صائمون عن المجد.. أتلتيكو مدريد ولعنة لقب دوري أبطال أوروبا
"صائمون عن المجد" سلسلة تقدمها "العين الرياضية" خلال شهر رمضان عن لاعبين ومنتخبات ومدربين صاموا عن تحقيق إنجازات رغم تاريخهم اللامع.
يعتبر فريق أتلتيكو مدريد الإسباني من أنجح الفرق وأعرقها في البطولات الأوروبية، ولكنه رغم ذلك يعاني مع البطولة القارية الأهم، دوري أبطال أوروبا.
وبالنظر إلى تاريخ أتلتيكو مدريد في البطولات القارية سنجد أنه توج بها جميعاً إلا دوري الأبطال، فتوج بكأس الكؤوس سنة 1962 والدوري الأوروبي أعوام 2010 و2012 و2018.
وحصد الأتليتي لقب كأس السوبر الأووربي في السنوات الثلاث لتتويجه بالدوري الأوروبي، متفوقاً فيها جميعاً على بطل دوري الأبطال.
وحتى كأس إنتركونتيننتال، التي لا يشارك فيها إلا بطل دوري أبطال أوروبا، شهدت مشاركة أتلتيكو في نسخة 1974 بعد اعتذار بايرن ميونخ بطل القارة العجوز وقتها، وتوج بلقبها بفوز 2-1 بمجموع المباراتين على إنديبندنتي الأرجنتيني.
وتلقي "العين الرياضية" الضوء في حلقة اليوم من سلسلة "صائمون عن المجد" على صيام أتلتيكو مدريد عن الفوز بدوري أبطال أوروبا رغم التأهل للنهائي 3 مرات، رغم التقدم حتى أوقات متأخرة جداً من المباريات النهائية.
بايرن ميونخ في الـ120
كانت الصدمة الأولى في تاريخ أتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروبا من توقيع بايرن ميونخ الألماني في موسم 1973-1974 حين التقيا في نهائي رابطة الأندية الأوروبية، مسمى البطولة القديم، يوم 15 مايو/أيار 1974 على ملعب هيسيل في العاصمة البلجيكية بروكسل.
وتقدم لويس أراغونيس، الذي تحول في التسعينيات والعقد الأول من الألفية لواحد من أهم المدربين في تاريخ إسبانيا، بهدف للأتليتي قبل 6 دقائق من نهاية الوقت الإضافي الثاني، ما يعني اقتراب الفريق أكثر من أي وقت مضى من اللقب.
ولكن هانز جورج شوارزنبك عادل النتيجة للعملاق البافاري في الدقيقة الأخيرة من الوقت الإضافي، ليجر المباراة للإعادة، كما كانت تقضي اللوائح وقتها.
وأعيدت المباراة بعد 3 أيام في نفس الملعب، ولكن بايرن ميونخ حسمها برباعية دون رد وقع عليها أولي هونيس، رئيس النادي فيما بعد، بهدفين الأول والرابع "ق 28 و82"، وجيرد مولر، هداف النادي التاريخي، بالهدفين الثاني والثالث "ق 56 و69".
ريال مدريد في الـ93
عام 2014 تأهل أتلتيكو مدريد للنهائي لأول مرة منذ 40 عاماً آنذاك والمرة الأولى بنظام دوري الأبطال، وضد الغريم المحلي ريال مدريد في أول ديربي بمباراة نهائية للشامبيونز ليج عبر التاريخ، وهو أمر لم يتكرر فيما بعد، إلا بين نفس الفريقين في 2016.
أقيمت المباراة على ملعب النور في لشبونة يوم 24 مايو، وتقدم الأوروغواياني دييجو جودين بهدف للأتلتي بعد 36 دقيقة مانحاً زملاءهم التقدم حتى الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع.
ولم يتوقع أحد أن ريال مدريد سينجح في تعديل النتيجة بعد إهدار كل الفرص على مدار 90 دقيقة، ولكن سيرخيو راموس نجح برأسية أن يسجل هدف التعديل القاتل "ق93" ويكرر نفس السيناريو الحزين للروخيبلانكوس الذي أجبر مجدداً على الصيام عن مجد دوري الأبطال في الدقائق القاتلة.
ويبدو أن الرباعيات باتت مكتوبة على فريق العاصمة الإسبانية في النهائي القاري، فتلقى 3 أهداف في الوقت الإضافي الثاني أكملت الرباعية عبر جاريث بيل ومارسيلو وكريستيانو رونالدو "ق 110 و118 و120"، والأخير جاء في نفس الدقيقة التي تسببت في خسارتهم نهائي 1974.
الخسارة بركلات الترجيح
يوم 28 مايو/أيار 2016 خسر أتلتيكو مدريد من جديد نهائي دوري الأبطال وضد الريال أيضاً على ملعب سان سيرو في ميلانو الإيطالية ولكن اختلفت الطريقة هذه المرة.
واختلف السيناريو كذلك فسجل راموس للريال ولكن بعد ربع ساعة فقط، وتعادل أتلتيكو قبل 11 دقيقة من النهاية عبر يانيك كاراسكو.
ولأن أتلتيكو لا يخسر نهائيات الأبطال بشكل تقليدي في الأوقات الأصلية امتدت المباراة لوقت إضافي ثم ركلات ترجيح، ولكن صيام "الأبيض والأحمر" عن المجد الأوروبي لم يتوقف، فسجل جميع لاعبي الفريقين الركلات باستثناء خوانفران ظهير الفريق في الركلة الرابعة، ليتوج الميرينغي بطلاً آنذاك للمرة 11 في تاريخه.