بدء انتخابات تشريعية في النمسا وتوقعات بتراجع "اليمين المتطرف"
نوايا التصويت تشير إلى أن نسبة التأييد لزعيم المحافظين سيباستيان كورتز تتراوح بين 33 و35%، أعلى بنقطتين ونصف من انتخابات عام 2017
بدأ الناخبون النمساويون، الأحد، الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية المبكرة، وسط توقعات بتراجع "اليمين المتطرف"، وفوز حزب الشعب بزعامة المستشار السابق، سبستيان كورتس بالأكثرية.
ويحق لـ6.4 مليون ناخب الإدلاء بأصواتهم في مقاطعات البلاد الـ9 لانتخاب 183 عضوا بالمجلس الوطني "البرلمان"، وذلك في انتخابات مبكرة أعقبت فضيحة فساد ضربت الحكومة السابقة.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي على أن تغلق أبوابها في الخامسة مساء.
وتشير نوايا التصويت إلى أن نسبة التأييد لكورتز تتراوح بين 33 و35%، أعلى بنقطتين ونصف من انتخابات عام 2017، مقابل 23% فقط للاشتراكيين الديمقراطيين من الحزب الديمقراطي الاشتراكي النمساوي.
وانهار الائتلاف الذي شكّله كورتز (33 عاما) في خريف 2017 بغية تنفيذ سياسة مناهضة للهجرة مع القوميين في حزب الحرية النمساوي، في مايو/أيار بعد تسريب معلومات عن نائبه وزعيم حزب الحرية عرفت باسم "فضيحة إيبيزا" أو "إيبيزا جيت".
وتأتي الانتخابات اليوم بعد 4 أشهر من تفجير فضيحة فساد طالت نائب المستشار "آنذاك"، ورئيس حزب الحرية السابق، كريستيان شتراخه، وأدت لانهيار الائتلاف الحاكم بين الحرية والشعب، والدعوة للانتخابات المبكرة.
وتفجرت الفضيحة التي تعرف إعلاميا باسم فضيحة "إبيزا" إثر نشر مجلة دير شبيجل وصحيفة زود دويتشه تسايتونغ الألمانيتين مقطع فيديو يظهر فيه نائب المستشار ورئيس حزب الحرية شتراخه مع سيدة روسية تدعي قرابتها لملياردير روسي، وهو يبدي استعداده لمساعدة الملياردير الروسي عن طريق إرساء عطاءات حكومية على شركاته.
ووفق المقطع، فإن اللقاء بين شتراخه والسيدة الروسية حدث في الـ24 من يوليو 2017 في جزيرة إبيزا السياحية الإسبانية، ودارت فيه اتفاقات أيضا لاستحواذ الملياردير الروسي على صحيفة كرونه، أكثر الصحف النمساوية انتشارا.
كما عرضت السيدة على شتراخه خلال اللقاء استثمار قريبها، ربع مليار يورو في النمسا، مشيرة إلى أن هذه الأموال غير شرعية، ورغم إقرارها بعدم شرعية الأموال، استمر نائب مستشار النمسا الحالي في الحديث معها حول ضخ الأموال في الاقتصاد النمساوي.
وفجّر هذا الفيديو أزمة سياسية عنيفة في البلاد، أنهت الحياة السياسية لاشتراخه الذي استقال من جميع مناصبه.
ونجح كورتز في الحفاظ على شعبيته، رغم إطاحة البرلمان به بعد هذه الفضيحة، في المرة الأولى التي يسحب فيها برلمان الثقة من مستشار بتاريخ النمسا.