التشكيلية روان الأسعد: أحلم بتتويج فلسطين بلقب "ملكة"
"كنفساتي" مبادرة فنية أطلقتها تشكيلية فلسطينية حظيت بإشادة محلية كبيرة.. وانتقلت للمنافسة على لقب "ملكة المسؤولية الاجتماعية العربية"
"الفن ليس رفاهية، الفن التشكيلي ثقافة ووسيلة لتوثيق ما يحدث في فلسطين، لقد أخذت على عاتقي إعادة مجد الفن التشكيلي في الواقع الفلسطيني؛ لأن قضيتنا الفلسطينية ليس لها مثيل، لا في التاريخ ولا حتى في الحاضر".. بهذه الكلمات، استهلت الفنانة التشكيلية الفلسطينية، روان سامي الأسعد، حديثها لـ"بوابة العين الإخبارية"، حيث دعت إلى ضرورة استغلال كل وسائل النضال السلمي، وتوثيق الماضي والحاضر، من خلال الفن التشكيلي ما يضمن وجود وبقاء وأهمية الثبات الفلسطيني.
الأسعد التي تنحدر من مخيم قلنديا للاجئين بالضفة الغربية، أخذت على عاتقها تجسيد ذلك على أرض الواقع من خلال مبادرة فنية حظيت بإشادة ومتابعة من قبل قمة الهرم السياسي والثقافي والشعبي الفلسطيني، بدءاً من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مرورا بمسئولي وزارتي الثقافة والإعلام، ووصولا إلى الأطياف الشعبية الفلسطينية كافة.
وأطلقت الأسعد اسم "كنفساتي" على مبادرتها، وهي الأولى من نوعها في فلسطين والوطن العربي، حيث تركز اهتمامها على الفنان التشكيلي الفلسطيني الذي لا يحظى بالاهتمام، إلى جانب إعطاؤ فرصة للإبداع، بالاضافة إلى استثمار الفنانين الشباب ليحققوا طموحاتهم من دون اللجوء الى وظائف أخرى.
وتقول الأسعد، وهي خريجة كلية الفنون الجميلة، إن مبادرتها تسعى أيضا لإعادة الفن التشكيلي الفلسطيني لمجده ومكانته من خلال إعادة اهتمام الفنان التشكيلي بمجتمعه المحلي، وأن يكون عنصرا مؤثرا به، مستذكرة لوحة الفنان الفلسطيني سليمان منصور التي زينت كل البيوت الفلسطينية في ثمانينيات القرن الماضي وحتى يومنا هذا.
وتهدف "كنفساتي" أيضا، إلى خدمة كل فنان فلسطيني عاطل عن العمل لم يستطع توظيف فنه، وذلك بتوفير لوحات فنية مميزة تناسب مع دخل الفرد الفلسطيني. وبحسب الأسعد، فإن "كنفساتي"، جاءت تسميتها من كلمة Canvas"، وهي نوع من أنواع الأقمشة أو اللوحات التي تستخدم في الرسم، حسب قاموس المعاني الفورية. "كنسفاتي" يضم حاليا 40 فنانا وفنانة من فئة الشباب، إلى جانب 10 سفراء من جامعات محلية، بخاصة كليات الفنون والفنون التطبيقية، ليكونوا حلقة الوصل بين المبادرة والطلاب، إلى جانب تنمية روح الريادية والقيادة في الشباب.
وبعد النجاح اللافت الذي حققته الأسعد في مبادرتها المتواصلة منذ عامين، قررت التشكيلية الفلسطينية المنافسة على لقب "ملكة المسؤولية الاجتماعية في الوطن العربي"، من خلال هذه المبادرة التي تهدف لإعادة الفن الفلسطيني للمجتمع كله.
وبرنامج "الملكة" عبارة عن مسابقة أطلقتها جامعة الدول العربية ضمن حملة المرأة العربية، يبحث من خلالها عن امرأة عربية تكون صاحبة مشروع ريادي، يخدم المجتمع المدني، حيث تتسابق فيه المتشاركات على تقديم قصص نجاح في خدمة المسؤولية المجتمعية، على أن تتوج الفائزة على أثرها بأنها ملكة المسؤولية الاجتماعية، حيث ستجري التصفيات النهائية الشهر المقبل.
وتفتخر الأسعد بأن مبادرتها "كنفساتي" نجحت في التأهل للتصفيات النهائية، بعد نجاحها من بين 30 ألف مبادرة تم تقديمها من كافة أرجاء الوطن العربي. وترى الأسعد صاحبة الـ 29 ربيعاً، أن تنمية الثقافة الفنية الفلسطينية يحتاج لتوفير الفن التشكيلي لجميع طبقات المجتمع وباختلاف معدلات الدخل، وهو الأمر الذي يدفع باتجاه مجتمع إيجابي قوي ويحمل رسالة موحدة.
ولا تقف طموحات التشكيلية الفلسطينية في مبادرتها صوب المجتمع الفلسطيني فحسب، بل تعداه لأقطار في الوطن العربي، حيث كانت البداية من سوريا التي تعاني ويلات الحرب واللجوء، حيث قامت بتوكيل المشتركة السورية "رين الميلع" لتكون وكيلة لمبادرتها في سوريا، معتبرة في حال تم ذلك فإن لوحات "كنفساتي: ستزين كل بيوت الوطن العربي.
وتؤمن الأسعد بأنها ستنافس بقوة في نهائيات برنامج "الملكة"؛ لأن مبادرتها ليست فكرة أو حلما صعب التحقيق، بل هي مشروع مميز من نوعه ينفذ للمرة الأولى في الوطن العربي، موضحة أن تتويجها بلقب "الملكة" لن يكون لـ روان الأسعد بل نجاح لمبادرة "كنفساتي" وللفن التشكيلي الفلسطيني.
وتحلم الأسعد من خلال مشاركتها في برنامج " الملكة" للتتويج بهذا اللقب، لتمنح فلسطين أول لقب من نوعه في هذا المجال، وتضيف: "إذا قدر الله أن أحمل تاج الملكة فإنني أهديه لكل روح مبدعة في فلسطين، وسأواصل العمل لتوثيق حق الفلسطيني بالحياة والأمل".
وتتطلع الفنانة التشكيلية الفلسطينية إلى تحقيق أمنيتها التي تتمثل في افتتاح مقر رئيسي خاص بمبادرة "كنفساتي" في رام الله، ومقرات فرعية في المدن الفلسطينية، يكون هدفها الرئيس خدمة الفنانين الفلسطينيين كافة، كما تأمل في توسيع نطاق مبادرتها لتشمل كافة أنواع الفنون الأخرى.