"علي بابا" تطلق أول مختبر طبي يعمل بالذكاء الاصطناعي
عملاق التجارة الإلكترونية "علي بابا" يستعد لإطلاق أول مختبر طبي يعمل بالذكاء الاصطناعي
أعلنت مجموعة "علي بابا" الصينية للرعاية الصحية تعاونها مع ثلاثة مستشفيات كبرى في البر الرئيسي الصيني لإطلاق أول مختبر طبي يعمل بالذكاء الاصطناعي، حيث يتطلع جاك ما، مؤسسة شركة عملاقة التجارة الإلكترونية للقضاء على الاختلال الحاد في توزيع الموارد الطبية في بلد تعاني من نقص حاد في الأطباء.
وقال وانغ لى، الرئيس التنفيذي لمجموعة "علي بابا" للرعاية الصحية، على هامش القمة العالمية للحوسبة السحابية "مؤتمر يونشي"، إن هذا المشروع يهدف إلى إقامة منصة عامة لدعم التشخيصات الذكية للأمراض المستعصية والمساعدة في أخذ القرارات السريرية باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
ونقلت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" قول وانغ: "بفضل إنترنت الأشياء والتقدم السريع في الحوسبة السحابية، أصبحت الرعاية الصحية صناعة ظاهرة".
ووقعت مجموعة علي بابا للرعاية الصحية، اتفاقيات تعاونية مع مستشفيين تابعين لجامعة تشجيانغ ومع مستشفى شينخوا التابع لجامعة شانغهاى جياو تونغ للطب على هامش المنتدى.
وقال وانغ وى لين، مدير المستشفى التابع لجامعة تشجيانغ ونائب رئيس جمعية المستشفيات الصينية، "إن الموارد الطبية في البلاد تتركز جميعها في المدن الكبيرة فقط، بينما تفتقر باقي المدن الريفية للخدمات الطبية الأساسية"، مؤكداً على أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يمكن أن تساعد في معالجة مثل هذا الخلل وتحسين فحص الأمراض عالية المخاطر.
ويأتي هذا التحرك بعد أن كشفت مجموعة "علي بابا" للرعاية الصحية عن بلرنامج "دكتور يو" في يوليو/ تموز الماضي، وهو أول نظام ذكاء اصطناعي يعمل على تشخيص الأمراض، حيث تُستخدم لتشخيص الصور الطبية للأشعة المقطعية من أجل تحديد الخلايا الالتهابية في الأعضاء البشرية، والتي يمكن أن تكون سبباً للكشف المبكر عن الأمراض الخطيرة.
و"دكتور يو" برنامج يسمح للذكاء الاصطناعي بلعب دور الطبيب المهني، ومن المتوقع أن يخفف الذكاء الاصطناعي من نصف عبء الأطباء في غضون 10 سنوات، كما أن من شأنه أن يخفض معدلات الخطأ وتحسن الكفاءة الطبية في البلاد.
وتعاني الدولة الأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم من نقص في الممارسين الطبيين، حيث تقدر منظمة الصحة العالمية أن في الصين 1.5 طبيب فقط لكل 1000 شخص، مقارنة مع 2.4 في الولايات المتحدة و2.8 في المملكة المتحدة.
وقد أدى ذلك إلى تدهور ظروف عمل الأطباء وأطباء الأشعة الذين يعملون ساعات إضافية لتشخيص أكبر قدر من بيانات المرضى، ونتيجة لذلك، فإن معدل الخطأ مرتفع.
وكان لى شياو تشيو، كبير الأطباء بمستشفى القوات الجوية التابع لجيش التحرير الشعبي الصيني، في بكين قال إن قسم الأشعة في أحد المستشفيات الصينية الكبرى يتعامل يومياً مع قرابة 40 ألف أشعة مقطعية، وهذا معدل ضخم للغاية.
كما شهدت الصين نموا هائلا في الأمراض المزمنة في السنوات الأخيرة حيث أصيب حوالي 110 ملايين صيني بمرض السكري و330 مليون آخر يعانون من ارتفاع ضغط الدم.
ووفقا للتقرير الصادر عن فروست أند سوليفان، وهي شركة استشارة تهتم بالأبحاث التسويقية والإستشارات الإدارية، فإن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على تحسين نتائج العلاج الطبي بنسبة تتراوح بين 30% و40 %، وخفض التكاليف بنسبة تصل إلى 50 %.
ويمثل الإنفاق على الرعاية الصحية في الصين نحو 5% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، مقارنة بمستوى 10% في البلدان المتقدمة مثل الولايات المتحدة واليابان.
aXA6IDMuMTQ1LjY2LjEwNCA= جزيرة ام اند امز