التكفير والجاسوسية.. اتهامات تلاحق نساء تزوجن "دواعش" قسرا

فتاة السورية تقول إنها تزوجت عندما كان عمرها 12 عاما، وأتى بي زوجها وقتها إلى الرقة، وكان يضربها ويقول إنها "مرتدة لأنها حاولت الهرب".
رغم انضمام آلاف النساء، وخصوصا أجنبيات تدفقن من أوروبا وشمال أفريقيا، طواعية إلى تنظيم "داعش الإرهابي" اقتناعا بتفسيره المتطرف وتزوجن من أعضاء بالتنظيم إلا أن بعض زوجات عناصر التنظيم المتطرف أرغموا على الزواج من "الدواعش" في سن صغيرة تحت ضغوط الأسرة ويُقمن حاليا في مخيمات فررن إليها في شرق سوريا تخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة والتي طردت التنظيم من آخر أرض كانت تحت سيطرته.
وتخشى هؤلاء النسوة، اللاتي تنظر إليهن القوات التي يقودها الأكراد على أنهن مشتبه بهن بينما تعانين الاضطهاد على يد النساء المحتجزات معهن، من أن مصيرهن البقاء رهن الاحتجاز لفترات طويلة أو التعرض للقتل على يد المتشددات من أنصار التنظيم المتطرف المحتجزات معهن.
وتكافح قوات سوريا الديمقراطية للتعامل مع أعداد المشتبه بأنهم من المتطرفين والمؤيدين للتنظيم القابعين في مراكز الاحتجاز والمخيمات مع رفض بعض الدول الغربية السماح بعودة مواطنيها.
وتتجول معظم السوريات والعراقيات في مخيم الهول بشكل منفصل عن الأجنبيات اللائي يخضعن لحراسة قوات سوريا الديمقراطية. وتستخدم كثير من الأجنبيات مصطلحات شائعة بين المتطرفين للحط من شأن غير الملتزمات بالفكر الإسلامي المتطرف وتحملن أعداء التنظيم المتطرف فقط مسؤولية محنتهن.
ومن بين تلك النسوة الرافضات للتنظيم الإرهابي روان عبود التي حاولت الفرار من التنظيم بعد مقتل زوجها الأول، العضو بالتنظيم والذي كان يسيء معاملتها، لكنها سُجنت وأجبرت على الزواج من مقاتل آخر، وعندما توفي الثاني، تمكنت أخيرا من الهرب، وهي الآن محتجزة مع أنصار للتنظيم الإرهابي الذي كانت تنشد الهرب منه منذ أن كان عمرها 13 عاما.
وقالت الفتاة السورية، 18 عاما: "تزوجت عندما كان عمري 12 عاما، وأتى بي زوجي وقتها إلى الرقة، كان يضربني ويقول إنني مرتدة لأنني حاولت الهرب".
وكانت روان أمضت 3 أشهر في مخيم الهول إلى جانب أكثر من 60 ألف شخص فروا من المعركة في الباغوز، آخر جيب مأهول بالسكان كان التنظيم الإرهابي يسيطر عليه قبل هزيمته هناك.
وحاولت روان الفرار من الأراضي الخاضعة للتنظيم الإرهابي، وسُجنت في الرقة معقل التنظيم في ذلك الحين.
وعندما بدأ التحالف بقيادة الولايات المتحدة قصف المدينة، قُتلت طفلتها الرضيعة، ونقلها الدواعش مع نساء أخريات من بلدة إلى أخرى مع تقهقرهم، وزوجوها لمقاتل آخر، قُتل أيضا قبل عدة أشهر، وفرت روان بعد ذلك مع ابنتها الأخرى البالغة من العمر الآن 4 سنوات، وتواجهان الآن مستقبلا غامضا.
وقالت روان: "أريد أن أذهب إلى عائلتي في إدلب، لكن الآن يكفي أن أنتقل إلى جزء آخر من المخيم بعيدا عن الأجنبيات، مكان أتمكن فيه من استخدام هاتف".
وأوضحت أن قوات الأمن التي تحرس مخيم الهول رفضت طلباتها للانتقال إلى مكان آخر، مضيفة "يقولون دوما غدا، ويسألونني لماذا تزوجت من داعشي".
وذكرت: "لأنني هربت وبسبب هيئة ملابسي، تصفني النساء الأخريات بأني كافرة. يرشقونني بالحجارة. وعندما أقف في صف للحصول على الماء يقلن إن الصف ليس للسوريات".
وبالمثل، شكت أمل سوسي، وهي لبنانية بنفس القسم في المخيم، من معاملة مشابهة، وتخشى من أنها قد لا تتمكن من العودة لديارها أبدا.
وكانت أمل، 20 عاما، قد استسلمت مع طفليها لقوات سوريا الديمقراطية في عام 2017 بعد مقتل زوجها في الرقة، وقالت إنها أعيدت إلى أراضي "داعش" بعد شهور في تبادل للسجناء، وقالت "كان ذلك عودة إلى نقطة الصفر"، وكان زوجها قد أخذها وهي مراهقة إلى سوريا للعيش معه.
وتنتظر أمل أيضا نقلها إلى قسم آخر في المخيم، وقالت "ينبغي لمن أتت مجبرة منا أن يسمح لها بالمغادرة. يصفنا أنصار التنظيم بأننا خنازير وكفار، يقولون إننا جواسيس للأكراد، ويعتدون علينا".
وقالت أمل: "لم نتخلص من داعش. لقد نقلوه أساسا إلى هنا، هذا ما يؤمنون به، يقولون إنهم سيقومون ببنائها هنا مجددا، المخيم تحت سيطرتهم".