"ماراثون الألم" بسوريا.. الأسد يشعل أزمة هجرة جديدة
نظام الرئيس السوري بشار الأسد يشعل أزمة هجرة جديدة بإجبار مئات السوريين على ترك منازلهم في مؤشر على اليأس والفوضى في البلاد.
حذرت صحيفة "التايمز" البريطانية، من أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يشعل أزمة هجرة جديدة بإجبار مئات السوريين على ترك منازلهم في مؤشر على اليأس والفوضى في البلاد.
وفي افتتاحية بعنوان "ماراثون الألم.. موجة جديد من الهجرة السورية"، قالت الصحيفة إن إجلاء عمال الإغاثة المحليين الذين لاقوا كثيرا من الثناء لما أبدوه من شجاعة، يمثل مؤشرا على اليأس والفوضى في سوريا.
وأشارت إلى أنه تم إجلاء نحو 800 من أعضاء فرق "الخوذ البيض" من جنوب سوريا في نهاية الأسبوع إلى الأردن المجاور، وسيتم منحهم حق اللجوء في أوروبا.
- كندا تستقبل 50 من "الخوذ البيضاء" السوريين وعائلاتهم
- سوريا.. مقتل 5 من أصحاب "الخوذ البيضاء" في هجوم مسلح بحلب
ولفتت إلى أن بريطانيا أيضا تبدو مستعدة لاستقبال بعض هؤلاء المسعفين، معتبرة أن هذا سيكون من العدل ليس بدافع من الإنسانية فحسب، بل لأنه إذا وضع الأسد في قفص الاتهام، سيكون أفراد "الخوذ البيض" شهودا على الجرائم التي ارتكبها.
وارتأت أن إعياء الغرب من جراء الصراع يصب في صالح الأسد، حيث تطهر قواته مسلحي المقاومة في جنوب غرب سوريا، وتخطط لهجمة جديدة على إدلب في الشمال.
ورجحت أن يشكل ضحايا حملات قوات النظام عناصر موجات هجرة جديدة إلى الاتحاد الأوروبي، حيث لا توجد ملاذات آمنة متبقية في سوريا.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قالت الشهر الماضي إنها لن تتدخل لحماية قوات المعارضة، رغم أن الولايات المتحدة دعمتهم سياسيا وعسكريا على مدى سنوات.
وأوضحت أن ذلك مهد الطريق لاستسلامهم بعد قصف قوات الأسد المدعومة من روسيا، في حين فر بعض المدنيين نحو مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، وظنوا أن النظام السوري قد لا يرغب في قصفهم في المنطقة الحدودية الحساسة، كما فر آخرون إلى الحدود الأردنية.
ونوهت إلى أن عودة بعض العائلات النازحة إلى إدلب، آخر منطقة رئيسية في أيدي المعارضة، يبدو محفوفا بالمخاطر.
فعندما يسقط وابل من القنابل على إدلب، كآخر عملية حرب وحشية للأسد، فإن المكان سوف يتحول، على حد تعبير يان إيجلاند، مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا، إلى "ماراثون من الألم".
وأشار إيجلاند إلى أنه يخشى أن نظام الأسد سيقول إن المكان مليء بالإرهابيين ويذبح النساء والأطفال. ومن الآمن أن نفترض أنه سيكون هناك نزوح آخر، هذه المرة إلى الحدود التركية.
واعتبرت أن الأردن ولبنان مجهدان بالفعل إلى حد الانهيار، وثمة حل جزئي، يتضمن تعزيز جميع دول الاتحاد الأوروبي المساعدات للدول المضيفة، مع الاعتراف بجهودها.
واختتمت بالقول، إن المهمة الأكثر أهمية هي الاستمرار في المشاركة في إعادة بناء سوريا، والحفاظ على الأمل في أن يتم استبدال الأسد يوما ما بزعيم قادر على تضميد الجراح وبناء ثقافة ديمقراطية بين الأنقاض.
وهذا يعني الاستثمار في جيل سوري جديد، وإتاحة الفرص التعليمية، وتشجيعهم على تحمل المسؤولية المدنية في وطنهم... عندها فقط ستعيش سوريا في سلام.
aXA6IDMuMTQ0LjQ4LjcyIA== جزيرة ام اند امز