طبيب مصري يتوقع انضمام "الأسبرين" لبروتوكولات علاج الأورام
إعطاء الأسبرين لفئران التجارب بعد حقنها بخلايا ورمية أفقد الصفائح الدموية قدرتها على إنتاج عوامل النمو اللازمة لنمو خلايا السرطان.
توقع طبيب مصري انضمام عقار الأسبرين قريباً إلى بروتوكلات علاج الأورام، بعد نجاح الدراسة التي أجريت على فئران التجارب، والتي أثبتت فعالية هذا العقار في منع انتشار الخلايا السرطانية في الجسم بعد تكون الورم الأصلي.
وقال الدكتور محمد خيري، استشاري علاج الأورام، إن نجاح الأسبرين في القيام بهذه المهمة، وفق ما تم إثباته بحثياً على فئران التجارب، سيجعل من السهولة ضمه إلى برتوكولات العلاج، لا سيما أنه دواء متوفر بالأسواق ولا يحتاج إلى موافقات كثيرة، لأن تركيبته تم اعتمادها منذ زمن بعيد.
ويحتاج الموافقة على أي دواء إلى عده خطوات تبدأ بالتجربة على فئران التجارب ثم الحيوانات الكبيرة، ليكون مهيئاً بعد ذلك لإجراء تجارب سريرية، ولكن الوضع مع هذا الدواء قد يكون مختلفاً، لأن تأثيراته على البشر تم اختبارها في الماضي، كما يؤكد الدكتور خيري.
واختبرت تأثيرات الأسبرين في علاج السرطان من خلال دراسة أجرتها إليزابيث باتينيلي، الطبيبة المتخصصة في أمراض الدم بمستشفى بريجهام والنساء في بوسطن الأمريكية.
ووفق الدراسة التي نشرت تفاصيلها النسخة العربية من مجلة العلوم الأمريكية، فإن الخلايا التي تُعرف باسم الصفائح الدموية، المشهورة أكثر بقدرتها على إحداث تجلطات دموية، تؤدي دوراً مهماً أيضاً في السماح للخلايا الورمية بالانتشار، ومن خلال الدراسة التي أجريت على فئران تجارب مصابة بالأورام، ثبت أن تناولها الأسبرين يفقد الصفائح الدموية قدرتها على حماية الخلايا السرطانية المنشقة من الجهاز المناعي، ولم تنتج عوامل النمو اللازمة لنمو الخلايا السرطانية وانقسامها في موقع جديد.
وشرحت المجلة تفاصيل هذه النتيجة، قائلة إن الخلايا السرطانية الأولى تعيد توجيه إشارات كيميائية محددة تصدرها الصفائح الدموية، التي تتجمع على طول جدار الوعاء الدموي، لتساعد الخلايا السرطانية على اختراق الحاجز والتسلل إلى مجرى الدم، بدلاً من وظيفتها الأصلية بإدارة عملية إصلاح لأي خرق مـُحتَمَل في الجدار.
ويؤدي ذلك، وفق ما جاء بالمجلة، إلى أن الخلايا السرطانية تتخذ من الصفائح الدموية غطاءً واقياً لها، لتختبئ داخله من الحراس المتجولين الذين يطلقهم الجهاز المناعي، وبمجرد ترك الخلايا الورمية لمجرى الدم في مكان آخر بعيد عن مَنشئها الأصلي، تبدأ في توجيه الصفائح الدموية التي انتقلت معها لإنتاج ما يسمى بعوامل النمو التي تحفز نمو أوعية دموية جديدة، والتي تشكل السبيل الأساسي لإيصال العناصر الغذائية والأكسجين للورم الثانوي، الذي بات الآن في مرحلة النمو والازدهار.
وأثبتت الباحثة بعد حقن خلايا ورمية في مجرى الدم في الفئران، ثم إعطائها الأسبرين أن الصفائح الدموية لم تَحمِ الخلايا السرطانية المنشقة من الجهاز المناعي، ولم تُنتج عوامل النمو اللازمة لنمو الخلايا السرطانية وانقسامها في موقع جديد.
وأضاف الموقع أن الأسبرين وفق ذلك يحارب السرطان بطريقتين، فتأثيره المضاد للالتهاب يمنع من ناحية بعض الأورام من التكون، ومن ناحية أخرى فإن خصائصه المضادة للصفائح تعرقل قدرة بعض الخلايا السرطانية على الانتشار.
يذكر أن الأسبرين يستخدم في علاج التهاب المفاصل ومنع الجلطات والأزمات القلبية، ويبلغ حجم استهلاكه حول العالم 120 مليار قرص في السنة.
aXA6IDMuMTMzLjEzNy4xMCA=
جزيرة ام اند امز