"الخوذ البيضاء": أطفالنا هدف للقصف في الغوطة
هواجس أعضاء الدفاع المدني التابعين للمعارضة السورية جاءت بعد مقتل 10 منهم في مناطق القصف الشهر الماضي.
يخشى أفراد منظمة "الخوذ البيضاء"، العاملة في مجال الدفاع المدني التابع للمعارضة السورية، من أن عائلاتهم ستكون الهدف التالي، مع تواصل استهداف الغوطة الشرقية بمحافظة دمشق.
- عالقون في الغوطة: الحياة توقفت والأطفال ينتظرون الموت
- قصص مؤلمة من الغوطة الشرقية.. أشباح آدمية بلا غذاء أو دواء
هرع سعيد المصري، عامل إغاثة متطوع، إلى موقع التفجير في مدينة سقبا الواقعة بالغوطة الشرقية، وعندما وصل بسيارة الإسعاف أدرك أن حيه هو الذي تعرض للقصف ومنزله أيضًا الذي كان موجودًا بداخله زوجته وابنهما يحيى (3 أشهر).
قال المصري خلال مقابلة هاتفية مع صحيفة "جارديان" البريطانية للتحدث عن الحادث: "رأيت الكثير من الأطفال أسفل الحطام، لكنني انتظرت ابني".
انتظر الزوجان فترة طويلة للحصول على طفل آخر بعد وفاة ابنتيهما عقب الولادة، لذا بلا تفكير ركض إلى المنزل، وتسلق السلالم ليجد ابنه ينزف ومصابا بجروح نتيجة الزجاج المتناثر، أما زوجته فكانت تصرخ، لكنهما نجيا من الموت.
ومنظمة "الخوذ البيضاء" ظهرت في 2013، معلنة أن هدفها سرعة إسعاف المدنيين الذين يتساقطون خلال المعارك بين النظام السوري وبين منظمات المعارضة، خاصة في المناطق الخاضعة للمعارضة.
وعرفت باسم "الخوذ البيضاء" نسبة إلى الخوذ التي يضعها العاملون بها على رؤوسهم.
وينظر البعض إلى أفراد هذه المنظمة على أنهم "أبطال حقيقيون" هاجسهم إنقاذ المصابين.، إلا أن آخرين تشككوا في أهدافها وفي صحة بعض التقارير المصورة التي تنشرها عن أعمالها، متهمين إياها بأنها أداة للدول المناهضة لحكم بشار الأسد.
وتتلقى المنظمة تمويلا من بعض الحكومات بينها بريطانيا وهولندا والدانمارك وألمانيا واليابان والولايات المتحدة.
وتم ترشيح "الخوذ البيضاء" لجائزة نوبل للسلام عام 2016، لكنهم لم يفوزوا بها.
ويدفع تصاعد العنف عمال الإنقاذ للصراع من أجل التحمل، فيعيش مصري ومن مثله وهم على علم بأن منازلهم قد تسوّى بالأرض في أية لحظة، وقال عامل الإنقاذ المتطوع: "عائلتي موجودة بالمنزل، لكن كل لحظة أتوقع غارة جوية ربما يموت فيها زوجتي وطفلي ووالدي ووالدتي".
وقتل 10 متطوعين من الخوذ البيضاء في سوريا خلال الشهر الماضي، من بينهم اثنان في الغوطة الشرقية، كما أصيب 8 متطوعين في الغوطة من بينهم اثنان خلال هجمات الكلور، مساء الأحد.
وقال نائب رئيس منظمة الدفاع المدني السوري منير مصطفى، إنه تم حشد جميع المتطوعين في الغوطة وإنهم يعملون يوميا، "وحتى الآن لا يمكننا مسايرة القصف الهيستيري الذي يحدث باستخدام جميع أنواع الأسلحة"، مشيرا إلى أن النظام يستخدم غارات الضربة الثانية التي تؤدي إلى إصابة ومقتل المتطوعين.
وأدانت المجموعات الحقوقية بشكل متكرر استراتيجية الضربة الثانية واستخدامها في تحقيق أكبر قدر من الخسائر.
وانتقد عامل الإنقاذ ما اعتبره صمتا دوليا إزاء ما يجري: "تحدثنا كثيرًا ولم يستجب أحد لنا، الشاشات توضح كل شيء يحدث هنا، لكن للأسف لا أحد يساعد".
aXA6IDMuMTI4LjIwMS4yMDcg جزيرة ام اند امز