الذكاء الاصطناعي على مائدة COP28.. التطبيقات تواجه تغير المناخ
أثارت فكرة استخدام الذكاء الاصطناعي لمكافحة الانبعاثات نقاشات مثمرة في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28).
كان الذكاء الاصطناعي نجمًا بارزًا في الأيام الأولى لمؤتمر الأطراف COP28 في دبي. وقد أذهل رجال الأعمال والباحثون الحضور بتوقعات مفادها أن التكنولوجيا سريعة التحسن يمكن أن تسرع جهود العالم لمكافحة تغير المناخ والتكيف مع ارتفاع درجات الحرارة.
لكنهم أعربوا أيضًا عن مخاوفهم بشأن قدرة الذكاء الاصطناعي على التهام الطاقة، وإلحاق الضرر بالبشر والكوكب. وبعد عام واحد بالضبط من الظهور الأول لـ ChatGPT، برنامج الدردشة الآلي الذي قدم الذكاء الاصطناعي، أمام مئات الملايين من الأشخاص، افتتحت قمة المناخ الأسبوع الماضي بمجموعة من الأحداث والإعلانات التي تركزت على الذكاء الاصطناعي، والتي كان العديد منهم مزودًا بممثلين من Microsoft وGoogle وغيرهم من اللاعبين الأقوياء في مجال صناعات الذكاء الاصطناعي الناشئة.
- "أديبك 2023".. ما دور الذكاء الاصطناعي والروبوتات في صناعة الطاقة؟
- فعاليات COP28.. «دراجون أويل» تستعرض 5 مبادرات بيئية
وقد صرحت الأمم المتحدة في يوم افتتاح القمة إنها تتعاون مع شركة مايكروسوفت بشأن أداة تعمل بالذكاء الاصطناعي لتتبع ما إذا كانت الدول تتابع تعهداتها للحد من انبعاثات الوقود الأحفوري، مما يساعد على حل واحدة من أكثر القضايا الشائكة على المستوى الدولي.
كما قدمت مجموعات أخرى بحثًا يسلط الضوء على قدرة الذكاء الاصطناعي على تقليل الانبعاثات في التصنيع وإنتاج الغذاء، والمساعدة في تحديد مشروعات الطاقة المتجددة الجديدة وموازنة أحمال الكهرباء أثناء الأحداث المناخية القاسية.
وتوقع مسؤولون من غوغل ومجموعة بوسطن الاستشارية، أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في تخفيف ما يصل إلى عُشر إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة بحلول عام 2030.
كما أصدر فريق من الباحثين بقيادة "ديفيد ساندالو"، المسؤول السابق في وزارة الطاقة الأمريكية في إدارة الرئيس باراك أوباما والذي يعمل الآن في جامعة كولومبيا، خريطة طريق لدور الذكاء الاصطناعي في تسريع خفض الانبعاثات عبر مجموعة واسعة من القطاعات.
وفي مقابلة على هامش COP28 قال السيد ساندالو إنه متحمس بشكل خاص للطرق الممكنة التي يستخدمها الذكاء الاصطناعي؛ إذ يمكن أن يسرع اكتشاف وتصميم مواد جديدة لتقنيات الطاقة منخفضة الانبعاثات مثل البطاريات المتقدمة.
واستكمل ساندالو: "عندما اخترع توماس أديسون المصباح الكهربائي، أخذ معادن مختلفة فعليًا لاختبار كيفية تفاعلها مع الشحنات الكهربائية، واستغرق الأمر أشهرًا لتحديد أفضل الخيارات. اليوم، باستخدام الأدوات، يمكننا اختبار مليون خيار مختلف في ثانية واحدة وفرض قيود هيكلية كيميائية لمعرفة ما هو واقعي وتسريع وتيرة الابتكار."
وأشار قادة الشركات التي تعمل على تطوير الذكاء الاصطناعي، إلى بعض التحذيرات الخاصة باستخدام التكنولوجيا؛ إذ إن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بالفعل قد تشكل في يوم من الأيام خطر الانقراض على البشرية، على قدم المساواة مع الحرب النووية. وقد ركز الباحثون في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) على خطر مختلف، وهو أن قوة الحوسبة المطلوبة لتشغيل الذكاء الاصطناعي المتقدم. يمكن أن تكون هائلة. ويمكن أن تؤدي شهية الكهرباء لديها إلى ارتفاع الانبعاثات وزيادة تغير المناخ سوءًا.
وقدر تحليل نُشر في أكتوبر/تشرين الأول، أنه يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء العالم أن تستخدم نفس القدر من الطاقة في عام2027 والذي تستخدمه دولة مثل السويد. ويكاد يكون من المؤكد أن هذا من شأنه أن يزيد من الانبعاثات، وعلى الرغم من تخلف بعض البلدان عن الوفاء بتعهدات خفض الانبعاثات. (أشارت دراسة أجرتها مجموعة بوسطن الاستشارية لشركة غوغل أيضًا إلى أن تشغيل الذكاء الاصطناعي سيتطلب على الأرجح كميات هائلة من المياه وينتج كمية متزايدة من النفايات).
ومن جانبه، أشار رئيس شركة مايكروسوفت "براد سميث"، إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يخلق طلبًا إضافيًا ضخمًا على الطاقة. ولمعالجة ذلك، قال إن مايكروسوفت تعمل على تحسين استدامة مراكز البيانات الخاصة بها والمساعدة في تطوير المزيد من الطاقة المتجددة.
واستكمل السيد سميث: "نحن بحاجة إلى تعظيم الفوائد التي يمكن أن يخلقها ذلك عبر الاقتصاد، بما في ذلك الاستدامة، والتأكد من أن كل ذلك مدعوم بالطاقة الخالية من الكربون مع مراكز بيانات أكثر كفاءة في استخدام الطاقة".
aXA6IDE4LjExNy43NS41MyA= جزيرة ام اند امز