخاص مع إمكانيات القطاع الحكومي، وأبحاث الأكاديميين والعلماء مع متخذي القرار من أكثر من 140 دولة، ولا بد أن تكون نتائج هذا التجمع إيجابية ولخير البشرية.
ورحّب القرقاوي بضيوف القمة الذين بلغ عددهم 4000 ضيف ومتحدث و400 إعلامي، وخصّ بالترحيب جمهورية الهند ضيف شرف القمة في هذه الدورة.
وأكد أن التطور مستمر والتغيير لن يتوقف، وأن العالم يشهد خلال الثلاثين عامًا المقبلة تغييرات وتطورات أسرع مما شهده خلال الـ 3000 عام الماضية.
وتطرق القرقاوي إلى الفرص الكبيرة التي يتيحها استخدام الذكاء الاصطناعي، حيث قال: "يتوقع أن يضيف الذكاء الصناعي في عام 2030، إلى الناتج الإجمالي العالمي أكثر من 15 تريليون دولار، أي أكثر من 10 أضعاف مبيعات النفط عالميًا".
واستعرض القرقاوي أمام الحضور ما أحدثته التطورات العلمية من تحول في المفاهيم، قائلًا: "ما كنا نظنه خيالًا علميًا في السابق أصبح اليوم حقيقة، وما كنا نظنه جمادًا دبت فيه الحياة، وما كنا نظنه بلا عقل يوشك أن يتفوق على العقول البشرية".
وأشار إلى أن الشركات اليوم تعرف عن تفاصيل حياة الناس وعواطفها وطرق تفكيرها أكثر مما تعرفه الحكومات، مؤكدًا أنه خلال خمس سنوات فقط ستتمكن التقنية من دخول العقل البشري والتواصل معه بشكل مباشر، وستعرف التقنية بماذا نفكر وبماذا نشعر وكيف هي صحتنا اليوم والأمراض التي نتعرض لها في المستقبل وماذا يسعدنا وما الذي يقلقنا.
وبين أن كل هذه المعلومات والبيانات ستكون ملكًا للشركات، التي ستكون أقوى بكثير من الدول عبر امتلاكها هذه البيانات، داعيًا الحكومات للتفكير بهذه الفرضية بجدية.
وتحدث القرقاوي عما توقعه اثنان من الباحثين المستقبليين في شركة "جوجل"، بإمكانية تحميل ونقل عقل الإنسان إلى شبكة المعلومات في العام 2045.
وعن تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف، قال القرقاوي: "خلال السنوات القليلة المقبلة، تختفي نحو 47% من الوظائف في الولايات المتحدة بسبب الذكاء الاصطناعي، كما تختفي أكثر من مليون وظيفة قبل العام 2026".
وأوضح أن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي هو استثمار في المستقبل، مستشهدًا بأن شركتي "جوجل" الأمريكية و"بايدو" الصينية استثمرتا من 20 إلى 30 مليار دولار في 2016 في قطاع الذكاء الاصطناعي فقط، مضيفاً "لأنهما تدركان أن "نفط المستقبل هو البيانات وما يستثمر اليوم في الذكاء الاصطناعي عالمياً يفوق ما يستثمر في التنقيب عن النفط".
وأكد أن الفوز والخسارة للشركات والنصر والهزيمة للدول ستحدث بشكل أسرع بكثير عن السابق، مشددًا على أنه من الضروري أن تراعي الحكومات مصالح شعوبها، وأن تمكنهم من العلوم الحديثة من خلال استشراف مستقبل التعليم وقطاعات العمل.
وقال القرقاوي: إن المستقبل فيه أيضًا الكثير من الخير والفرص العظيمة والرخاء للإنسان، فمثلًا مقابل الوظائف التي يفقدها العالم خلال الـ13 سنة المقبلة؛ بسبب الذكاء الاصطناعي، سيتم خلق واستحداث مئات الملايين من الوظائف الجديدة في الاقتصادات الناشئة، وفي قطاعات التطوير التكنولوجي وفي مجال الخدمات التخصصية.
وأضاف: "تخبرنا التقارير بأن التطور الطبي أصبح يضيف خمس سنوات جديدة لعمر الإنسان في كل عِقد، لذلك سيصبح سن التسعين عاماً قريباً هو الستين"، موضحًا أن لذلك انعكاسات ضخمة على صناديق التقاعد مثلًا.
وأوضح أن استشراف المستقبل والاستعداد له هو عنصر أساسي وضروري لأي دولة تريد البقاء ليس فقط ضمن سباق التنافسية ولكن ضمن العالم الحديث، فعدم استشراف المستقبل هو النهاية.
واعتبر القرقاوي أن هذا الإنجاز سببه العلم واستشراف المستقبل والاستعداد له وتجهيز الأجيال القادمة فكرًا وعلمًا وسلوكًا، قائلًا "إن استشراف المستقبل هو طريقة تفكير وليس إطارًا زمنيًا فقط".
وختم كلمته بالقول: "إن هدفنا من هذه القمة بعيد المدى، ولا يقتصر على استقراء ما الذي سيتغير في العالم خلال السنوات القادمة، وإنما محاولة صياغة ما الذي سيغير العالم في السنوات المقبلة، وستحاول القمة صياغة إجابات لتحديات كثيرة".