"أوي".. قومية إثيوبية ذات حكم خاص وإرث ثقافي مميز
الفتيات يرتدين الملابس التقليدية وعادة ما يرقصن بها في الأعياد والمناسبة الثقافية والوطنية تعبيرا عن فخرهن بمورثاتهن.
تعد منطقة قومية "أوي" بإقليم أمهرة شمال إثيوبيا من أقدم المناطق في البلاد، وتتمتع بإرث ثقافي ومناطق تاريخية ضاربة بجذورها في عمق التاريخ لمئات السنين.
و"أوي" واحدة من 3 مناطق تتمتع بحكم إداري خاص في إقليم أمهرة، وتبعد حوالي 122 كلم جنوب غرب مدينة بحر دار، حاضرة الإقليم.
ويعد إقليم أمهرة الواقع شمال إثيوبيا ضمن الأقاليم الإثيوبية الـ9، ويتمتع بحكم شبه ذاتي ضمن النظام الفيدرالي المتبع في البلاد.
ومن أكبر وأقدم مدن منطقة قومية "أوي"، مدينة "إنجبارا"، والتي تأسست في عهد الإمبراطور يوهنس الأول "1635-1681" أي منذ أكثر من 350 عاماً.
ونالت هذه المدينة التي تقع في وادٍ، ومحاطة بالجبال، شرف مبيت الإمبراطور هيلي سلاسي (1892-1975) بها بعد عودته من المنفى، وتبعد عن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بـ435 كلم.
وقال سلمون درسو، وهو موظف حكومي سابق من مواليد مدينة "إنجبارا"، إن هذه المدينة كانت محط اهتمام جميع الأباطرة الذين حكموا إثيوبيا، وكانوا يحبون ويهتمون بها، واستخدموها كمركز القيادة لمنطقة إقليم أمهرة، وحتى إقليم بني شنقول جموز ومنطقة "جوبا" المحاذية للحدود السودانية.
وأعرب درسو عن فخره واعتزازه بالانتماء لهذه المدينة العريقة، مشيراً إلى أن "أوي" قومية كبيرة، وبها 7 قبائل هي: أنكشا، وأجنا، وتشارا، وقواقرا، وبانجا، وزيجن، ومتكل، وجميعها تنسب إلى الكوشية.
وتتميز منطقة "أوي" بالكثير من المعالم التاريخية والمناطق الأثرية، فضلا عن مناظرها الطبيعية، والقيم الثقافية والاجتماعية، وهو ما أهلها لأن تصبح أحد مصادر الموارد السياحية الجميلة، كما توجد بها الكثير من الأديرة القديمة والكنائس التاريخية والكهوف الأثرية.
وقالت وبالم بري، فتاة من منطقة قومية "أوي"، لـ"العين الإخبارية"، إن هذه القومية تتميز بعاداتها وتقاليدها، خاصة لدى الفتيات، حيث ترتدي الملابس البيضاء مطرزة بالألوان الحمراء في جميع المناسبات.
وتتميز منطقة "أوي" بالكثير من المعالم التاريخية والمناطق الأثرية، فضلا عن مناطقها الطبيعية والقيم الثقافية والهويات الاجتماعية، وهو ما أهلها لأن تصبح أحد مصادر الموارد السياحية الجميلة والجذابة، حيث تتمتع بالعديد من المسطحات المائية والينابيع والشلالات والبحيرات، ما أوجد فيها الغابات الطبيعية الكثيفة، والعديد من الحيوانات البرية والطيور.
كما توجد بها الكثير من الأديرة القديمة والكنائس التاريخية والكهوف الأثرية.
فيما قالت الآنسة "وبالم بري" لـ"العين الإخبارية"، أن قومية "أوي" تتميز بعاداتها وتقاليدها خاصة لدى الفتيات، حيث يرتدين ملابس البيضاء مطرزة بالألوان الحمراء في جميع المناسبات.
وأضافت أن الأمهات والفتيات يرتدين هذه الملابس التقليدية وعادة ما يرقصن بها في الأعياد والمناسبة الثقافية والوطنية تعبيرا عن فخرهن بمورثاتهن.
وقومية "أوي" لها عاداتها ولغتها الخاصة، ويذكرها التاريخ الإثيوبي بمشاركة فرسانها في الدفاع عن الوطن، ومحاربة الغزو الإيطالي في معركة "عدوة الشهيرة" 1896 التي هزموا فيها إيطاليا.
وتنفرد قومية "أوي" باحتفاظها بتربية الخيول والفروسية مقارنة بباقي القبائل الإثيوبية، ويبلغ عدد الفرسان بها نحو 48 ألفاً، ويرجع ذلك لإنشائها جمعية للفروسية في وقت مبكر، أسهمت في استمرار هذه الثقافة وجعلها من القبائل الرائدة في هذا المجال.
وتقيم هذه القبيلة مهرجانا للفرسان في الشهر الأول من كل عام، ويشارك فيه أعضاء الجمعية بتزيين خيولهم بطريقة تقليدية، ليزداد الفارس وجواده تألقاً في المظهر.