مقترح «صادم» من وزير بريطاني سابق بشأن «جزيرة القرم»

مقترح صادم من وزير الدفاع البريطاني السابق بن والاس بشأن «جزيرة القرم» أشعل موجة من الجدل وألقى بظلاله على مستقبل المواجهة الغربية مع روسيا.
وخلال مشاركته في منتدى وارسو للأمن، دعا بن والاس إلى تصعيد نوعي في الهجمات الأوكرانية على شبه جزيرة القرم، بهدف شلّ الحياة المدنية وتعطيل البنية التحتية الحيوية فيها.
وشدد والاس، أحد أبرز الشخصيات المؤثرة في دوائر الدفاع البريطانية، على ضرورة تزويد الدول الغربية أوكرانيا بالقدرات العسكرية البعيدة المدى الكفيلة بجعل القرم "غير قابلة للحياة"، وفقا لمجلة مليتري ووتش.
وقال صراحة: «علينا أن نشل الحياة في القرم. فإذا أصبحت غير صالحة للسكن أو غير قادرة على العمل، فسيُدرك بوتين فجأة أن لديه ما يخسره".
وركز والاس على جسر مضيق كيرتش الذي يربط القرم بالبرّ الروسي في منطقة كراسنودار، واصفاً استهدافه كأولوية قصوى.
ويُعد الجسر، الذي بلغت كلفته نحو 3.6 مليار دولار، شرياناً استراتيجياً لروسيا، وقد تعرض لأضرار طفيفة في هجمات عامي 2022 و2023، فيما أحبطت محاولات عدة لاستهدافه لاحقاً.
ومنذ ضمّها إلى روسيا عام 2014، تحولت القرم إلى محور للصراع بين موسكو وكييف. وخلال الأعوام الأخيرة، تكثفت الضربات الأوكرانية على المنطقة، شملت منشآت عسكرية وبنى تحتية وحتى شواطئ سياحية.
ورغم نجاح الدفاعات الروسية في اعتراض معظم الهجمات، تمكنت بعضها من إلحاق خسائر بارزة، من بينها هجوم في مايو/أيار 2024 بصواريخ أمريكية الصنع من طراز أتاكمز دمّر طائرتين من طراز ميغ-31، وآخر في يونيو/حزيران 2025 دمّر عدداً من المروحيات الهجومية بينها مي-28 في قاعدة كيروفسكي الجوية.
ورغم استمرار المقاومة الأوكرانية، تواجه كييف ضغوطاً هائلة مع خسائر بشرية جسيمة على الجبهات واحتمال انهيار اقتصادي وعسكري في الداخل.
هذا الواقع دفع مراقبين إلى توقع أن تلجأ الدول الغربية لدعم هجمات أكبر على البنية التحتية الروسية، أملا في دفع موسكو إلى تجميد العمليات القتالية، ومنح الجيش الأوكراني فرصة لإعادة تنظيم صفوفه.
بالمقابل، عززت روسيا تحصين القرم منذ منتصف العقد الماضي، خصوصاً ضد الهجمات الجوية، عبر نشر منظومات دفاعية متقدمة بينها إس-500 بروميتي. وخلال الأشهر الـ18 الأخيرة، جرى رفع مستوى الدفاعات بشكل لافت، مع تركيز عسكري غير مسبوق على حماية شبه الجزيرة التي تراها موسكو موقعاً استراتيجياً لا يمكن التفريط به.
وفي هذا السياق، صرّح المتحدث باسم البحرية الأوكرانية ديمترو بليتنشوك قائلاً: "لقد وضع الروس كل ما لديهم في القرم. هذه المنطقة بالنسبة لهم خط أحمر وسيتمسكون بها حتى النهاية".
وبينما لا تبدو العواصم الغربية متفائلة بإمكانية "تحرير" القرم أو استعادتها فعلياً إلى السيادة الأوكرانية، فإن الاستراتيجية البديلة تتمثل في إيقاع أكبر قدر من الخسائر وتعطيل الحياة على الجزيرة.
لكن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية يرى أن تحويل القرم إلى منطقة "غير صالحة للسكن" قد يرفع منسوب المخاطر المرتبطة بالتصعيد الأفقي والرأسي للصراع.
واستهداف بنية تحتية روسية حسّاسة أو مواقع استراتيجية بشكل منهجي يمكن أن يدفع الكرملين إلى تصعيد ردوده العسكرية، بما في ذلك تكثيف الضربات داخل أوكرانيا أو توسيع نطاقها، وزيادة لغة التهديد النووي كأداة للردع.
وتشير التحليلات الأمنية إلى أن مثل هذه السيناريوهات تنطوي على مخاطر حقيقية لتصعيد يصعب ضبطه ما لم تُرافقها قنوات اتصال واضحة وإجراءات إدارة أزمات دولية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTYg جزيرة ام اند امز