قاض منشق يكشف لـ"العين الإخبارية" مخطط الإخوان ضد مصر
كشف قاض مصري سابق منشق عن الإخوان مخططا انتقاميا أعده التنظيم لاستهداف شخصيات عامة وقيادات من الجيش والشرطة حال نجاح دعوات المظاهرات
وقال المستشار عماد أبوهاشم، العائد من تركيا مؤخراً، إن القوائم السوداء تضم شخصيات عامة وكبار المسؤوليين وإعلاميين وعلماء في مقدمتهم شيخ الأزهر وقيادات عسكرية في إطار خطة انتقامية لاغتيالهم.
وفي حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، أكد القاضي المصري أن الإخوان لديهم قوائم سوداء تضم أسماء أمراء وملوك الدول العربية، تستهدف الانتقام منهم على الصعيدين العام والشخصي، في حال عودة التنظيم للمشهد السياسي.
وخلال السنوات الـ7 الماضية، دأب تنظيم الإخوان الإرهابي على إطلاق دعوات تحريضية للتظاهر ضد الدولة المصرية، في محاولة لاستعادة أجواء الفوضى من خلال نشر الأكاذيب والشائعات.
ولفت إلى أن قوائم الاغتيالات موضع تفعيل، حيث تنفذ عناصر الإخوان جزءا منها على فترات متباعدة عبر عمليات إرهابية متى وجدت الفرصة إلى ذلك.
وبحسب القاضي السابق فإنه يتم إرجاء الجزء الأكبر من العمليات الإرهابية لحين تنفيذ مخططها في انهيار منظومة الأمن ونشر الفوضى، واستخدام ما يسمى بالمد الثوري كستار شعبي لمشروعها الانتقامي.
وعن سجل جرائم الإخوان، أوضح أن التنظيم لا يتوانى عن استحلال المحرمات والانخراط في أعمال غير مشروعة كتجارة الآثار وتهريب المخدرات والأدوية والسلاح والذخيرة بجانب غسيل الأموال.
وتابع: "الإخوان إحدى عصابات المافيا الدولية، وتمارس جرائمها تحت ستار الدين".
تهريب الآثار
وبحسب القاضي المصري السابق فإنه يحتفظ بمعلومات عن تورط قيادات إخوانية في تهريب الآثار لصالح التنظيم الإرهابي وليس الأمر محصورا في شخص أو اثنين لكنها مافيا دولية للتنقيب عن الآثار، تقوم بتهريبها ونقلها بواسطة الشخصيات التي تتمتع بحصانة قضائية.
وكشف أن "وليد شرابي" وهو قاض سابق ينتمي لجماعة الإخوان ويقيم في تركيا، كان يتاجر بالآثار عن طريق شراكة من الباطن في إحدى الشركات التي تعمل ظاهريا في المحاجر والمناجم، بينما مهمتها نقل الآثار وتهريبها.
وقال "هذا القاضي (شرابي) ما زال يمارس نشاطه في مصر عن طريق شقيقه (ط.ش).. وما أقوله تأكد من داخل الإخوان أنفسهم بتسريبات الهارب بهجت صابر والذي جاء فيها عن القاضي أنه هرب عددا من المقتنيات الأثرية لصالحه بعيدا عن التنظيم وطلب منه بيعها داخل الولايات المتحدة".
وتابع: "قاض ثان يدعى "أيمن الورداني"، وهو أحد المنتمين حاليا للإخوان وهرب لتركيا ثم قطر، قال إنه كان يهرب الآثار التي في حوزة أحد أعمامه فضلا عن قيامه بتركيب كاميرات تجسس في مكتب النائب العام إبان عهد الإخوان، بهدف التدخل في القضاء لصالح التنظيم الإرهابي.
وذكر أبو هاشم واقعة محاولة توسط هذا القاضي الذي كان يشغل منصب محامي عام أول طنطا، لإخوانية تدعى فاطمة الجمل قُبض عليها بتهمة تهريب المخدرات على الحدود التركية السورية.
مخدرات الجماعة
أما النوع الثاني من الأعمال الإخوانية غير المشروعة، فأكد احتفاظه بمعلومات عن تجارة الإخوان لشتى أنواع المخدرات كـ"الترامادول والمنشطات" عبر عصابات تتولى ترويجها.
ووفقاً للقاضي المصري فإن هناك "مخازن أدوية ومنافذ بيع وصيدليات، يسيطر عليها الإخوان، وجميعها ستار لتجارة العقاقير المهربة سواء حبوب هلوسة أو مخدرة أو منشطات".
ومضى في حديثه: "توزيع المخدرات يتم بواسطة إخوان عاديين داخل أسرهم.. كل أسرة أو خلية لها دور في هذه التجارة غير المشروعة.. وهذه المواد والعقاقير المخدرة أو الملهوسة يتم تهريبها إلى مصر عبر أنفاق غزة وعبر حدود البرية والبحرية ولاسيما الحدود مع السودان".
أما الآثار فيتم تهريبها إلى خارج مصر بذات الطريقة، وذلك بالاستعانة بعصابات تهريب دولية متخصصة في التهريب عبر الحدود تضم أجانب وعناصر من الإخوان.
ويعود أبو هاشم بذاكرته للوراء ويقول: "لديهم تعاملات مع عصابات دولية، يهربون تجارتهم عبر الدروب الجبلية على حدود مصر مع كل من لبيبا والسودان، وأحيانا التهريب يكون عن طريق الاتجاه غربا لليبيا ومنها لتشاد".
من التعاطف للانشقاق
وروى عن رحلته من التعاطف للانشقاق عن التنظيم الإرهابي، قائلا: "لم أكن عضوا في الإخوان لكنني تعاطفت معهم في فترة متأخرة بعد ٣٠ يونيو/حزيران ٢٠١٣، ووقعت في فخ مظلوميتهم المعتادة، التي يحاولون بها كسب تعاطف الغير باستغلال الدين".
وأضاف: "كنت عضوا في تيار قضاة من أجل مصر، وهو كيان يضم مجموعة من القضاة، اكتشفت بعد سفري لتركيا مؤخرا - قبل عودتي - أنهم الجناح القضائي للإخوان وجميعهم أدوا البيعة للمرشد".
كما يتذكر انكشاف الحقيقة رويدا، بقوله: "أعدوا خطة سرية فيما بينهم لحملي على تأدية يمين الولاء والطاعة لهم، وهو ما لم يحدث".
وعن كواليس قرار انشقاقه وعودته للقاهرة، ذكر: "رأيت بعيني وسمعت بأذني كيف يعانون من خلافات داخلية ظهرت بصورة جلية في الفترة الأخيرة من إقامتي بتركيا بسبب تقاسم أموال التنظيم".
ومضى في حديثه: "بينهم حرب شعواء وصلت لنشر بعضهم لفضائح البعض الآخر وكشف أسرارهم الشخصية والتنظيمية عن طريق حملات تلاسن".
كل شيء مباح
يواصل القاضي المصري كلماته فيقول: "عندما يصل الإخواني لتركيا أول شيء يفكر فيه هي الإقامة ولا يجد حرجا في دفع الرشاوى للموظفين والمسؤولين الأتراك، ويتكرر ذلك في كل المواقف الحياتية له".
واستكمل الوجه الحقيقي للتنظيم الإرهابي، قائلا: "ليس هذا فحسب بل عملية تهريب الأموال من مصر تتم عن طريق قيام الشخص الذي يودع الإخواني الهارب أمواله لديه في مصر، بتسليمها إلى أحد مندوبي الكيانات المتخصصة في تهريب الأموال في الوقت الذي يتسلم فيه الإخواني في الخارج ذات المبلغ مخصوما منه العمولة المتفق عليها".
وفيما يتعلق بممتلكات الإخوان، قام عدد منهم بتغيير الملكية ونقلها للآخرين من الباطن، خشية المحاصرة والمصادرة من قبل الدولة، بحسب أبو هاشم.
وأضاف: "هناك غسيل لأموال الإرهاب أيضا ويتم استخدام كبار التجار فيه حيث يضخون في تجارتهم الأموال المهربة وغير المشروعة، ولاحقا يؤسسون كيانات اقتصادية كبرى تظهر أنهم الملاك لكن فعليا هي ممتلكات للإخوان".
وخلال حديثه، دلل القاضي السابق على ازدواجية الإخوان وتضليلهم لأتباعهم، قائلا: "كان نشاطي الأساسي مع الكوادر القيادية، حيث أقوم بتقديم المشورة والصياغة القانونية لكل ما يصدر عنهم، وصياغة البيانات والمكاتبات المرسلة إلى الكيانات الدولية"
وقال: "في يوم طلب مني القيادي الإخواني الهارب جمال حشمت كتابة خطاب موجه لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، باسم ما يعرف ببرلمان المصريين في الخارج، والذي أسسه الإخوان في تركيا، بغرض المطالبة بتجديد إقامات المصريين العاملين بالسعودية، والذي اندس بينهم الفارون من مصر، بعدما قررت سلطات المملكة وقف تجديدها بسبب قيامهم بتزوير تصاريح الحج والعمرة".
لكن القاضي المصري السابق يبدي تعجبه فيقول: "سألته كيف تشنون هجوما حادا على دول التحالف العربي وعلى رأسها السعودية ثم تكتبون مراسلة للملك سلمان.. فأجاب بأن الغرض من هذه المكاتبة هو تمكين الإخوان المندسين من الإقامة والعمل في المملكة نظرا لتعذر عودتهم إلى مصر".
وأضاف: "كشف حشمت لي أنه يطمح بالمزايدة على الحكومة المصرية بإظهار أن برلمان الإخوان هو من يدافع عن حقوق المصريين، وذكر أن هذه المكاتبة لن تخرج للعلن".
واختتم حديثه بقوله: "حينها أيقنت كم الازدواجية والتناقض التي تعيشه قيادات الإخوان، وكيف يخدعون عناصرهم بهذه الطريقة، يصدرون خطابا عدائيا لدول الخليج، بينما لا يجدون حرجا في مراسلتهم، لاستجدائهم وتحقيق مصالح التنظيم الإرهابي قررت الانشقاق".
aXA6IDE4LjIyMS4xOTIuMjQ4IA== جزيرة ام اند امز