البرلمان النمساوي يسحب الثقة من مستشار البلاد لأول مرة منذ ١٩٤٥
يأتي ذلك في ظل أزمة سياسية عنيفة تمر بها النمسا، بدأت بنشر مقطع فيديو يفضح علاقات فساد لنائب المستشار، كريستيان شتراخه.
صوّت البرلمان النمساوي، ظهر الإثنين، بالموافقة على اقتراح بسحب الثقة من المستشار سبستيان كورتس، رئيس حزب الشعب "يمين وسط"، ما يعني عزله من منصبه، في سابقة تحدث لأول مرة منذ ١٩٤٥.
يأتي ذلك في ظل أزمة سياسية عنيفة تمر بها النمسا، بدأت بنشر مقطع فيديو يفضح علاقات فساد لنائب المستشار، كريستيان شتراخه، وانتهت بانهيار الائتلاف الحاكم المكون من حزب الشعب وحزب الحرية "يمين وسط"، والدعوة لانتخابات تشريعية مبكرة، قبل أن يسحب البرلمان الثقة من كورتس اليوم.
ووافق على سحب الثقة من كورتس الكتل البرلمانية لحزبي الاشتراكي الديمقراطي "يسار وسط"، والحرية، فضلا عن قائمة "الآن" المعارضة "يسار". وتملك هذه الكتل ١١٠ مقاعد من أصل ١٨٣ هي إجمالي مقاعد البرلمان.
فيما صوتت كتلتا حزب الشعب والليبراليين بالرفض.
وكان تمرير سحب الثقة في البرلمان يحتاج لموافقة ٩٢ عضوا.
وبذلك، جرى عزل المستشار البالغ من العمر ٣١ عاما من منصبه بعد أقل من عامين من وصوله للسلطة.
ومنذ عام ١٩٤٥، شهد البرلمان أكثر من ١٨٠ محاولة لسحب الثقة من مستشاري البلاد، لكن لم ينجح في أي مرة في تمرير القرار قبل حالة كورتس.
وينتظر أن يعين رئيس البلاد ألكسندر فاندير بيلن حكومة كفاءات غير حزبية لقيادة البلاد حتى موعد الانتخابات المبكرة المرجح إجراؤها منتصف سبتمبر المقبل، حسب تقارير صحفية.
والأسبوع الماضي، دعا سبستيان كورتس إلى إجراء انتخابات تشريعية مبكرة ينتظر أن يحدد البرلمان موعدها النهائي خلال أيام، وأنهى الائتلاف الحاكم مع حزب الحرية إثر فضيحة الفساد التي طالت نائبه كرسيتان شتراخه.
وفي وقت سابق هذا الشهر، نشرت مجلة دير شبيجل وصحيفة زود دويتشه تسايتونغ الألمانيتان مقطع فيديو يظهر فيه نائب المستشار ورئيس حزب الحرية شتراخه مع سيدة روسية تدعي قرابتها لملياردير روسي، ويبدي استعداده لمساعدة الملياردير الروسي عن طريق إرساء عطاءات حكومية على شركاته، مقابل مساعدته في حملته الانتخابية للانتخابات التشريعية التي أجريت في أكتوبر 2017.
ووفق المقطع، فإن اللقاء بين شتراخه والسيدة الروسية حدث في الـ24 من يوليو 2017 في جزيرة إبيزا السياحية الإسبانية، ودارت فيه اتفاقات أيضا لاستحواذ الملياردير الروسي على صحيفة كرونه، أكثر الصحف النمساوية انتشارا.
كما عرضت السيدة على شتراخه خلال اللقاء استثمار قريبها، ربع مليار يورو في النمسا، مشيرة إلى أن هذه الأموال غير شرعية. ورغم إقرارها بعدم شرعية الأموال، استمر نائب مستشار النمسا الحالي في الحديث معها حول ضخ الأموال في الاقتصاد النمساوي.
وفجر هذا الفيديو أزمة سياسية عنيفة في البلاد، أنهت الحياة السياسية لاشتراخه الذي استقال من جميع مناصبه، وقادت البلاد لانتخابات تشريعية بعد عامين فقط من الانتخابات الماضية التي أجريت في أكتوبر 2017.
aXA6IDMuMTQwLjE4OC4xOTUg جزيرة ام اند امز