صحفيون إسرائيليون يشتكون تحريض نتنياهو وابنه ضدهم
قناة أخبار إسرائيلية اضطرت لتوظيف حارس أمن خاص لمراسلها "غاي بيلغ" بعد تهديدات واسعة بالقتل، فيما دعا نتنياهو إلى مقاطعة القناة
اضطرت قناة الأخبار الإسرائيلية (12) إلى توظيف حارس أمن خاص لمراسلها للشؤون القضائية "غاي بيلغ"، بعد تهديدات واسعة بالقتل تلقاها في الأيام الأخيرة.
"بيلغ" نشر قبل أيام معلومات جديدة حول شبهات الفساد التي تحوم حول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقبل الانتخابات الإسرائيلية المقررة في 17 سبتمبر/أيلول المقبل، يحاول نتنياهو توجيه أنظار المجتمع الإسرائيلي إلى ما يسميها تهديدات خارجية.
حزب "الليكود" اليميني الذي يتزعمه نتنياهو طلب من لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية منع بث مواد تتعلق بالتحقيقات الجارية مع نتنياهو بشبهة الفساد قبيل الانتخابات، إلا أن اللجنة رفضت، يوم الجمعة، هذا الطلب.
وزعم حزب الليكود أن المعلومات التي نشرها "بيلغ" ليست سوى "أكاذيب وتشويه".
ولكن الأمور لم تتوقف عند هذا الحد، إذ بدأ نتنياهو وابنه "يائير نتنياهو"، يوم الخميس، بشن حملة ضد الصحفي الإسرائيلي، ولم تتوقف حتى بعد حملة تضامن واسعة من قبل صحفيين إسرائيليين مع "بيلغ".
وكتب نتنياهو في تغريدة على حسابه في "تويتر"، مساء السبت، "يستمر بيلغ في التحريف والدعاية الكاذبة".
وكان نتنياهو كتب يوم الخميس "تدرك الدولة بأكملها أن القناة 12 يتم تعبئتها لحملة دعاية كاذبة ضد رئيس الوزراء نتنياهو، وهي تتزايد عن عمد مع اقتراب موعد الانتخابات".
ولكن الصحفي الإسرائيلي أشار إلى أن الأمور لم تتوقف عند حد الانتقاد، وإنما تلقى تهديدات بالقتل على هاتفه النقال ما استدعى استئجار حارس أمن خاص.
ووجد "بيلغ" تضامنا واسعا من الصحفيين الإسرائيليين الذين رفضوا أسلوب التهديد ضد الصحفيين.
وكتبت المذيعة الشهيرة كيرن مارسيانو في تغريدة على "تويتر"، مساء السبت، "فخورة بالعمل مع غاي بيلغ وهو أحد الصحفيين البارزين، يمكنك الرد ولكن لا ينبغي أن تهدد وأن تحرض".
وقام المراسل السياسي في القناة الإخبارية الإسرائيلية (13) باراك رافيد باستخدام صورة بيلغ مكان صورته في حسابه في "تويتر" وقال: "قمت بتغيير الصورة إلى غاي بيلغ، وهو زميل وصحفي عظيم في القناة (12)، والذي يتلقى تهديدات بالقتل لنشره تقارير عن الاتهامات ضد نتنياهو".
ولكن رافيد نفسه لم يسلم، إذ بادر يائير نتنياهو إلى مهاجمته، وكتب الأخير على حسابه في "تويتر"، يوم الخميس، "مرحباً بالجميع.. أعرف حقيقة أن الإدارة الأمريكية تقاطع باراك رافيد بسبب أكاذيبه وأخباره المزيفة.. لا أحد يتحدث معه ولا حتى الشخص الذي يصنع القهوة في البيت الأبيض.. أخبارا كاذبة".
وكتب المراسل العسكري في القناة الإسرائيلية (12) روني دانييل عن الصحفي بيلغ "لقد كان الرجل يتلقى تهديدات بشعة له ولأسرته وحياته"، وأضاف متسائلا "هل يعقل أن يسير صحفي مع حارس؟.. إنه تدهور رهيب".
ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك بدعوة المجتمع الإسرائيلي إلى مقاطعة القناة الإخبارية الإسرائيلية (12).
وكانت شركة تابعة لهذه المحطة أنتجت مؤخرا مسلسلا بعنوان "أولادنا" عن قصة اختطاف 3 مستوطنين إسرائيليين للفتى الفلسطيني محمد أبوخضير من أمام منزله في القدس في يوليو/تموز 2014 قبل إحراقه حيا ما أدى إلى استشهاده.
وفيما اعتبره صحفيون إسرائيليون مرتبطا بنشر معلومات جديدة عن تحقيقات الفساد ضده، كتب نتنياهو في تدوينة على حسابه في "فيسبوك"، مساء الجمعة، "أنتجت القناة 12 سلسلة معادية للسامية تسمى أولادنا، والتي يتم توزيعها دوليا وتلحق الضرر باسم إسرائيل الجيد"، حسب قوله.
وأضاف نتنياهو "أنا لست مندهشا من تشويه القناة الثانية عشرة لإسرائيل، فأنا معتاد عليها في ابتزازي يوميا".
واشتكى نتنياهو من أن "المسلسل يركز على قضية واحدة: مقتل الولد العربي في القدس"، داعيا إلى مقاطعة القناة الإسرائيلية.
وكثيرا ما يوجه نتنياهو وابنه يائير الانتقادات إلى الصحفيين الإسرائيليين.
وسبق الانتخابات الإسرائيلية في شهر أبريل/نيسان المنصرم انتقادات من نتنياهو وحزب الليكود، الذي يتزعمه لصحفيين غير مؤيدين لهما.
aXA6IDE4LjIyNS4xNzUuMjMwIA== جزيرة ام اند امز