حوار الأستانة.. اليوم الأول بلا نتائج وإيران تفجر الخلافات
اليوم الأول من الحوار بين وفدي الحكومة السورية والفصائل المعارضة في الأستانة، ينتهي من دون إحراز تقدم واضح.
انتهى اليوم الأول من حوار المحادثات بين وفدي الحكومة السورية والفصائل المعارضة في الأستانة، مساء الإثنين، من دون إحراز تقدم واضح، بحسب مصادر الوفدين.
وقال مصدر مقرب من الوفد الحكومي لفرانس برس "انتهت اجتماعات وفدنا"، كما قال المتحدث باسم الفصائل يحيى العريضي أيضاً، إن المحادثات انتهت بالنسبة لليوم الأول.
وفي وقت سابق، نقلت الصفحة الخاصة بالحوار على الإنترنت نبأ عودة وفد النظام السوري إلى الفندق الذي تقام به المباحثات بشأن سوريا بعد خروجه قبل قليل لأسباب مجهولة.
لكن مصدر قريب من المحادثات قال إن اليوم الأول من المحادثات غير المباشرة بين الحكومة السورية والمعارضة وفر ما يدعو للتفاؤل الحذر بإمكانية تحقيق تقدم.
وأضاف المصدر أن من المتوقع أن تواصل الدول الراعية- روسيا وتركيا وإيران- المحادثات والعمل على إعداد وثيقة مشتركة محتملة غد الثلاثاء.
الخلافات تطفو
ويبدو أن الخلافات تطفو بين المتحاورين خلال اليوم الأول للمحادثات، حيث توعدت فصائل المعارضة السورية، باستئناف القتال ضد قوات النظام في حال فشل المحادثات التي في عاصمة كازاخستان، برعاية روسيا وتركيا وإيران.
تحذير الفصائل المعارضة كان لافتاً في أول أيام الحوار الهادف، لتثبيت وقف إطلاق النار الهش الساري منذ 30 كانون الأول/ديسمبر في سوريا.
وحذر متحدث باسم وفد الفصائل أسامة أبو زيد من أنه "إذا نجحت الطاولة نحن مع الطاولة. لكن إذا لم تنجح للأسف لا يكون لنا خيار غير استمرار القتال".
المحادثات التي بدأت ظهراً في فندق ريكسوس في الأستانة، لكن في اللحظة الأخيرة فضلت فصائل المعارضة عدم إجراء حوار مباشر مع وفد النظام رغم أنهم جلسوا معاً إلى نفس الطاولة المستديرة عند الافتتاح.
وهذه المحادثات هي الأولى بين النظام السوري وفصائل المعارضة.
وخلال محاولات المفاوضات السابقة في جنيف في 2012 و 2014 و 2016، جلس معارضون سوريون غالبيتهم يقيمون في المنفى وجهاً لوجه مع ممثلين عن النظام السوري. وفي الأستانة أصبح هؤلاء يلعبون دور مستشارين للفصائل المسلحة.
وقال رئيس وفد الفصائل المعارضة محمد علوش القيادي في "جيش الإسلام"، "أتينا إلى هنا لتثبيت وقف إطلاق النار كمرحلة أولى لهذه العملية. ولن نذهب إلى الخطوات التالية إذا لم يتحقق هذا واقعاً على الأرض".
الروس ضامن وليس الإيرانيون
قال مصدر في المعارضة "ختمنا اجتماعاً استمر تقريباً ساعتين مع الأتراك والروس والأمم المتحدة. ناقشنا مسودة البيان الذي يتكلم عن ثلاث دول تراقب الهدنة".
وتابع "ليس لدينا مشكلة أن يكون الروسي ضامناً لكن ليس الإيرانيون. الليلة لدينا اجتماع داخلي ثم لقاء مع الأمم المتحدة".
كما صرح المتحدث باسم وفد المعارضة أن "الاجتماع الحالي هو مع الأطراف الضامنة والأمم المتحدة. قدمنا مذكرة عن المناطق التي يتم فيها خرق وقف إطلاق النار".
وأشار إلى "تعهدات لاتخاذ إجراءات جديدة لوقف العمليات الهجومية على منطقة وادي بردى".
ويفترض أن ترسي مباحثات الأستانة التي تركز على تثبيت وقف إطلاق النار أسس تسوية يمكن تعزيزها في مفاوضات السلام المقبلة التي ستجري برعاية الأمم المتحدة في جنيف في الثامن من فبراير/شباط.
وقف إطلاق النار
من جهته قال سفير سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري الذي يرأس وفد النظام إن دمشق تأمل من خلال المحادثات "تثبيت وقف الأعمال القتالية لمدة زمنية محددة يتم خلالها الفصل بين التنظيمات الموقعة والراغبة بالتوجه إلى مصالحة وطنية والاشتراك في العملية السياسية من جهة وبين تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" الإرهابيين والتنظيمات المرتبطة بهما" بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
من جهته دعا مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا الذي يقوم بدور وسيط بين الطرفين في الأستانة، إلى إنشاء آلية مراقبة وتطبيق لوقف إطلاق النار على الأرض.
وقال "لم يكن لدينا مثل هذه الآلية في السابق ولهذا السبب فشلنا" في تسوية النزاع مشيداً بكل مبادرة تهدف إلى "تعزيز الثقة" بين الطرفين.
وتؤيد فصائل المعارضة هذا الاقتراح. وقال أبو زيد إن "القضية ليست فقط وقف إطلاق النار".
وأضاف أن "القضية هي وضع آليات مراقبة، آليات محاسبة وتحقيق. نريد وضع هذه الآليات لكي لا يتكرر هذا المسلسل".
وأوضح يحيى العريضي وهو ناطق آخر باسم الفصائل المسلحة أن الهدف هو أيضا تحسين إيصال المساعدات إلى المدن المحاصرة. وقال "سيشكل ذلك أساسا قويا يمكن مواصلته في جنيف".
وتعتزم الأمم المتحدة إطلاق مفاوضات سياسية في جنيف في 8 فبراير/شباط، فيما لا تزال الهدنة تتعرض لانتهاكات متكررة.
aXA6IDMuMTMzLjE1Mi4xODkg
جزيرة ام اند امز