نتنياهو وجولاته الخارجية.. البحث عن تأشيرة عبور للكنيست والحكومة
نتنياهو الذي أخفق في تشكيل الحكومة مؤخرا غادر إلى لندن بعد زيارته الاستفزازية للخليل، ويأمل في زيارة روسيا الأسبوع المقبل
قبيل الانتخابات الإسرائيلية التي لم يعد يفصل عنها سوى أسبوعين، بدا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يبحث جاهدا عن تأشيرة عبور آمنة للكنيست من خلال جولات خارجية يحاول إضفاء الطابع الأمني عليها.
فنتنياهو الذي ألغى زيارة مقررة له إلى الهند الأسبوع المقبل كان من الواضح أنه يبحث عن دول أخرى تكون جولته لها أكثر وقعا على الشارع الإسرائيلي.
لم تطل التكهنات، إذ أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن "زيارة خاطفة" لنتنياهو إلى العاصمة البريطانية لندن، اليوم الخميس، للقاء نظيره بوريس جونسون ووزير الدفاع الأمريكي مايك إسبر.
وبالتزامن، كشفت مصادر إسرائيلية وروسية عن اتصالات تجري بين البلدين لترتيب زيارة خاطفة أخرى لنتنياهو إلى منتجع سوتشي للقاء الرئيس فلاديمير بوتين.
ووسط كل ذلك يسعى نتنياهو للقاء ثلاثي إسرائيلي-أمريكي-روسي على مستوى مستشاري الأمن القومي لبحث التطورات في سوريا والملف النووي الإيراني.
وعشية الانتخابات الإسرائيلية المقررة في السابع عشر من الشهر الجاري، يحاول نتنياهو تسويق إنجازات سياسية وإبعاد أي حديث عن ملفات الفساد التي يجري التحقيق معه بشأنها.
فبعد أن أخفق في تشكيل حكومة جديدة في مايو/أيار الماضي، يأمل نتنياهو في أن يتمكن من إنجاز هذه المهمة بعد السباق الانتخابي المقرر في وقت لاحق من هذا الشهر.
آنذاك، كان وزير الدفاع الإسرائيلي السابق وزعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني أفيغدور ليبرمان هو العقبة أمام جهود نتنياهو لتشكيل الحكومة.
ووفق استطلاعات رأي في إسرائيل، فإن آمال نتنياهو في تشكيل حكومة جديدة ستتحطم إن لم يتمكن من الحصول على تأييد ليبرمان.
- نتنياهو مفجرا غضب الفلسطينيين: سنبقى في الخليل إلى الأبد
- صحفيون إسرائيليون يشتكون تحريض نتنياهو وابنه ضدهم
ويشكل اليهود الروس قاعدة أساسية لحزب "إسرائيل بيتنا"، وهو ما دفع نتنياهو إلى محاولة إقناع بوتين بزيارة تل أبيب قبل أن يقرر هو القيام بزيارة روسيا.
وتقول وسائل إعلام إسرائيلية إن نتنياهو يأمل في أن يسهم اللقاء مع بوتين في تغيير موقف ليبرمان أو حصد جزء من قاعدته الانتخابية.
لكن ليبرمان قال، اليوم الخميس، إنه سيدعم تشكيل حكومة وحدة وطنية لا تضم أحزاب المتدينين واليمينيين المتشددين.
وهو في ذلك يعيد طرح تشكيل حكومة وحدة من "الليكود" برئاسة نتنياهو وحزب "أزرق أبيض" المعارض برئاسة بيني جانتس وحزب "إسرائيل بيتنا"، وهو ما سيمكن من فرص تشكيل حكومة جديدة.
غير أن "أزرق أبيض" يرفض الانضمام إلى حكومة برئاسة نتنياهو، وهو ما قد يعني اتجاه إسرائيل لانتخابات ثالثة بعد السباق الذي جرى في أبريل/نيسان الماضي.
ومن أجل تشكيل حكومة جديدة ينبغي أن تحصل على ثقة 60 عضوا في الكنيست الإسرائيلي على الأقل، وهو ما تقول استطلاعات الرأي العام إنه غير متاح لا لنتنياهو ولا لحزب "أزرق أبيض".
وفي هذا الصدد، قال الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين، اليوم الخميس: "أرى أن هناك إمكانية لإجراء الانتخابات للمرة الثالثة".
وعلى الرغم من محاولته إضفاء الطابع الأمني على زياراته إلى لندن، فإن تزامن الحراك السياسي مع قرب الانتخابات الإسرائيلية يدفع للاعتقاد بأن نتنياهو يحاول تحسين فرصه في السباق النيابي.
فاليوم الخميس، غادر نتنياهو إلى لندن للقاء رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ووزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، مشيرا في تصريحات له قبيل الزيارة إلى أن اللقاءات ستتركز على إيران.
ويرجح مغادرة نتنياهو إلى روسيا في الأيام القريبة المقبلة، بعد محاولته حصد تأييد اليمين الإسرائيلي المتطرف من خلال زيارة قام بها أمس الأربعاء إلى مدينة الخليل في الضفة الغربية.
وأخذ معارضون على نتنياهو إعلانه عن هجمات على أهداف إيرانية خلافا لما تسميه إسرائيل منذ سنوات "سياسة الغموض".
كما اعتبر معارضون أن نتنياهو يحاول توظيف هذه الهجمات لأغراض انتخابية.
aXA6IDMuMTQ0LjMxLjY0IA== جزيرة ام اند امز