مجزرة نيوزيلندا.. العالم يصطف لرفض "الإرهاب" ونشر "التسامح"
مجزرة إرهابية نفذها بيرنتون تارانت تحت أيديولوجية اليمين المتطرف وسياسة معاداة المهاجرين، في حادث أدمى قلوب الملايين حول العالم.
بقدر ما فجعت مجزرة نيوزيلندا العالم، بقدر ما أظهرت اصطفافه ضد الإرهاب، من مختلف الأديان والفئات رسميا وشعبيا.
وشهدت نيوزيلندا، الجمعة الماضي، هجوما إرهابيا استهدف مسجدين بمدينة "كرايستشيرتش" أثناء الصلاة، ما أسفر عن مقتل 50 شخصا وإصابة 50 آخرين.
مجزرة إرهابية نفذها أسترالي يدعى "بيرنتون هاريسون تارانت" تحت أيديولوجية اليمين المتطرف وسياسة معاداة المهاجرين، في حادث أدمى قلوب الملايين حول العالم، وجمع الصفوف نحو هدف واحد وهو نبذ العنف والكراهية ونشر ثقافة التسامح.
100 حاخام أرثوذكسي
الحادث الإرهابي، الذي شهد إدانات من جميع الدول حول العالم، شهد أيضا تضامنا من نوع خاص مع الجاليات المسلمة ورفض مصطلح "الإسلاموفوبيا"، حيث أعلن أكثر من 100 حاخام أرثوذكسي تضامنهم مع الجاليات المسلمة والمسلمين عقب الحادث الإرهابي.
وأكد بيان حاخامات "تورات خاييم" (رابطة حاخامية أرثوذكسية عالمية)، أن الجميع يشعر بالاشمئزاز من العمل الإرهابي المروع الذي تعرض له المسلمون في دور عبادتهم في نيوزيلندا خلال صلاة الجمعة.
وأضاف البيان، أن الجميع يتضامن مع المسلمين، ومع جميع الإنسانيين والأخلاقيين في العالم، مدينين أعمال القتل العنيفة.
وأوضح بيان حاخامات "تورات خاييم" أن الإدانة للعامل الإرهابي ليست عمليات إطلاق النار فحسب، بل الكراهية ضد الإسلام برمتها على جميع جوانبها، وتابعوا "نحن متضامنون مع المسلمين في جميع أنحاء العالم ونسعى لتقديم المساعدة في محاربة الكراهية ضد الإسلام في أوساطنا".
وأشاروا إلى حادث الكنيس اليهودي ببيتسبيرج الذي تعرض لإطلاق نار على يد المتعصبين البيض قبل بضعة أشهر، والذي وجدوا فيه بحسب البيان دعما كاملا من الأئمة المسلمين.
"أصلي من أجل الضحايا"
الحادث الإرهابي أدين أيضا من جانب قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، حيث قال "أصلي من أجل الضحايا والمصابين وعائلاتهم، أنا مقرب من أشقائنا المسلمين، بمجتمعاتهم الدينية والمدنية، وها أنا ذا أجدد الدعوة بأنّ نتحد للصلاة من أجل السلام ولنبذ الكراهية والعنف، دعونا نصلي من أجل أشقائنا المسلمين الذين قُتلوا"،
كما أدان البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة الأرثوذكسية، واعتبر مرتكبي العمليات الإرهابية من ذوي النفوس المريضة بأمراض التعصب والتشدد والكراهية، وكذلك ندَّد مجلس كنائس مصر بالهجوم، مؤكدًا أنّه ليس مسيحيًّا ولا إنسانيًّا.
وأعلنت عدد من كنائس أوروبا إغلاقها تضامنًا مع الضحايا، كما أعلنت كنيسة تي أتاتو المعمدانية في أوكلاند بنيوزيلندا عبر "فيس بوك"، أنّها فتحت أبوابها أمام المسلمين لأنّ المساجد كانت مغلقة، ودعا رئيس أساقفة كانتربري الكنائس لحملة تضامن وجمع تبرعات لضحايا الهجوم.
مظاهرات تضامنية
عقب الحادث احتشد الآلاف في مسيرات واحتجاجات بمختلف دول العالم للتنديد بالمجزرة، حيث تجمع العديد في مسيرات بالعواصم الأوروبية من بينها لندن وهلسنكى وبروكسل وتم وضع الزهور والشموع في حديقة هايد بارك.
ورفع العديد من المحتجين ضد العملية الإرهابية لافتات في حديقة فينسبري بارك في شمال لندن، دونوا عليها: "التضامن مع ضحايا كرايستشيرش.. قل لا للإسلاموفوبيا".
وفي بروكسل، تجمع المئات أمام السفارة النيوزيلندية، حيث صاغوا رسائل قلبية إلى أهالي الضحايا، وأضاءوا الشموع، أما في العاصمة الفنلندية هلسكني فقد تمت إضاءة إحدى قاعات المؤتمرات الشهيرة بالضوء الأزرق.
aXA6IDE4LjExNy45OS4xOTIg جزيرة ام اند امز