النمسا: منفذ هجوم نيوزيلندا الإرهابي على علاقة بـ"جيش الظل" المتطرف
وزير داخلية النمسا كشف معلومات عن علاقة الإرهابي الأسترالي برينتون تارانت بنمساويين وحركة "جيش الظل" اليمينية المتطرفة.
كشف وزير الداخلية النمساوي هيربرت كيكل، الخميس، معلومات عن علاقة منفذ هجوم نيوزيلندا الإرهابي الأسترالي برينتون تارانت بـ3 نمساويين سافروا معا لكوريا الشمالية عام 2014، وحركة "جيش الظل" اليمينية المتطرفة.
- النمسا تدرس حل حركة يمينية تلقت تبرعات من إرهابي نيوزيلندا
- مجزرة نيوزيلندا.. العالم يصطف لرفض "الإرهاب" ونشر "التسامح"
وفي خطاب أمام البرلمان حول علاقة الإرهابي الأسترالي برينتون تارانت البالغ من العمر 28 عاما بالنمسا، قال كيكل: "ليس هناك أسوأ من المخاوف المنتشرة من تكرار هجمات مثل تلك التي حدثت في نيوزيلندا".
وفي 15 مارس/آذار نفذ تارانت هجوما على مسجدين في مدينة كرايستشيرش النيوزيلندية، ما أدى إلى مقتل 50 شخصا وإصابة 39 بجروح خطيرة.
وتابع كيكل: "في هذه الفترة، الشفافية والوضوح مهمان لأقصى حد"، مضيفا: "إنه هنا (في البرلمان) لتقديم لمحة عن نتائج التحقيقات حول ارتباط منفذ هجوم نيوزيلندا بالنمسا".
كان الإرهابي الأسترالي قال في بيانه الذي نشره قبل تنفيذه الهجوم، والمعنون بـ"البديل العظيم"، إن النمسا هي واحدة من البلدان التي يمكن أن تبدأ فيها ما سماه "الانتفاضة" ضد المهاجرين، ما يثير مخاوف من تكرار الهجوم الدامي في الأراضي النمساوية.
وقال كيكل أمام البرلمان إن الإرهابي "زار كوريا الشمالية في 2014 برفقة مجموعة تضم 3 نمساويين"، مضيفا: "نجري الآن تحقيقات حول خلفيات هذه الرحلة، ونفحص الاتصالات بين الإرهابي الأسترالي والنمساويين الثلاثة".
وتابع: "لقد سافر منفذ الهجوم بحرية لأوروبا وآسيا أكثر من مرة، ما يعني أنه لم يكن مصنفا كخطر من قبل السلطات النيوزيلندية".
وأردف: "حتى جنونه، لم يكن مشتبها به"، موضحا: "لقد قضى أسبوعا في النمسا أواخر العام الماضي، حيث وصل فيينا قادما من عاصمة المجر بودابست يوم 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي".
واستطرد قائلا: "استأجر الرجل سيارة من فيينا وقادها لمسافة 2000 كيلومتر، وزار مدن سالزبورج (غرب)، وانسبروك جنوب البلاد، قبل أن يغادر مطار فيينا في 4 ديسمبر/كانون الأول الماضي متجها لتالين في إستونيا".
وواصل حديثه: "يعتقد المحققون أنه زار إقليم بافاريا، جنوب ألمانيا، خلال أيضا الفترة بين 27 نوفمبر/تشرين الثاني و4 ديسمبر/كانون الأول".
ويفصل بين سالزبورج وميونيخ عاصمة إقليم بافاريا، 145 كيلومترا فقط، يمكن قطعها في ساعة ونصف الساعة على الطريق السريع.
وذكر كيكل: "لقد أصبت بصدمة عنيفة وقلق بالغ بعد هجوم نيوزيلندا الإرهابي المرعب"، مضيفا: "كانت مهمة السلطات النمساوية في أعقابه هي كشف خلفيات الهجوم والتحقيق في كل الأدلة والآثار للوصول إلى أي شبكات محتملة".
وأضاف أن "هناك أيضا علاقة، على الأقل فيما يتعلق بالمحتوى والأيديولوجية، بين الإرهابي الأسترالي وما يعرف بجيش الظل، وهي حركة يمينية متطرفة، أسسها جنود حاليون وسابقون بالجيش الألماني".
ووفق وزير الداخلية، فإن مجموعة "جيش الظل" تتواصل فيما بينها إلكترونيا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأفادت تحقيقات سابقة بأن المجموعة "تخطط لسلسلة من الهجمات وتدمير النظام".
وأوضح: "في ألمانيا، وضعت المجموعة قائمة من الشخصيات غير المرغوبة والسياسيين التي تريد تصفيتها"، مشيرا إلى أنه لا يوجد ارتباط بين الحركة والنمسا في الوقت الحالي.
تأتي تصريحات وزير الداخلية النمساوي، رغم تأكيد وسائل إعلام عدة في النمسا، نقلا عن مصادر وتقارير استخباراتية، خلال الفترة الماضية، أن هناك نمساويين ينشطون في جيش الظل.
وحول التحقيقات مع مؤسس حركة الهوية اليمينية المتطرفة في النمسا، مارتن سيلنر، قال كيكل إن "السلطات فتشت منزل الشاب البالغ من العمر 30 عاما، لأنه تلقى تبرعات تقدر إجمالا بـ1500 يورو من منفذ هجوم نيوزيلندا".
ومنذ الإثنين الماضي، تحقق السلطات في ارتباط سيلنر بمنفذ هجوم نيوزيلندا، فيما أقر الأول بتلقيه تبرعا من الإرهابي مرتين آخرهما مطلع العام الجاري، وأنه شكره عبر البريد الإلكتروني.
وأمس الأربعاء، أعلن مستشار النمسا سبستيان كورتس أن الحكومة تدرس حل حركة الهوية على خلفية تلقي مؤسسها والمتحدث باسمها سيلنر تبرعات من منفذ هجوم نيوزيلندا، "إذا سمح القانون بذلك".
وأضاف المستشار النمساوي أن وزارة الداخلية هي التي تتحمل مسؤولية دراسة إمكانية حل الحركة المصنفة في النمسا كـ"حركة يمينية متطرفة"، وتعادي المهاجرين والمسلمين بشكل خاص.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، كشفت وسائل إعلام ألمانية عن تحقيقات تقوم بها وزارة الدفاع في وجود تنظيم سري يضم جنودا حاليين وسابقين في القوات الخاصة الألمانية تحت اسم "جيش الظل" الذي يقوده ضابط كبير في القوات الخاصة اسمه الحركي "هانيبال".
ونقلت وسائل الإعلام عن مصادر أن هذه التنظيم ينشط سرا، ويتواصل أعضاؤه عبر برامج الدردشة الإلكترونية المشفرة، ويتبنى توجهات يمينية متطرفة.
ووفق المصادر ذاتها، أعدت الحركة قائمة بشخصيات عامة وسياسيين لتصفيتها، وتخزن الأسلحة استعدادا للحظة انهيار النظام التي تسميها "ساعة الصفر".
aXA6IDE4LjExOC4xMTkuMTI5IA==
جزيرة ام اند امز