خبراء لـ"العين": اتفاق دولي على حل أزمة سوريا سياسيا في الآستانة
خبراء تحدثت معهم بوابة العين أجمعوا أن القوى الدولية اتفقت على حل الأزمة السورية سياسيا في مفاوضات الآستانة
ما أن انطوت صفحة معركة حلب، حتى بدأت روسيا وتركيا وإيران في الدعوة إلى مؤتمر الأستانة لبحث وقف إطلاق النار، والتوصل إلى حل دائم لأزمة سوريا التي استعصت على الحل لسنوات عديدة، وكان وقودها أبناء الشعب السوري، بما تعرضوا له من قتل وتشريد، وتدمير لمنازلهم وبيوتهم، وأسباب معيشتهم.
وتجمع العاصمة الكازاخية الأستانة فصائل المعارضة مع نظام بشار الأسد على طاولة واحدة لبحث حل سياسي للأزمة السورية المشتعلة منذ سنوات، بينما يترقب أبناء الشعب السوري ما ستفضي إليه المفاوضات في ظل تخوفات كبيرة من مقاطعة بعض فصائل المعارضة للمؤتمر الدولي.
وقال الكاتب والمحلل السياسي السوري غسان يوسف لـ"العين" في اتصال هاتفي من دمشق، إن مؤتمر الأستانة المزمع عقده في العاصمة الكازاخية هو المؤتمر الثالث الذي يجمع أطرافاً سورية متنازعة، حيث كانت المدينة شهدت مؤتمراً لبعض أطراف المعارضة السورية في أكتوبر/تشرين الأول عام 2015 وقبله مؤتمر عقد في مايو/أيار من العام نفسه .
واعتبر الكاتب السوري، أن أهم ما الذي يميز هذا المؤتمر عن غيره من المؤتمرات التي سبقته ، سواء في الأستانة أو في موسكو أو في القاهرة أو حتى عن مؤتمر جنيف وجولاته المتعددة، هو عقد المؤتمر برعاية روسية تركيا مشتركة.
وقال إن "مشاركة تركيا في مفاوضات الاستانة خطوة مهمة لأن أنقرة مكن أكبر الداعمين للمجموعات المسلحة في سوريا".
وأشار الكاتب السوري، إلى أن التوقعات بانعقاد المؤتمر مرتفعة في سوريا لعدة أسباب، على رأسها أن هذه هي المرة الأولى التي توافق فيها دولة مصنفة بأنها من أكثر الدول دعماً للمعارضة السورية بالتفاوض مع النظام السوري الذي كانت تدعو لإزاحته ولو بالقوة العسكرية، مؤكدًا أن "ما بعد حلب ليس كما قبلها".
وأكد أن تركيا بحاجة لكل من موسكو وطهران ودمشق لمنع قيام "كانتون كردي" على حدودها الجنوبية، مضيفًا أن تركيا دخلت في مواجهة خطيرة مع تنظيم داعش وهذا سيجعلها في مواجهة عدوين تعتبرهما أنقرة متشابهين أي داعش والأكراد وهما في الوقت نفسه عدوين للنظام السوري.
وشدد على أن ما تشهده تركيا من تفجيرات يجعل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مضطراً لتغيير سياسته في المنطقة والانعطاف نحو روسيا بعد ما تأكد أن الولايات المتحدة كانت متورطة بانقلاب الخامس عشر من يوليو الماضي، وما المشاركة في الاجتماع الثلاثي الذي عقد في موسكو إلى جانب روسيا وإيران إلا الرد العملي على الموقفين الأمريكي والأوربي من الانقلاب .
وأكد أن مؤتمر الأستانة لن يكون بديلا عن مؤتمر جنيف المنطلق من مرجعية بيان جنيف1 وقرارات مجلس الأمن الدولي، وفي مقدمتها القرار 2254، وهو ما أكد عليه قرار مجلس الأمن الأخير رقم "2336"، الذي حظي بإجماع أعضاء مجلس الأمن، ما يؤكد أن نجاح الأستانة في حال عُقد يتطلب توافقات دولية وإقليمية لا تقتصر على روسيا وتركيا وإيران .
أما الدكتور أنور المشرب عضو مؤتمر القاهرة للحوار السوري، فقال لـ"العين"، إن مؤتمر الأستانة قد جاء نتيجة تفاهمات روسية تركية إيرانية تم الاتفاق فيها على حل الأزمة السورية سياسيًا عبر المفاوضات.
وأضاف المشرب، أن تغير الإدارة الأمريكية بعد فوز الرئيس المنتخب دونالد ترامب، ونجاح الجيش السوري في معركة تحرير حلب، تسببا في تغير مواقف الدول الداعمة للحل العسكري في سوريا.
وتوقع أن يشهد عام 2017 حلا سياسيا للأزمة السورية، مشددًا على أن أغلب فصائل المعارضة أعلنت مشاركتها في مؤتمر الأستانة والتزامها بقرار مجلس الأمن رقم "2254" والخاص بوقف إطلاق النار في سوريا، ما عدا جبهة النصرة وتنظيم داعش الإرهابيين.
واعتبر أنه مع اقتراب موعد انعقاد المؤتمر سوف تعلن فصائل أخرى مشاركتها في مباحثات الأستانة، مطالبا بتصنيف رافضي المشاركة كتنظيمات إرهابية.
بدوره، قال الدكتور تيسير النجار رئيس الهيئة العامة السورية للاجئين، إن الشعب السوري يؤيد وقف إطلاق النار في سوريا والحل السياسي للأزمة المستمرة منذ عدة سنوات.
واعتبر أن القوى الدولية المشاركة في حل الأزمة السورية انقسمت حول وقف إطلاق النار؛ فأيدت تركيا وروسيا الحل السياسي، بينما رفضته إيران الداعمة للنظام السوري لتعارض وقف إطلاق النار مع المصالح الإيرانية في سوريا.
ويرى النجار، أن مشروع إيران في سوريا سوف يضمحل بعد موافقة القوى الدولية على حل الحل السياسي للأزمة السورية، مؤكدًا أن قرارات مؤتمر موسكو حول الأزمة السورية استندت إلى الحل السياسي للأزمة، واستبعدت الحل العسكري وطالبت بإخراج جميع القوى الأجنبية خارج الأراضي السورية وهو ما ترفضه إيران.
وأضاف أن جميع قوى المعارضة السورية الثورية تدعم الحل السياسي للأزمة في سوريا ووقف إطلاق النار بين المعارضة والنظام السوري، لكن بعض القوى المتأسلمة وعلى رأسها تنظيم الإخوان الإرهابي وجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة وتنظيم داعش الإرهابي تعترض على وقف إطلاق النار المنتظر في الأستانة.
الباحث في الشأن الدولي محمد حامد قال لـ"العين"، إن وفدي المعارضة والنظام السوري ذاهبان إلى كازاخستان على واقع اتفاق هدنة فرضته روسيا وتركيا وإيران في 30 ديسمبر الماضي، لكن الهدنة يتم اختراقها من الطرفين خاصة النظام.
وتساءل حامد، هل مازال النظام في دمشق لديه أوراق للمناورة، أم أن روسيا ستفرض حلا بمساعدة تركيا على كل الأطراف خاصة أن تركيا ضمانة لوقف إطلاق النار من الجانب المعارضة السورية المسلحة؟، أم يذهب الطرفان إلى كازاخستان بنية إفشال المفاوضات والعودة للغة الحرب والتي لا تزيد من مأساة الشعب السوري.
واعتبر الباحث في الشأن الدولي أن روسيا أصبحت تميل لتطبيق حل سياسي يتم فرضه على الجميع بما فيه النظام السوري نفسه بعد تعرض موسكو لتكلفة بشرية كبيرة بسبب الحرب، متوقعًا أن تضع روسيا الأزمة السورية على بداية الطريق إلى الحل مع الجولة الأولى لمؤتمر الأستانة على أن تتبعها جولات أخرى.
aXA6IDE4LjExNy43NS4yMTgg جزيرة ام اند امز