الفلكيون يصلون إلى حافة "درب التبانة"
الباحثون اعتمدوا على برامج محاكاة لوضع نموذج لهالة المادة المظلمة في درب التبانة، ونجحوا في تحديد حافتها بأنها تبعد 1.9 مليون سنة
عندما تكون في منتصف شيء ما، من الصعب معرفة حجمه بالضبط، مثل مجرة درب التبانة على سبيل المثال، لا يمكننا بالضبط التقاط صورة لها من الخارج، لذلك تعتمد أفضل تقديراتنا في قياسات المسافة على الأشياء الموجودة في الأطراف.
وأعطى تقدير مبني على بيانات خريطة "جايا" العام الماضي قطر قرص يبلغ حوالي 260 ألف سنة ضوئية، ولكن مثلما يمتد تأثير الشمس إلى ما هو أبعد من حزام كويبر الواقع على أطراف نظامنا الشمسي، فإن تأثير الجاذبية وكثافة درب التبانة - المادة المظلمة غير المرئية – قد تمتد إلى أبعد مما كشفت عنه الخرائط.
وخريطة "جايا" التي اعتمدت عليها التقديرات السابقة هي خريطة شاملة لمجرة "درب التبانة"، أصدرتها وكالة الفضاء الأوروبية ESA، واعتمدت على أحدث البيانات من بعثة "جايا" التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، والتي أُطلقت بهدف الحصول على أكبر وأدقّ خارطة ثلاثية الأبعاد لمجرتنا.
وخلال الدراسة الجديدة التي نشرت أواخر فبراير/شباط الماضي في الإشعارات الشهرية للجمعية الفلكية الملكية، اعتمد عالم الفيزياء الفلكية أليس ديسون من جامعة دورهام في المملكة المتحدة وزملائه على نهج مختلف يعتمد على عدة برامج محاكاة مختلفة لوضع نموذج لهالة المادة المظلمة في درب التبانة، ونجحوا في تحديد حافة تلك المادة بأنها تبعد 1.9 مليون سنة ضوئية.
ولأنه لا يمكن اكتشاف المادة المظلمة مباشرة، فيجب استنتاج وجودها بناءً على كيفية تأثيرها على الأشياء المحيطة بها.
ويقول تقرير نشره موقع "ساينس أليرت"، الثلاثاء، إنه باستخدام برامج المحاكاة المختلفة، نظر الفريق البحثي إلى السرعة الشعاعية والسرعة المدارية للأجسام التي تتحرك حول المجرة على مسافات مختلفة الكثافة لمحاولة تحديد حافة هالة المادة المظلمة، وقدروا في النهاية أن حافة المادة المظلمة تبعد 1.9 مليون سنة ضوئية.
aXA6IDE4LjE4OC45MS4yMjMg
جزيرة ام اند امز