أستراليا تلاحق «هتلر».. لماذا تعيد فتح ملف النازية؟
تعتزم الحكومة الأسترالية تعديل قوانين مكافحة الإرهاب، لحظر عرض وظهور التحية النازية المرتبطة بنظام أدولف هتلر، في المجال العام.
إذ أعلن المدعي العام في أستراليا مارك دريفوس، اليوم الثلاثاء، أن الحكومة الأسترالية سوف تقر قوانين لحظر عرض التحية النازية على الملأ.
- ألمانيا تكسر وعاء "أفكار هتلر".. ما هي "آرت غيماين شافت"؟
- ماذا كان يخطط هتلر لأمريكا لو فاز بالحرب العالمية الثانية؟
ومن شأن التعديلات الجديدة، التي سيتم طرحها، الأربعاء، جعل التحية النازية جريمة جنائية وفقا لقانون الكومنولث.
وقال دريفوس في بيان على الموقع الإلكتروني للمدعي العام إن التعديلات سوف "تظهر بوضوح أنه لا مكان في أستراليا لتمجيد الكراهية".
وأضاف البيان" التعديلات سوف تضمن عدم السماح لأي شخص بتمجيد أعمال ورموز تحتفي بالنازية وأيديولوجيتها الشريرة ، والتربح منها".
وأوضح البيان" لا يوجد مكان مطلقا في أستراليا للكراهية والعنف ومعاداة السامية".
وجاء في البيان "مسودة تعديل تشريع مكافحة الإرهاب ( الذي يحظر رموز الكراهية وإجراءات أخرى) ترسل رسالة واضحة بأنه لا مكان في أستراليا للأعمال والرموز التي تمجد فظائع الهولوكوست والأعمال الإرهابية".
وهذا ليس أول تحرك ضد الرموز النازية، إذ تحركت الحكومة الأسترالية في يونيو/حزيران الماضي لحظر عرض وبيع الرموز النازية.
لماذا هذه الإجراءات؟
في مارس/آذار الماضي، بدأت مجموعة من النازيين الجدد في ملبورن، في الخروج للحياة العامة، من أجل تجنيد المزيد من الأعضاء من جميع أنحاء أستراليا.
حدث ذلك في إطار تجمع مناهض للهجرة، ثم في إطار تجمع مناهض لحقوق المتحولين جنسياً، حيث ارتدى المشاركون جميعًا ملابس سوداء وأدوا التحية النازية بفخر.
وكانت هذه الفعاليات أحدث مثال على صعود الجماعات اليمينية المتطرفة بعد أن أصدر الأمن الأسترالي تحذيرًا في فبراير/شباط بأن النازيين الجدد ظهروا كواحد من أخطر التهديدات الأمنية الوطنية على مدار عام 2022.
وقال رئيس جهاز استخبارات الأمن الأسترالي، ميك بورغيس، في فبراير/شباط الماضي، إن "خلايا صغيرة من اليمين المتطرف، يتورطون في أنشطة مهددة للأمن تشمل تلك التجسسية، أكثر من أي وقت مضى.
وتوصل بحث أجرته مبادرة "معالجة الكراهية" الأسترالية، أن واحدًا من كل أربعة أستراليين تعرض للتمييز بسبب عرقه وإثنيته أو جنسه أو إعاقته أو دينه في الأشهر الـ١٢ الماضية.
فيما نقلت صحيفة التايم الأمريكية عن مراقبين، أن الانتعاش الحالي للنشاط اليميني المتطرف في أستراليا يمكن إرجاعه إلى عام 2015 ويتزامن مع الحملة الرئاسية لدونالد ترامب، الذي خاض الحملة على منصة شجعت القوميين البيض في كل مكان.
ووفقًا لجوش روس، عالم الاجتماع السياسي الذي يدرس التطرف في جامعة ديكن في ملبورن، استلهمت الجماعات اليمينية المتطرفة في أستراليا من أيديولوجيات مماثلة اكتسبت زخمًا في الولايات المتحدة خلال هذا الوقت.
aXA6IDMuMTQ3Ljc2LjE4MyA= جزيرة ام اند امز