عالقون في الغوطة: الحياة توقفت والأطفال ينتظرون الموت
400 ألف سوري تقطعت بهم السبل فيما يزداد الوضع الإنساني في الغوطة الشرقية سوءا على وقع قصف النظام.
طال أمد الصراع في سوريا لفترة تجاوزت الحرب العالمية الثانية، فيما يزداد الوضع سوءا خاصة في مناطق مثل الغوطة الشرقية، التي شهدت أحد أكثر الأسابيع دموية خلال الحرب الأهلية المستعرة منذ نحو 7 سنوات، فيما ينتظر 400 ألف سوري عالق بها تحركا دوليا لحمايتهم مع تردي أوضاعهم الإنسانية.
وقال أحد المتطوعين في الدفاع المدني السوري المعروف باسم "الخوذ البيضاء" لشبكة "فوكس نيوز" الأمريكية: إن الوضع كارثي في بلدات الغوطة الشرقية" التي تعد معقل الفصائل المعارضة لنظام الرئيس بشار الأسد قرب دمشق، مشيراً إلى أن "القصف مستمر في كل لحظة. الحياة توقفت.. المدنيون، النساء والأطفال ينتظرون الموت".
- قصص مؤلمة من الغوطة الشرقية.. أشباح آدمية بلا غذاء أو دواء
- أهالي الغوطة الشرقية.. يصارعون ثلاثي الموت والجوع والخوف
مأساة الغوطة يرويها أيضا فراس عبدالله، ناشط وعامل إغاثة لشبكة "فوكس نيوز" قائلا إن "مئات القنابل تسقط علينا، كان هناك 300 غارة جوية خلال الـ3 أيام الماضية، الناس يعانون بسبب إصابتهم، يمكننا سماع بكاء وصراخ النساء والأطفال في منازلهم".
وأضاف عبدالله أن طائرات حربية سورية وروسية شاركت في القصف، مشيراً إلى أنه كان هناك هجمات لطائرات دون طيار.
وتابع أنه "لمدة 24 ساعة في اليوم يلتقطون كل شيء عن الأماكن التي يتواجد بها المدنيون، يصورون أماكن تواجد الحشود لأنهم يريدون قتل المدنيين"، على حد قوله.
وأوضح نشطاء أن عدداً قليلًا من العاملين بقطاع الرعاية الصحية هو فقط المتبقي لعلاج الجرحى.
الطبيب السوري خالد الميلاجي، رئيس منظمة الإغاثة الدولية الطبية المستدامة، يشير إلى أن معظم الضحايا من النساء والأطفال وكبار السن، لافتا إلى أن الضحايا يختبئون عادة بالطوابق السفلية من منازلهم منذ أكثر من 3 أيام، إلا أن البراميل المتفجرة التي تلقيها طائرات جيش النظام تخترق المباني الصغيرة وتقتل الناس حتى المختبئين بتلك الطوابق.
وحصلت شبكة "فوكس نيوز" على صور ومقاطع فيديو توضح الشوارع الخالية في الغوطة مع هروب العائلات للاختباء في كهوف وملاجئ تحت الأرض، كما رصدت الاختفاء السريع للمؤن إلى جانب الجثامين التي يواريها حطام المباني.
وقال المتطوع في "الخوذ البيضاء" إن "معظم الناس يأكلون مرة واحدة في اليوم والبعض يأكل كل بضعة أيام، وفي الغالب يكون الطعام عبارة عن مجرد خضروات وأرز إن تمكنوا من إيجاده، المدارس توقفت عن العمل لأكثر من شهرين بسبب القصف، نحتاج إلى إجراء دولي لإنقاذ المدنيين المتبقين".
وبالنسبة للعالقين داخل الغوطة يبدو أنه لا مكان يهربون إليه.
وأوضح فراس عبدالله أن "أي شخص يحاول المغاردة يرديه القناصون، نحن عالقون على جزيرة هنا، أطلب من العالم مساعدتنا بطريقة إنسانية، ما يحدث في الغوطة الشرقية إبادة جماعية".
ويروي المدنيون في الغوطة الشرقية لـ"فوكس نيوز" أن مليشيات الأسد المدعومة من إيران تحاصرهم، وتبرر قتلهم تحت زعم مواجهة تنظيم جبهة النصرة (فرع القاعدة في سوريا)، "لكنهم ليسوا هنا"، حسب عدد من سكان الغوطة.
وما زال نحو 400 ألف شخص عالقين حاليا داخل الغوطة الشرقية، وسط أنباء أن أكثر من نصفهم أطفال وجميعهم تقريبا في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية، هذا فيما أفادت تقارير بمقتل أكثر من 400 شخص وإصابة حوالي 2000 خلال الأسبوع الماضي.
aXA6IDMuMTI5LjI0Ny4yNTAg جزيرة ام اند امز