الذكاء الاصطناعي يغير قواعد الطب.. مرآة ذكية وسرير ناطق وطبيب رقمي

هل تتخيل أن تستيقظ من نومك لأن مرتبتك الذكية اهتزت بلطف في التوقيت المثالي ضمن دورتك البيولوجية؟
قد يبدو ذلك من أفلام الخيال العلمي، لكنه أصبح واقعًا تدريجيًا بفضل الطفرة التي يشهدها الذكاء الاصطناعي في عالم الطب، والتي قد تشكل أيضا مرآة ذكية في الحمام تخبرك بضغط دمك واحتمالية إصابتك بالسكري؟ ثم تتلقى تهنئة من مساعدك الافتراضي بأن "عمرك القلبي" قد انخفض بفضل مجهودك في التمارين الرياضية؟
من التنبؤ إلى الوقاية
وتتجه أنظمة الرعاية الصحية حول العالم إلى نموذج جديد قائم على الطب التنبؤي والوقائي، وليس فقط العلاجي، مع تقنيات تُعنى بالتشخيص المبكر، وتقديم علاجات مخصصة حسب الجينات ونمط الحياة.
وفي قلب هذه الثورة التكنولوجية، يقف الذكاء الاصطناعي الذي بدأ في ربط أنماط غير مرئية بين المعلومات الجينية، والعادات اليومية، والإشارات الحيوية، للتنبؤ بأمراض مثل السرطان، وأمراض القلب، والسكري، وحتى الخرف والباركنسون.
ابتكارات طبية تقلب الموازين
- مرآة ذكية: في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية لعام 2024، تم عرض مرآة قادرة على قياس 30 مؤشرا صحيا في 30 ثانية فقط من "سيلفي" واحد، بما يشمل معدل ضربات القلب، ضغط الدم، عمر الجلد، ومؤشرات التوتر، بل وتقييم مخاطر الإصابة بأمراض القلب والكبد والسكري.
- سماعة طبيب ذكية: جيل جديد من السماعات الطبية، مثل "Eko DUO"، يُجري تخطيطًا كهربائيا للقلب لتحليل وظائف الضخ وتشخيص قصور القلب قبل ظهور الأعراض. يتم تجريبها الآن في 100 عيادة ببريطانيا.
- مسح العين بتقنية "العيون المرآوية": الذكاء الاصطناعي قادر على اكتشاف بوادر مرض باركنسون قبل سبع سنوات من ظهور الأعراض من خلال فحص الشبكية، كما يجري تطوير نماذج لاكتشاف أمراض عقلية مثل الفصام بنفس الطريقة.
- أفاتار صحي رقمي: النموذج الافتراضي الكامل لجسمك، المُكون من بياناتك الجينية والصحية وأنماطك اليومية، قد يتيح للأطباء اختبار التفاعلات الدوائية وحتى التنبؤ بتطور المرض دون رؤيتك جسديا.
- ألعاب للكشف عن الخرف: لعبة "Sea Hero Quest" طُورت لتحديد التدهور المعرفي المبكر من خلال مهارات الملاحة. شارك فيها 4 ملايين شخص، مما أتاح تطوير نماذج دقيقة للتنبؤ بالخرف.
- تحليل الصوت للكشف عن مشاكل القلب: تطبيق "HearO" يُحلل صوت المريض للكشف عن تغيرات مرتبطة بتراكم السوائل في الرئتين، وهو عرض مبكر لفشل القلب، وقد أثبتت التجارب دقة تصل إلى 76% في التنبؤ بالحالات قبل أسابيع من دخول المستشفى.
- تسريع التجارب الدوائية: شركات مثل "Ochre Bio" تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل تفاعلات الجينات مع الكبد، واختبار علاجات مباشرة على أعضاء بشرية حقيقية خارجة من نطاق الزرع.
الطب بالواقع الافتراضي
حتى قرارات العمليات الجراحية باتت تُتخذ باستخدام الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي. في حالة نادرة، ساعدت هذه التكنولوجيا والدي طفل عمره 6 أشهر على فهم الجراحة التي يحتاجها، باستخدام نموذج ثلاثي الأبعاد يوضح شكل الجمجمة قبل وبعد العملية.
والذكاء الاصطناعي بهذه التقنيات لا يسعى لاستبدال الأطباء، بل لإضافة عين ثالثة، وسماعة أذكى، وتحليل أسرع. ومع ازدياد عدد الأجهزة القابلة للارتداء والتطبيقات الصحية، قد نصل في المستقبل القريب إلى لحظة لا يتم فيها اكتشاف المرض فقط، بل توقّعه، وإيقافه قبل أن يبدأ.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTY4IA==
جزيرة ام اند امز