بالصور.. مسلات أكسوم شاهدة على أقدم حضارة إثيوبية
شعب مملكة أكسوم في إثيوبيا تميز بقدرته على تشييد مسلات ضخمة يبلغ ارتفاع كل واحدة منها 24 مترا وعمق 3 أمتار في باطن الأرض.
تعد مسلات مدينة أكسوم التاريخية مهد الحضارة الإثيوبية بإقليم تجراي شمالي البلاد، وشاهدة على واحدة من أقدم الحضارات في القارة الأفريقية.
وتميز شعب أكسوم، الذي تأسست مملكته في القرن الأول الميلادي قبل ألفي عام، بقدرته على تشييد مسلات ضخمة، يبلغ ارتفاع كل واحدة منها 24 مترا وبعمق 3 أمتار في باطن الأرض، ويبلغ وزن الواحدة منها 152 طنا.
واستعادت إثيوبيا في عام 2008 مسلة أكسوم من إيطاليا التي نقلت المسلة إلى روما إبان الغزو الإيطالي بقيادة القائد الإيطالي موسوليني الذي أمر جنوده في عام 1937 بعد عام واحد من غزو قواته لإثيوبيا واحتلالها بإنزال المسلة وتقطيعها إلى 3 أجزاء وشحنها إلى إيطاليا.
ويقول الصحفي والكاتب السوداني محمد مصطفى لـ"العين الإخبارية": "إن من أهم معالم أكسوم ودلائل حضارتها هي المسلات"، موضحا أن مسلة أكسوم تعد من أرقى القطع المعمارية التي صنفتها منظمة اليونسكو ضمن مواقع التراث العالمي الفريدة من نوعها.
ويوجد بجوار المسلات شواهد لقبور الملوك في غرف صخرية ضيقة، وكانت تشكل كل غرفة قبرا لملك من ملوك مملكة أكسوم تحوي جثمانه، بالإضافة لأثمن ممتلكاته وأغراضه، ولكن بمرور الوقت سرقت تلك الأغراض الثمينة.
وتعد مسلة أكسوم للملك عيزانا من أبرز المعالم المعمارية وأعظمها في أفريقيا، وهي عبارة عن عمود حجري ارتفاعه 100 قدم، يزن 160 طنا، وتعد أكبر مسلة في العالم مصنوعة من حجر واحد نحتت بطريقة تجعله يبدو مثل بناية من 13 طابقا.
ويقول الباحث في التاريخ الإثيوبي هابتوم برهي: "إن المعماريين في مملكة أكسوم كانوا ينحتون الأبراج أو المسلات بشكل متقن بنقوش من الأعلى إلى الأسفل"، موضحا لـ"العين الإخبارية" أن المسلات كان لها أبواب حجرية ونوافذ وهمية، مشيرا إلى أن أطلال حضارة أكسوم التي غزت الممالك الواقعة على البحر الأحمر وعلى النيل الأزرق خير دليل على عظمتها.
واشتهرت مملكة أكسوم بأنها كانت مركزا تجاريا كبيرا، وتطورت لتصبح أكبر سوق لتجارة العاج في شمال شرق أفريقيا.
ويعود الفضل في ثراء وقوة أكسوم إلى مينائها "أدوليس" الواقع على البحر الأحمر، حيث كان هذا الميناء مركزًا تجاريًا عالميًا يقع بالقرب مما يعرف الآن بمصوع في إريتريا، وكان يرد لهذا الميناء الذهب والعاج والمواد الخام من كوش والأجزاء الأخرى من قلب أفريقيا.
ويقول الكاتب المختص في التاريخ الإثيوبي القديم محاري بيني: "إن مملكة أكسوم كانت تتواصل مع عديد من حضارات العالم من خلال التجارة خلال العصور القديمة".
ويشير بيني إلى أن أكسوم كان يربطها نشاط تجاري مع الدول العربية ودول آسيا الأخرى مثل الصين والهند.
صك العملة في مملكة أكسوم
كانت مملكة أكسوم من أوائل الممالك الأفريقية التي تطمح لإصدار القطع النقدية الخاصة بها التي حملت كتابات باللغتين الجعيز (اللغة الإثيوبية القديمة) واليونانية، وتم صك العملات الذهبية والفضية والبرونزية وساهم وجود العملات في تبسيط التجارة، وكانت في الوقت نفسه أداة مفيدة للدعاية ومصدر ربح للمملكة.
ومن خلال العملات التي تم اكتشافها تم التعرف على أسماء 18 ملكا من ملوك أكسوم, وتم العثور على بضعة آلاف من هذه العملات، وأغلبها مصنوع من البرونز ويتراوح قطرها بين 8 و22 ملليمترا ونقش عليها صور الملوك وصور رأس وكتفي الملك.
ازدهار ونهاية مملكة أكسوم
شهدت الفترة من منتصف القرن الرابع الميلادي إلى القرن العاشر الميلادي الازدهار والتدهور والنهاية التي حلت بأكسوم في حدود القرن العاشر الميلادي بسبب المشكلات الداخلية والخارجية التي عرفتها في هذه المرحلة التي انتهت بعزلتها عن العالم الخارجي.
وكان "عيزانا" أشهر ملوكها وحكم في الفترة بين 321 و360 ميلاديا، وهو أول من اعتنق المسيحية وصاحب أكبر مسلة بطول 100 قدم.