النمسا: منفذ مجزرة نيوزيلندا تبرع لحركة معادية للمهاجرين
سيلنر قدم معلومات متضاربة عن التبرعات التي تلقاها من الإرهابي منفذ مجزرة نيوزيلندا نهاية العام الماضي ومطلع العام الجاري.
كثفت السلطات النمساوية تحقيقاتها لكشف العلاقة بين حركة الهوية اليمينية المتطرفة المعادية للمهاجرين، ومنفذ هجوم مدينة كرايستشيرش النيوزيلندية، حيث داهمت منزل المتحدث باسم الحركة، مارتن سيلنر، في فيينا.
- مجزرة نيوزيلندا.. العالم يصطف لرفض "الإرهاب" ونشر "التسامح"
- رعب وصراخ ونافذة للهروب.. الناجون من مجزرة نيوزيلندا يتحدثون
ورصدت الشرطة النمساوية تلقي الأخير تبرعات من منفذ العمل الإرهابي تقدر بـ1500 يورو، في وقت طالب فيه المستشار سبستيان كورتس بكشف طبيعة العلاقة بين الطرفين.
يأتي ذلك قبل خطاب مهم من المقرر أن يلقيه وزير الداخلية هيربرت كيكل، أمام البرلمان، الخميس المقبل، حول العلاقة بين الإرهابي منفذ هجوم نيوزيلندا، والأوساط اليمينية المتطرفة في النمسا.
وقال كريستوف بولتسيل، المتحدث باسم وزارة الداخلية النمساوية، في تصريح صحفي، الثلاثاء، إن الشرطة وهيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية"، "داهمت منزل المتحدث باسم حركة الهوية في فيينا".
وأضاف أن التحرك جاء بناء على أمر من الادعاء العام في مدينة جراتس الذي يقود تحقيقا في عضوية سيلنر في منظمة إرهابية وتلقيه تبرعات من منفذ الهجوم الإرهابي في نيوزيلندا.
فيما رفض مكتب الادعاء العام في جراتس إصدار أي بيانات عن الواقعة معللا ذلك بأن ذلك يخدم مسار التحقيقات، حسب صحيفة كورير النمساوية الخاصة.
بدوره، نشر سيلنر مقطع فيديو مصورا على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، يقر فيه بتعرض منزله للتفتيش من قبل عناصر الشرطة وهيئة حماية الدستور.
وقال سيلنر إن سبب تفتيش منزله هو تلقيه تبرعات من منفذ هجوم نيوزيلندا، مضيفا أنه شكر الرجل الأسترالي البالغ من العمر ٢٨ عاما على هذه الأموال، عبر البريد الإلكتروني.
وأضاف: "كل من سيدعمني سأقوم بتوجيه الشكر له".
وقدم سيلنر معلومات متضاربة عن التبرعات التي تلقاها، حيث قال، في بداية مقطع الفيديو الذي بلغت مدته ١٥ دقيقة، إنه تلقى أموالا من الإرهابي في مطلع عام ٢٠١٨، لكنه عاد لاحقا وأقر بتلقيه أيضا تبرعا منه في بداية العام الجاري.
وذكر سيلنر أنه "ليست لديه علاقة بالهجوم الذي استهدف مسجدين وأوقع أكثر من 50 قتيلا و50 مصابا".
لكنه قال إن الشرطة "صادرت حاسوبه الشخصي وناقلات بيانات "فلاش ميموري"، وكروت الائتمان الخاصة به على خلفية التحقيق في انتمائه لتنظيم إرهابي".
وحول تبرع الإرهابي بالأموال له، قدم سيلنر تفسيرا غريبا، حيث قال إن الإرهابي "أراد توريطه وحركة الهوية في المجزرة التي قام بها"، مضيفا "لم ألتقه، والأموال التي أرسلها تبرعت بها لمؤسسة خيرية ولا تتناسب مع المشكلة التي أوقعني فيها".
ونقلت صحيفة "كورير" عن مصادر أمنية لم تسمها قولها إن "سيلنر تلقى إجمالا من الإرهابي نحو ١٥٠٠ يورو على مرتين؛ إحداهما في مطلع ٢٠١٨، والأخرى مطلع العام الجاري".
بدوره، طالب المستشار كورتس في تصريحات نقلتها الصحيفة ذاتها، سلطات الأمن بـ"الكشف عن الروابط بين حركة الهوية ومنفذ هجوم نيوزيلندا"، كما دعا الأمن والقضاء إلى "التوصل لكل عناصر هذه الشبكة".
كانت الداخلية النمساوية أعلنت، الأسبوع الماضي، أن منفذ هجوم نيوزيلندا زار النمسا قبل تنفيذه العمل الإرهابي.
ولم تعلن الوزارة المدة التي قضاها الإرهابي الأسترالي في النمسا، لكن تقارير إعلامية قالت إنه وصل فيينا في ٢٦ نوفمبر/تشرين الثاني ٢٠١٨، وزار أيضا مدينة سالزبورج "غرب"، وانسبروك "جنوب".
وتصنف السلطات النمساوية حركة الهوية بأنها "يمينية متطرفة"، وحركة الهوية في النمسا هي جزء من شبكة بالاسم نفسه، يوجد فروع لها في دول أوروبية أخرى أبرزها ألمانيا، وتعتبر المهاجرين تهديدا ثقافيا وتطالب بثقافة أوروبية منغلقة كما تحرض ضد المسلمين بشكل خاص.
والإثنين طالبت المعارضة النمساوية بقيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، ثاني أكبر أحزاب البلاد، بعقد جلسة لمجلس الأمن القومي، وهو هيئة استشارية للحكومة يمثل فيها جميع الأحزاب والمؤسسات الحكومية، لمناقشة علاقة اليمين المتطرف النمساوي بالهجوم على المسجدين في نيوزيلندا.
وكان الإرهابي الأسترالي نفذ هجوما قبل أسبوعين، حيث أطلق النار بشكل عشوائي على المصلين في مسجدين في مدينة كرايستشيرش، ما أدى لمقتل أكثر من ٥٠ شخصا وإصابة مثلهم.
ونشر الإرهابي تبريرا لهجومه قبل تنفيذه، على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، تضمن إشارة إلى حركة "لم يسمها" في النمسا ضد المهاجرين.
aXA6IDMuMTMzLjEyOS44IA== جزيرة ام اند امز