حروب المستقبل.. الذكاء الاصطناعي يهدد قوة الولايات المتحدة
تواجه قدرة الولايات المتحدة على الحفاظ على مكانتها باعتبارها القوة العسكرية الأكثر فتكاً في العالم تهديدات، ويبدو أنها ليست مستعدة لعصر جديد من حروب الروبوتات والذكاء الاصطناعي.
وتساءل موقع "أكسيوس" الأمريكي: هل يستطيع الجنرالات الذين سيتقاعدون قريبًا التنبؤ بالقوة الهائلة للذكاء الاصطناعي في الوقت الملائم لتغيير نظريات الحرب؟ وهل يمكنهم إقناع ألمع العقول لبناء أنظمة تعمل بالذكاء الاصطناعي لأمريكا بشكل أسرع أو أفضل من منافسيهم في الصين؟.
ونقل الموقع عن الخبراء قولهم إن "الولايات المتحدة لا تتحرك بالسرعة الكافية لتحقيق الانتصار في ساحات القتال المستقبلية، بسبب عاملين:هما قصر النظر في الكونغرس وقواعد الشراء المتشددة في وزارة الدفاع (البنتاغون)".
وفي تقرير كتبه قبل تقاعده بوقت قصير، حذر الرئيس السابق لهيئة الأركان المشتركة الجنرال المتقاعد مارك ميلي قائلا "إننا نشهد تغييرًا جوهريًا غير مسبوق في طبيعة الحرب، كما أن نافذة الفرص المتاحة لنا لضمان الحفاظ على ميزة تنافسية دائمة تتقلص".
وفي قمة "أكسيوس" للذكاء الاصطناعي بواشنطن الأسبوع الماضي، قال إريك شميدت، الرئيس التنفيذي السابق لشركة جوجل إنه مع نشر التكنولوجيا المتطورة في أوكرانيا، لم تعد المسيرات مجرد جسم طائر غير مأهول لكنها "منصة برمجة قوية" وتمثل خطوة كبيرة نحو المزيد من الحرب الآلية.
وأضاف شميت لاحقا في مقابلة مع موقع "أكسيوس" أنه "من الواضح أن المسيرات وغيرها من الأسلحة المعتمدة على التحكم الذاتي يمكن أن تحل محل الدبابات والمدفعية وقذائف الهاون"، مشيرا إلى أن "نجاح أوكرانيا وروسيا في ساحة المعركة يثبت هذه النقطة".
ويحذر الخبراء من أن الولايات المتحدة ما زالت تنفق الكثير من الوقت والمال في بناء حاملات الطائرات وغيرها من الأسلحة التي عفا عليها الزمن.
وقال مدير وكالة المخابرات المركزية الأسبق والقائد الأعلى الأسبق في العراق وأفغانستان ديفيد بترايوس "بمرور الوقت، يجب بناء أسطول ضخم من الأنظمة الأرخص والأصغر حجما عوضا عن الدبابات والسفن والطائرات".
وأضاف "كما نرى في الشرق الأوسط الآن، لا تزال حاملات الطائرات حيوية، لكن يتعين علينا اتخاذ خيارات للمستقبل".
وحذر عدد من الخبراء سرا من بينهم الجنرال مارك ميلي من أن عددًا كبيرًا جدًا من الجنرالات ذوي النجوم الأربعة (عادةً ما يكونون في منتصف الخمسينيات إلى أوائل الستينيات) هم من كبار السن ومرتبطين جدًا بالحرب التقليدية، وهو ما لا يجعلهم قادرين على التحول بسرعة مناسبة.
ويُنظر إلى الجنرال إريك كوريلا قائد القيادة المركزية الأمريكية، على أنه الأكثر ابتكارًا من الناحية التكنولوجية في الجيش الأمريكي الآن.
وتعد الصين والذكاء الاصطناعي هما المحور الرئيسي لكل محادثة حول مستقبل الدفاع، حيث تعلم بكين جيدا أن التكنولوجيا وحدها هي السلاح الذي قد يمكنها من التغلب على الولايات المتحدة.
ولدى الصين خطة لعامي 2025 و2050 لتجاوز الولايات المتحدة، إذ تخطط لأن يكون لديها 4 أضعاف عدد المبرمجين والعلماء ومهندسي الأسلحة المتقدمة.
وتتقدم الصين بفارق كبير على الولايات المتحدة في سباق التسلح المتعلق بالأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت وهي ميزة مخيفة محتملة في صراع حول تايوان أو خارجها.
ونجحت بكين في اختبار صاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت يصل مداه إلى 1000 ميل على الأقل، وهو ما يعني أنه قادر على الوصول إلى القوات الأمريكية في غرب المحيط الهادئ.
لكن الولايات المتحدة مازالت تتقدم على الصين في سباق التعلم الآلي وتصميم نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية.
وقالت ميشيل فلورنوي وكيلة وزارة الدفاع السابقة للسياسة "لقد أصبح البنتاغون جيدًا جدًا في استكشاف التكنولوجيا والعرض والتجريب والنماذج الأولية لكن نقل الأشياء إلى الإنتاج على نطاق واسع يمثل تحديًا.
aXA6IDMuMTcuMTU1LjE0MiA= جزيرة ام اند امز