"اليدار" منصة ملهمة يعبر من خلالها الجيل الجديد عن نفسه وطاقاته وإبداعاته الفنية، بمشاركة 22 طالبة بجامعة زايد
أعلن المكتب الثقافي للشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم عن بدء تنفيذ مشروع "اليدار"، في نسخته الثانية التي تحتفي هذا العام بمئوية المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
ويتم تنفيذ المشروع، وهو بمثابة جدارية فنية طولها 140 مترا، تحت شعار "عام زايد"، ويشتمل على أعمال فنية عديدة ومتنوعة تشارك فيها على مدى أكثر من شهر 22 طالبة من كلية الفنون والصناعات الإبداعية بجامعة زايد، فرع دبي، حيث تعبر هذه الأعمال عن أربعة موضوعات رئيسية مستوحاة من قيم واهتمامات المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان هي الحكمة، الاحترام، الاستدامة، والتنمية البشرية.
زايد.. قيمة وقامة وطنية
وكانت حرم الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين رئيسة مؤسسة دبي للمرأة، قد أطلقت هذه النسخة الثانية من مشروع "اليدار" الشهر الماضي بمناسبة ذكرى مرور 100عام على ميلاد المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والتي تصادف 6 مايو، مواكبةً لاحتفالات الدولة بهذه المناسبة، لما يمثله الوالد المؤسس من قيمة وقامة وطنية عظيمة لدى كل إماراتي، وما يحظى به من حب وتقدير على المستوى العالمي، حيث يزخر سجل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بصفحات ثرية ناصعة من الإنجازات الوطنية التي سطرها التاريخ بأحرف من نور.
وسيتم عرض هذا العمل الفني على الجدار الخارجي لنادي دبي للسيدات، بشارع جميرا يوم 6 أغسطس 2018، تزامناً مع ذكرى توليه، رحمه الله، مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي، ويستمر عرضه لمدة عام كامل لإتاحة الفرصة أمام أكبر عدد من المواطنين والمقيمين والزوار للاطلاع على مسيرة وإنجازات الوالد المؤسس ونجاحات دولة الإمارات في كافة المجالات، من خلال اللوحات الفنية التي يضمها هذا المشروع، الذي سيكون بمثابة متحف مفتوح للجمهور ومتذوقي الفن من كافة الفئات العمرية.
مسيرة حافلة بالعطاء لقائد استثنائي
وقالت المها البستكي، مدير المكتب الثقافي للشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، إن: "كافة الأعمال المكونة للمشروع ستكون عبارة عن لوحات فنية متنوعة تعبر فيها الطالبات عن الجهود المخلصة للمغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة ومسيرته الحافلة بالعطاء في العمل الوطني والقومي، وإنجازاته في مختلف الميادين والمجالات، بدءاً من اهتمامه بالإنسان باعتباره الثروة الحقيقية للبناء والتنمية، وصولاً إلى النهضة الشاملة التي تشهدها الدولة حالياً في كافة القطاعات، بحيث تعبر هذه الأعمال عن عبق الماضي وتراثه الأصيل مع معالم النهضة الحديثة".
وأضافت أن "الوالد المؤسس ترك لنا إرثاً كبيراً من القيم والمعاني الإنسانية والإنجازات التي شملت مختلف مظاهر الحياة، وتُشَكِّل جميعها مصدر إلهام للموهوبين الشباب لإنتاج وتقديم أعمال إبداعية فنية، ولهذا فإن مشروع "اليدار" هو بمثابة منصة يعبر من خلالها الجيل الجديد عن نفسه وطاقاته وإبداعاته الفنية".
وأكدت المها البستكي أن "اليدار" يعكس اهتمام والتزام الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم بالفن ورعايتها للموهوبين في الدولة من خلال مبادرات فنية وثقافية عديدة ينفذها المكتب الثقافي للشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم ، تأكيداً على مرونة الفن في التفاعل مع الموضوعات المختلفة والتعبير عنها بوسائل فنية عديدة تسهم في رفد المشهد الفني والثقافي بصور متعددة للإبداع، مشيرةً إلى أهمية دورة العام الحالي للمشروع، وما تحمله من إلهام استثنائي كونها تقام تحت شعار "عام زايد"، وتتمحور كل موضوعاته حول قائد استثنائي تميز بالحكمة والرؤية الثاقبة التي استطاع من خلالها وبجهوده المخلصة أن ينقل هذه الدولة الفتية حديثة التأسيس إلى مصاف الدول المتقدمة.
جزء من المساق التعليمي
ويمثل المشروع جزءاً من المساق التعليمي لطالبات كلية الفنون والصناعات الإبداعية بجامعة زايد، فرع دبي قبل تخرجهن، ويعد ثمرةً للتعاون والشراكة الاستراتيجية بين المكتب الثقافي للشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم وجامعة زايد، ما يؤكد أهميته، حيث يتيح للطالبات الفرصة لإبراز مهاراتهن وطاقاتهن الإبداعية وتجسيدها في عمل فني كبير.
6 أجزاء للمشروع
وأوضحت المها البستكي أن الجدارية الفنية تشتمل على 6 أجزاء متتالية تضم كل منها مجموعة من الرسومات واللوحات الفنية المعبرة عن كل منها، هي الصحراء، والنخيل، والصقر، شجر الغاف، ومظاهر النهضة الشاملة الحالية، والبحر.
وتشارك في تنفيذ المشروع 22 طالبة بكلية الفنون والصناعات الإبداعية بجامعة زايد، فرع دبي، هن علياء علي القمزي، أميرة ناصر البستكي، أسماء سالم العبار، عائشة عيسى بالرميثة، عائشة حسين محمد، ديمة يحيى بالحصا، فاطمة سعيد محمد، فاطمة سعيد حارب، غاية سالم الطنيجي، حسانة جلال عارف، حصة عبدالكريم الفهيم، حصة سيد محمد الهاشمي، خولة سعيد المهيري، ميثاء بن دميثان، ميثاء محمد المحمد، ملينا سرفر، مريم سلطان المناعي، موزة علي البدواوي، رفيعة حسين النصار، ريم محمود الزرعوني، شيخة عبدالله العوضي، وشيخة إبراهيم الحوسني. وتعمل الطالبات تحت إشراف فريق من الكلية يتكون من ستيفان ميسام أستاذ مساعد، والعنود بوخماس مدرس جامعي، ودانة نصيف مدرس جامعي.
قيم زايد مصدر إلهام للطالبات
من جانبها، عبرت آن-ماري ريني، عميدة كلية الفنون والصناعات الإبداعية بجامعة زايد، عن سعادتها للشراكة بين المكتب الثقافي للشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم و جامعة زايد في النسخة الثانية لمشروع "اليدار"، واختيار طالبات الكلية لإنجازه، خاصةً وأن المواضيع الأربعة التي يتمحور حولها تمثل قيماً جوهرية في الشخصية الإنسانية والقيادية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كما أنها مقومات رئيسية أسس عليها دولة الاتحاد وانطلقت منها مسيرتها في تواصل عضوي بين الماضي والحاضر والمستقبل، وبالتالي فهي أرض خصبة لإلهام الطالبات وشحذ مواهبهن الإبداعية.
وقالت إن "هذا النوع من الأنشطة يعزز دور الفنون في حياتنا، ولا سيما الفن المتصل بالجمهور مباشرةً، كما أنه يمنح الطالبات الفرصة لتجريب تقنيات تشكيلية جديدة واستخدامها ضمن سياق ثقافي معاصر"، مشيرةً إلى أن "اليدار" يساهم في خلق بيئة عمل للطالبات تشجعهن على التعاون والعمل الجماعي لاستثمار مهاراتهن المختلفة في التشكيل والتصميم وترجمتها إلى منجز فني يترك آثاره الجمالية على الجمهور الواسع بمختلف شرائحه، كما أنه يعزز ثقافة العمل المجتمعي لدى الطالبات ويشحذ مواهبهن ومهاراتهن لإبداع فن يخاطب الجمهور، وهو يعد كذلك خطوة مهمة في مجال التعلم.
وأشادت آن-ماري ريني بفكرة الجدارية منوهةً بما ستعكسه لدى اكتمالها من الملكات والمهارات الفنية التي تتمتع بها الطالبات، والتي صقلها تحصيلهن الأكاديمي بالجامعة، حيث فتَّحت مداركهن على آفاق أوسع للمعرفة والخبرة الجمالية، وعززت وعيهن بكيفية استثمار الفنون وتوظيفها لخدمة المجتمع.
يذكر أن مشروع "اليدار" كانت الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم قد أطلقته في عام 2013 بهدف توفير منصات رائدة للمواهب الإبداعية من الشباب في مجالات الفنون والثقافة، وترسيخ مكانة الإمارات كبلد داعم للإبداع والمبدعين.