صحيفة نمساوية: فيينا باتت مركزا عالميا لحركات اليمين المتطرف
صحيفة كورير النمساوية ذكرت في تقرير أن فرع حركة الهوية اليمينية المتطرفة في البلاد، أصبح محركا أساسيا لفروعها في معظم الدول الأوروبية.
قالت صحيفة نمساوية، الخميس، إن فيينا باتت مركزا عالميا لحركات اليمين المتطرف وعلى رأسها حركة الهوية التي تلقت تبرعات من منفذ هجوم نيوزيلندا الإرهابي.
- النمسا: القبض على خلية داعشية نفذت هجمات "فاشلة" بألمانيا
- النمسا: منفذ هجوم نيوزيلندا الإرهابي على علاقة بـ"جيش الظل" المتطرف
وأوضحت صحيفة كورير النمساوية في تقرير نشر على موقعها، أن فرع حركة الهوية اليمينية المتطرفة في البلاد أصبح محركا أساسيا لفروعها في معظم الدول الأوروبية.
يأتي ذلك في وقت تدرس فيه الحكومة النمساوية حل الحركة على خلفية تلقي مؤسسها والمتحدث باسمها، مارتن سيلنر، تبرعات من منفذ هجوم نيوزيلندا الإرهابي الأسترالي برينتون تارانت.
وذكر التقرير أن "التبرعات التي تلقاها سيلنر من منفذ الهجوم الإرهابي في نيوزيلندا، ليست صدفة على الإطلاق وإنما تكشف عن علاقته بالحركة اليمينية".
ونقلت عن نتاشا شتروبل، الخبيرة في شؤون اليمين المتطرف وأستاذة العلوم السياسية قولها: "ستلنر هو الرمز المركزي والأقوى لحركات الهوية في أوروبا والعالم".
وأوضحت أن حركة الهوية بدأت في فرنسا عام ٢٠١٢، وفي العام نفسه أسس سيلنر فرعها في النمسا، ومشيرة إلى أنها ليست منظمة يمينية متطرفة فقط، لكنها أيضا حركة فاشية وبعض رموزها كانوا أعضاء في جماعات النازيين الجدد".
وتابعت: "إذا قررت النمسا حظر الحركة، فإن هذه الخطوة ستضرب باقي فروعها في كل الدول".
ومضت قائلة: "قرارات الحركة تصنع في النمسا، ونشطاؤها في فيينا هم القوة المحركة الأساسية لها على مستوى العالم".
بدوره، قال سيلنر في تصريحات للصحيفة ذاتها: إن قرار الحكومة دراسة حظر الحركة هو "تحرك رمزي"، مشيرا إلى "أنه ما زال حرا ولم يجر اعتقاله".
وأضاف أنه "نجا في ٢٠١٨ من محاكمة بتهمة تأسيس حركة إجرامية، بعد أن برأته محكمة في مدينة جراتس و١٧ عضوا في حركته من هذه التهمة بعد تحقيقات دامت ٤ سنوات".
ووفق الصحيفة ذاتها، فإن أتباع حركة الهوية في النمسا الذين تقدرهم السلطات بـ٣٠٠ شخص، فيما يقول مؤسس الحركة إنهم بالآلاف، اعتادوا مشاهدة مقاطع فيديو لخطابات سيلنر الحركة في الحانات وحضور معسكر صيفي في فرنسا.
من جانبه، قال الخبير في شؤون الجماعات اليمينية المتطرفة، بيرنارد فايدنجر، للصحيفة النمساوية: "نجحت حركة الهوية في تحديث خطاب اليمين المتطرف".
وأوضح "أنها استبدلت المصطلحات التقليدية مثل طرد المهاجرين، بأخرى تبدو أكثر إيجابية وجذبا مثل الهجرة العكسية "هجرة المهاجرين لبلدانهم الأصلية"، ومصطلح الحرب على الأجانب، بمصطلح الدفاع عن الهوية الأوروبية".
وتابع: "هذا التغيير في المصطلحات جعل الحركة أكثر جذبا للأتباع على عكس النازيين الجدد الذين يخاطبون فئة محدودة جدا".
وأضاف الخبير في شؤون جماعات اليمين المتطرف: "فرع حركة الهوية في النمسا أكبر من فرعها في ألمانيا".
وفي عام 2017، ذكرت الصحيفة أن السلطات النمساوية سجلت ١٥٧٦ جريمة دوافعها يمينية متطرفة في البلاد، استهدف معظمها مهاجرين.
ووفق نتاشا شتروبل، فإن أعضاء حركة الهوية تتراوح أعمارهم بين ١٥ و٣٥ عاما، ويتجه بعضهم للانضمام لأحزاب سياسية مثل حزب البديل لأجل ألمانيا، ثالث أكبر كتلة في البوندستاج، وحزب الحرية، ثالث أكبر كتلة في برلمان النمسا وعضو الائتلاف الحاكم.
ويصنف الحزبان على أنهما يمين متطرف، رغم أنهما يصفان أنفسهما بـ"الشعبويين".
وتابعت: "هذا يفسر التحرك السريع والصارم للحكومة النمساوية بعد ثبوت تلقي الهوية تبرعات من إرهابي نيوزيلندا؛ فنائب المستشار ورئيس حزب الحرية، كريستيان شتراخه، متهم وحزبه بالارتباط بحركة الهوية".
وأضاف: "في اعتقادي، تلقي تبرعات لن يكون اتهاما كافيا لحل الحركة قانونا، بل لابد من إثبات تورطها في عنف أو اشتراكها في شبكات إرهابية".
واستطردت قائلة: "انتهاء دراسة وزارة الداخلية لملف الهوية إلى أن التبرعات ليست كافية لحظرها، يمكن أن يقودها في النهاية لاستغلال ذلك وإظهار نفسها في وضع الضحية لجذب المزيد من الأتباع".
وفي وقت سابق، الخميس، أعلن وزير الداخلية النمساوي هيربرت كيكل أن مارتن سيلنر تلقى بالفعل تبرعات من الإرهابي الأسترالي منفذ هجوم نيوزيلندا، بقيمة 1500 يورو على مرتين، أولهما في مطلع 2018، والأخرى مطلع العام الجاري.
وعلى خلفية هذه التبرعات، قررت الحكومة النمساوية، الأربعاء، دراسة حل حركة الهوية "إذا سمح القانون بذلك".
وتصنف السلطات النمساوية، حركة الهوية، بأنها "يمينية متطرفة"، ويوجد لها فروع في دول أوروبية أخرى أبرزها ألمانيا وإيطاليا.
وتعتبر الحركة اليمينية المتطرفة المهاجرين تهديدا ثقافيا وتطالب بثقافة أوروبية منغلقة، كما تحرض ضد المسلمين بشكل خاص.
ورغم أن حركة الهوية استقت مبادئها الأولى من أفكار المفكر الفرنسي آلان دو بينويست، التي تعادي كل التغييرات التقدمية التي حدثت في أوروبا خلال العشرين عاما الماضية، وترفض وجود المهاجرين، فإن برنامجها الحالي أعده الناشط النمساوي ماركوس فيلينجر.
aXA6IDUyLjE1LjE3MC4xOTYg جزيرة ام اند امز