قبل 48 ساعة من انتخابات الكنيست..شعب يصوت ورجل واحد يقرر

ليبرمان الذي كان قد أعاق جهود تشكيل ائتلاف حاكم، في الانتخابات السابقة، هل ينقذ حليفه السابق نتنياهو هذه المرة؟
في الوقت الذي يبدو فيه المشهد السياسي الإسرائيلي ضبابيا لاسيما مع مؤشرات تقود لجولة ثالثة من انتخابات الكنيست، يظهر أفيغدور ليبرمان الصديق العدو لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي بيده اقتطاع تأشيرة عبور للأخير نحو تشكيل حكومة هذه المرة.
فزعيم حزب"إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، كان قد أعاق في وقت سابق من هذا العام، جهود حليفه السابق نتنياهو في تشكيل ائتلاف حاكم، الأمر الذي دفع إسرائيل وقتها إلى إجراء انتخابات مبكرة.
ولا تختلف استطلاعات الرأي التي نُشرت قبل الانتخابات المقررة بعد غد الثلاثاء، عن تلك التي أُجريت قبل سباق التاسع من أبريل/نيسان الماضي، والتي انتهت إلى إجراء انتخابات جديدة.
وتشير نتائج الاستطلاعات إلى تساوي الحزبين الكبيرين "الليكود" برئاسة نتنياهو و"أزرق أبيض" برئاسة الرئيس الأسبق لأركان الجيش الإسرائيلي بيني جانتس، بحصول كل منهما على ما بين 30-33 مقعدا من مقاعد الكنيست الـ 120.
ولوصول نتنياهو أو جانتس إلى عتبة 61 صوتا المطلوبة لتشكيل الحكومة الجديدة، يتعين إقامة ائتلاف مع أحزاب صغيرة تتقارب في المواقف السياسية.
- "فيسبوك" يعاقب نتنياهو بعد تحريضه على العرب
- نتنياهو وجولاته الخارجية.. البحث عن تأشيرة عبور للكنيست والحكومة
ولأن الاستطلاعات تشير إلى أن كتلة اليمين ستواصل هيمنتها على الكنيست، فإن نتنياهو يبدو هو الأقرب لتشكيل الحكومة الجديدة ولكن حلمه بتشكيل الوزارة الخامسة قد يتحطم على صخرة عناد شريكه القديم ليبرمان.
فاستنادا إلى استطلاعات الرأي العام في إسرائيل، فإن كتلة اليمين برئاسة نتنياهو وبدون ليبرمان ستحصل على 58 مقعدا في الكنيست القادم، وهذا يشمل أيضا، كلا من أحزاب" شاس" و"يهودوت هتوراه" و"إلى اليمين" و"عوتسما يهوديت".
غير أن كتلة الوسط برئاسة جانتس ليست بحال أفضل، فهي وفقا لنتائج الاستطلاعات، ستحصل على 42 مقعدا، وهو ما قد يجعلها أقل حظا في تشكيل الحكومة القادمة.
ويعيد المشهد إلى الأذهان إخفاق نتنياهو بتشكيل حكومة في مايو/آيار الماضي، حينما رفض ليبرمان الانضمام إلى حكومته ما دفع "الليكود" إلى تقديم مشروع قانون تبكير الانتخابات، ليتقرر عقدها في السابع عشر من هذا الشهر.
وما لم يتراجع ليبرمان عن شرط تبني الحكومة الجديدة قانون التجنيد، فإن إسرائيل قد تجد نفسها مجددا أمام إمكانية قرار بالتوجه إلى صناديق الاقتراع مجددا في وقت لاحق من هذا العام .
وينص مشروع القانون الذي تعارضه الأحزاب الدينية، على تجنيد المتدينين أسوة بباقي الإسرائيليين.
فالأحزاب الدينية التي تعارض مشروع القانون هذا بشدة، تقول إن مهمة المتدينين هي تعلم التوراة.
ولذلك فإنه حتى وإن وافق نتنياهو على طلب ليبرمان هذا، سيكون مهددا بخسارة دعم الأحزاب الدينية ما يفقده إمكانية تشكيل الحكومة.
ويقترح ليبرمان على نتنياهو التخلي عن الأحزاب الدينية والتوجه إلى حكومة وحدة وطنية مع "أزرق أبيض" و"إسرائيل بيتنا" وغيرها من الأحزاب غير الدينية.
ولكن "أزرق أبيض" يرفض الانضمام إلى حكومة يترأسها نتنياهو فيما يعلن الأخير صراحة أنه يريد حكومة يمين.
ويأمل نتنياهو أن تتمكن أحزاب اليمين من الوصول إلى عتبة 61 صوتا، ولكن إخفاقه في ذلك قد يدفعه إلى مفاوضات مضنية جديدة غير مضمونة النتائج مع ليبرمان.