فنون وغناء ومخدرات.. حيل "الشباب" الإرهابية للتغلغل في مقديشو
أجهزة المخابرات الصومالية تقود جهودا متعددة لاكتشاف حيل عناصر حركة الشباب لتجنيد خلايا إرهابية داخل المجتمعات الثقافية والفنية
قال مراقبون إن حركة الشباب الإرهابية في الصومال توجه كل طاقتها نحو الذوبان في المجتمع، من خلال الفنون والغناء والمخدرات.
وبعد محاصرة الحركة الإرهابية في المدن والمناطق بجنوب ووسط البلاد، تحاول التسلل إلى الأحياء السكنية بالعاصمة مقديشو، والمناطق المأهولة في وسط البلاد.
وكشفت وكالة الأنباء الصومالية أن الأجهزة الأمنية والمخابرات الوطنية كشفت عناصر يعملون لصالح حركة الشباب الإرهابية، متسترين بمهن الغناء والفن وغيرها، فعقب القبض على الفنان أبشر غارني أحمد الذي يمتهن الغناء اعترف بأنه عضو في الحركة الإرهابية المرتبطة بتنظيم "القاعدة".
وتقود أجهزة المخابرات الصومالية جهودا متعددة لاكتشاف حيل عناصر مليشيات الشباب التي تستخدم بدورها طرقا تضليلية اجتماعيا لتجنيد رموز لبناء خلايا إرهابية داخل المجتمعات الثقافية والفنية والأحياء.
وتسعى الحركة لاستقطاب الفنانين الشعراء مثل أبشر غارني أحمد الذي اعترف أنه تم استقطابه عندما كان ضمن الفرق الغنائية بإدارة محافظة بنادر.
- مقتل 5 عناصر من "الشباب" الإرهابية جنوب شرقي الصومال
- كينيا تكثف عملياتها الأمنية ضد "الشباب" على الحدود مع الصومال
ويؤكد المراقبون أن استراتيجية الحركة الجديدة تعتمد على اللجوء إلى المدن الكبرى الآمنة لبناء خلايا إرهابية فيها واستقطاب الشباب المحبط وهو السبب وراء التفجيرات الأخيرة التي ضربت العاصمة مقديشو.
وقال الشيخ عبدالله غرون، رئيس قسم البرامج الدينية ومكافحة التطرف بوزارة الإعلام في برنامج خاص بثه التلفزيون الوطني عقب اعتقال غازني، "إن عناصر الشباب كانت تستخدم سابقا خططا تخفي أجندتها الماكرة".
وتابع غرون لـ"العين الإخبارية": "الآن توجهت العناصر بصورة علنية إلى تعاطي الحشيش والمخدرات، ما يدل على أنها بعيدة كل البعد عن صفات المسلم والأخلاق الحميدة".
وأكد أن "مليشيات الشباب تستبيح دم المواطن الصومالي المسلم، حيث ينكرون الثوابث الشرعية في إسلامنا الحنيف، وأن الحركة المتطرفة اشتهرت بالكذب والخيانة، والاعتداء على حرمات الله".
من جهته قال مدير التلفزيون الوطني السابق ليبان عبدي علي: "إن حركة الشباب وداعش وبوكوحرام وتنظيم القاعدة كلها مسميات لا تمت صلة بالإسلام الحنيف، وهم اعتادوا على امتصاص دماء كل المدنيين الأبرياء، ويرتكبون بكل الفواحش كما يفترون على الله الكذب".
وأشار ليبان عبدي علي، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إلى أن مليشيات الشباب التي لا تطبق أصلا المبادئ الأخلاقية تعمل على استخدام كل الوسائل الخبيثة للوصول إلى أهدافها التكفيرية من تجنيد ذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال والجهلة.
وأكد أن الهدف من ذلك المحاولة اليائسة للبقاء، موضحا أن هذا التنظيم الإرهابي فقد معظم المناطق التي كانت تحت سيطرته في السنوات الأخيرة.
وبداية الأسبوع، أعلن القيادي المعروف الزبير المهاجر انشقاقه عن حركة الشباب، ووجه في تسجيل صوتي بثه انتقادات شديدة إلى الحركة.
وقال هذا القيادي الذي تعود أصوله إلى ساحل العاجل، في مقابلة مع القسم الصومالي في إذاعة صوت أمريكا، إنه انشق عن حركة الشباب عام 2013 لكنه تمكن من مغادرة المناطق التي تسيطر عليها الحركة في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وبيَّن أنه وصل إلى مقديشو عام 2006 قادما من بريطانيا، حيث كانت العاصمة الصومالية وغيرها من الأقاليم وسط وجنوب الصومال تخضع لسيطرة اتحاد المحاكم الإسلامية، مشددا على أن الحركة حتى الآن لم تتمكن من التخلص من برنامجها الجهادي المتطرف.
و"اتحاد المحاكم الإسلامية" هو مجموعة من المحاكم الإسلامية التي اتحدت لمواجهة زعماء الحرب بعد سقوط نظام محمد سياد بري، وأصبحت حاكمة لأغلب مناطق الصومال، وتنافس الحكومة الانتقالية على الحكم.
وأضاف، خلال المقابلة، أنه ترك حركة الشباب لأسباب كثيرة من بينها ابتعادها عن العدل وتكفيرها الحكومات الإسلامية ولكل من له علاقة بها، وأن قيادتها لا تطبق الشريعة وأنها تظلم الشعب وتستحل دماء المسلمين وتفرض ضرائب على محدودي الدخل تحت مسمى الزكاة.
ولفت القيادي المنشق إلى أنه علم بأخطاء حركة الشباب في عام 2009 بعد الهجوم الذي شنته على فندق شامو في مقديشو، وأنه يود إبلاغ الشعب الصومالي أن الحركة لا تسعى إلى تطبيق الشريعة الإسلامية، وإنما تقوم بتضليل الناس لتحقيق مصالح خاصة بقياداتها.
ونوه المهاجر بأنه أعد كتابا يعتزم نشره قريبا، أوضح فيه أن المعارك التي تخوضها حركة الشباب مخالفة للشريعة الإسلامية، لافتا إلى أن المهاجرين في حركة الشباب اكتشفوا أخطاء الحركة وانتقدوها وأن النتيجة كانت إعدام وترحيل وزج آخرين في السجون التابعة لها.
والزبير المهاجر من معارضي أمير حركة الشباب المتوفى أحمد عبدي غودني واعتقلته الحركة بعد أن انتقد قيادتها بشكل صريح في أعقاب تصفيات طالت بعض رموزها عام 2013، وأدخل السجن وقضى فترة فيه.
وانشق القيادي السابق الذي كان عضوا في مجلس شورى حركة الشباب عن الحركة، وأعلن انسلاخه ويقيم حاليا في مقديشو.
aXA6IDMuMTQ0LjQwLjIzOSA=
جزيرة ام اند امز