عائض القرني يكشف أساليب تآمر قطر وأردوغان وإيران ضد السعودية
تصريحات القرني تأتي في وقت تقود فيه المؤسسات الدينية في الدول الداعية لمكافحة الإرهاب مبادرات عدة لنشر ثقافة التسامح ومحاربة التطرف
حقائق وأسرار خطيرة كشفها الداعية السعودي الشيخ عائض القرني عن كيفية توظيف تنظيم "الحمدين" الحاكم في قطر وحليفه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الدعاة في مؤامراتهم ضد المملكة العربية السعودية.
- خبيران: قطر رأس حربة مشروع تخريبي تدعمه تركيا وإيران ضد السعودية
- السعودية ترحب بالموقفين الأممي والأمريكي ضد الإرهاب الإيراني
القرني وصف قناة "الجزيرة" بأنها مثل "مسيلمة الكذاب"، وقال إنها تخدم 5 "نونات" وهما "طالبان، وطهران، وأردوغان، والإخوان، وحزب الشيطان".
وقال إن أردوغان مراوغ متعدد الوجوه، كما أشار إلى أن "الإخوان" خالفوا السنة والإسلام ودعاهم إلى الاعتذار من الشعوب التي سالت فيها الدماء بسبب خطاب الحاكمية، مشددا على أنه لا مكان لهم في السعودية.
وتأتي تصريحات القرني في وقت تقود فيه المؤسسات الدينية في الدول الداعية لمكافحة الإرهاب مبادرات عدة لنشر ثقافة التسامح، والوسطية والاعتدال، ومحاربة مشروع الدوحة لتأميم الخطاب الديني المتطرف، وتهميش المؤسسات الدينية التاريخية المعتدلة عبر الإخونجية وما يسمى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وتجنيد عدد من الدعاة والتجارة بالدين.
أساليب قطر في تجنيد الدعاة
وعن أساليب قطر في تجنيد الدعاة، كشف الداعية السعودي أن الدوحة تفضل الدعاة الذين لديهم مشاكل مع الدولة والمعارضين، ثم تجس نبضهم، ومن يتماشى معها لتحقيق أهدافها توظفه لتحقيق أهدافها عبر "الجزيرة" وغيرها من المؤسسات التابعة لها.
وأضاف أن "الدوحة تغدق عليهم الأموال والمساكن الفارهة وتمنحهم الجنسية"، موضحا أنه عندما اكتشف مؤامرتهم ضد السعودية توقف عن التعامل معهم واعتذر لدولته.
وروى القرني -خلال حواره في برنامج "الليوان" على قناة "روتانا خليجية"، مساء الإثنين- موقفين يدللان على محاولات قطر لتجنيد الدعاة وتوظيفهم في مشروعها الذي يستهدف السعودية.
أما عن الموقف الأول فيقول القرني :"عندما كنت موقوفا عن الدعوة قبل سنوات، واتصل بي وزير الأوقاف القطري آنذاك عبدالله بن خالد بن حمد آل ثاني (مدرج على لائحة الإرهاب من الرباعية العربية)، وقال إنه سيقابلني في الرياض، وسيقابل الشيخ عبدالله الجلالي بعنيزة، ثم سيغادر إلى مكة للقاء سفر الحوالي، وجميعنا كنا موقوفين، فذهبت لابن باز، وأخبرته ثم تصرف الشيخ ابن باز ولم يتصل بي بعدها".
وبين أن "قاعدة قطر في التعامل مع الدعاة أنه بقدر ما تبتعد عن الدولة السعودية فأنت مقرب لديهم ومحبوب منهم، أنت صيد ثمين لهم، يعطونك قصورا وأموالا وجنسية، ويدعمونك ويرحبون بك"، مدللا على هذا الموقف الذي حاول فيه وزير قطري استمالة دعاة موقوفين وضمهم له.
وبين أن الموقف الثاني كان في أحداث 11 سبتمبر/أيلول قائلا "استدعوني، وأوقفوا حلقة عن القرضاوي، وعندما قدمت قبل البرنامج، واسمه الشريعة والحياة، اتصل بي الشيخ حمد بن خليفة أمير قطر، آنذاك، وكان في زيارة للولايات المتحدة وشجعني، ورحب بي، فظهرت على الهواء، ولم يعجبهم قولي، فهم أرادوا استخدامي لأني كنت موقوفاً عن الدعوة للهجوم على السعودية بعد تورط بن لادن في الهجمات".
وأردف "فظهرت وأدنت الإرهاب، ودافعت عن السعودية، واتصل بي الملك سلمان عندما كان أميراً للرياض وشكرني، وطلب كتابة خطاب، ليعيدني للدعوة".
وردا على سؤال بأن الحكومة القطرية تعطي رواتب، وأنه من ضمن من يتلقون هذه الرواتب، قال القرني: "والله لم آخذ رواتب شهرية، وأنا كنت أعمل بعقود، وعندما تكشفت الأمور قدمت اعتذاري للدولة، وهناك من يأخذ راتباً لكن لا أعرف كم، حتى بعض المعارضين أعطوهم الجنسية، وعرفت المخطط متأخراً وتراجعت".
وأشار إلى أن "نظام قطر يعمل مع إيران وأردوغان والإخوان قاصدين ومستهدفين المملكة".
وتابع "إعلام قطر يهاجمني ويهاجم الدعاة عندما يؤكدون أهمية طاعة ولي الأمر، ويسمون هذا تطبيلا وعالم سلطان، بينما يسمون الخونة والمعارضين أشرافا وأحرارا".
الجزيرة مثل مسيلمة الكذاب
وعن رأيه في قناة "الجزيرة"، قال إنها مع السعودية مثل مسيلمة الكذاب، فهي تكذب وتعلم أن السعوديين يعلمون أنها تكذب.
وبيّن أن "الجزيرة تدافع عن الحريات في العالم إلا في قطر، وتدعو إلى الديمقراطية إلا في قطر، وتدين الاستبداد إلا في قطر".
وقال إن "الجزيرة تستهدف السعودية عن حسد، والنظام القطري والجزيرة لديهما عقدة نقص مع السعودية، فذهبا لإيران راعية الإرهاب في محاولة لاستهداف المملكة، ويتركون السعودية دولة الإسلام ومهد الحضارة".
وبين أن النظام القطري وإعلام الجزيرة يخدم 5 "نونات" وهما:"نون طالبان، ونون طهران، ونون أردوغان، ونون الإخوان، ونون حزب الشيطان".
الإخوان خالفوا القرآن والسنة
وعن رأيه في الإخونجية، قال الداعية السعودي "هي جماعة خالفت القرآن والسنة بمسائل عدة، ولا يدعون للعقيدة الصحيحة، جعلوا توحيد الحاكمية بديلا لتوحيد الألوهية ولديهم انغماس بالحاكمية، وأدعوهم للمراجعة والاعتذار للشعوب التي سالت فيها الدماء بسبب خطاب الحاكمية".
وشدد على أنه "لا مكان للإخوان بالسعودية، لأننا مبايعون الملك وولي العهد، والبيعة تقتضي بعدم وجود أحزاب وتنظيمات".
وتابع "الإخوان تآمروا ضدنا، ثم تضامنوا مع الخميني، وذهبوا مع صدام ضدنا، ووقفوا مع أردوغان والنظام القطري وإيران".
أردوغان مراوغ
أما عن أردوغان، فكشف أنه انخدع فيه مثلما انخدع فيه الكثير من الكتاب والدعاة، قائلا:"انخدعت بأردوغان، والكثير انخدع به، حتى من الكتّاب، وقلنا وجه إسلامي".
وبين أن "أردوغان مراوغ وضدنا ومتآمر علينا، وله وقفات سلبية، وأول من أقام علاقة مع إسرائيل هو.. جهارا نهارا، وتآمر مع إيران والنظام القطري ضدنا ووقف مع قطر".
وتابع "أقول لعشاق أردوغان: كم طبق من الإسلام؟ ومن ناصر القضية الفلسطينية؟ باع فلسطين وباع سوريا بالكلام، وله وجوه عدة، يسوق نفسه لنا حاكم إسلامي، وللأتراك حاكم عثماني وللغرب علماني، ومتآمر على قيادتنا وشعبنا، والآن هو متساقط سياسيا واقتصاديا وشعبيا، فسنة الله من يعادي هذه الدولة يذهب أدراج الرياح".
وبيّن أنه "لم يعد هناك مجال للمجاملة، حيث إن الوطن والقيادة مستهدفان، متحدثاً عن 3 خطوط حمراء هي: الإسلام المعتدل الوسطي، الوطن والقيادة والمبايعة للملك سلمان وولي عهده".
القرني وفي الحلقة نفسها، اعتذر باسم الصحوة للمجتمع السعودي عن الأخطاء أو التشديد التي خالفت الكتاب والسنة وسماحة الإسلام وضيقت على الناس، قائلاً إنه مع الاسلام المعتدل المنفتح على العالم، الذي نادى الأمير محمد بن سلمان، مضيفاً أنه "سيسخر قلمه في خدمة مشروع ولي العهد في الاعتدال".
حرب دعوية
تأتي تصريحات القرني في وقت تخوض السعودية حربا دعوية شاملة تستهدف كشف أساليب جماعة الإخوان الإرهابية وخطرهم على المجتمع، وحماية المنبر الدعوي من فكرها المنحرف ونشر الوسطية والاعتدال.
وضمن هذه الحرب، تنظم وزارة الشؤون الإسلامية للدعوة والإرشاد بالسعودية العديد من المحاضرات والخطب والندوات التي تنظم في مختلف المناطق ضمن رؤية شاملة، تستهدف توجيه ضربة قاضية لفلول تلك الجماعة الإرهابية.
وتقوم الاستراتيجية الدعوية على 4 محاور، الأول هو تدريب الأئمة والخطباء لنشر ثقافة التسامح ومحاربة الغلو والتطرف. الثاني: الوعظ والتوعية والإرشاد من خلال محاضرات وندوات وخطب. والثالث: تطوير أداء مراقبي المساجد لضمان عدم تسلل أي من فلول الإخوان الإرهابية للمنابر الدعوية. والرابع: تحصين الجامعات وتنقيح الرسائل العلمية من أي أفكار متطرفة.
وضمن هذا المحور تم الشهر الماضي تنظيم ندوة بعنوان "جهود المملكة في مكافحة الإرهاب"، نظمها فرع الوزارة بمنطقة مكة المكرمة، حذر فيها مدير عام فرع الوزارة بمنطقة مكة المكرمة الدكتور سالم بن حاج الخامري، من الجماعات الإرهابية كجماعة الإخوان المسلمين، والسرورية، وجميع من ينتمي للفكر المنحرف.
وأكد الدكتور سالم بن حاج الخامري أنهم "معول هدم" تسبب في نخر جسد الأمة الإسلامية، وتسبب في تشويه صورة الإسلام الوسطي المعتدل.
وفي مصر، أصدر وزير الأوقاف المصري الدكتور محمد مختار جمعة بيانا رسميا قبل 3 أسابيع، بيّن فيه أن ما يسمى بـ"الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" الذي أسسه مفتي الإرهاب والدم، يوسف القرضاوي المقيم في قطر، ما هو إلا كيان مأجور فاقد للصلاحية، لا يعتد برأيه ولا بما يصدر عنه من بيانات تغذي الفكر الإرهابي وتخدم عناصر الإرهاب والشر.
وأضاف جمعة في بيانه "أرى أن يصنف الانضمام إليه على أنه انضمام إلى جماعة إرهابية محظورة، كونه جناحا تنظيريا للجماعة الإرهابية".
ورأى أن اتحاد علماء المسلمين صار ملاذا لشتى جماعات التطرف والإرهاب وعناصر الهدم والخيانة الذين يخربون دولهم وأوطانهم بأيديهم عمالة وخيانة للدين والوطن وخدمة لأعدائهما، قائلا "أروني عالما واحدا وسطيا لا ينتمي للجماعات الإرهابية والمتطرفة بين أعضاء هذا الاتحاد المأجور المشبوه".
وأعلنت دول السعودية والإمارات والبحرين ومصر، في بيان مشترك نوفمبر/تشرين الثاني 2017 أن منظمة "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، الذي يرأسه يوسف القرضاوي كيان "إرهابي".
وقال البيان "إن القرار يهدف إلى الالتزام بمحاربة الإرهاب، وتجفيف مصادر تمويله، ومكافحة الفكر المتطرف وأدوات نشره وترويجه".
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2017 أصدرت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء في السعودية بيانا قالت فيه "إنه من خلال رصدنا للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، لاحظنا أنه ينطلق من أفكار حزبية ضيقة، مقدما مصلحة حركته على مصلحة الإسلام والمسلمين".
وثيقة الأخوة الإنسانية
بدورها تواصل الإمارات نشر مبادئ التسامح وقيم التعايش ومواجهة التطرف والإرهاب والعنف وخطاب الكراهية والعداء والتعصب، وغيرها من مبادئ تضمنتها وثيقة "الأخوة الإنسانية" التي أطلقتها مؤخرا.
ووثيقة "الأخوة الإنسانية" هي وثيقة وقعها قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة يوم 4 فبراير/شباط الماضي.
ومنذ توقيع الوثيقة تعمل الإمارات بالتعاون مع الرمزيين الدينيين الكبيرين على نشر الوثيقة وتطبيق مبادئها على أوسع نطاق.
كما تؤسس وثيقة الأخوة الإنسانية دستورا جديدا للتعايش السلمي يجمع الشرق بالغرب، يتضمن عدداً من الثوابت والقيم، منها قيم السلام وثقافة التسامح وحماية دور العبادة وحرية الاعتقاد ونشر الأخلاق ومفهوم المواطنة.
وتضمنت الوثيقة التي وقعت داخل أرض دولة الإمارات العربية المتحدة، وشهدت تفاعلاً دولياً وإقليمياً، الضمانات الكفيلة بمحاصرة الإرهاب وفكرته، وتضييق الخناق على كل مسبباته وأسباب وجوده في العالم.
وأكدت الوثيقة حماية دور العبادة من معابد وكنائس ومساجد، لأنها واجب تكفله كل الأديان والقيم الإنسانية والمواثيق والأعراف الدولية.
وشددت على أن "كل محاولة للتعرض لدور العبادة واستهدافها بالاعتداء أو التفجير أو الهدم هي خروج صريح عن تعاليم الأديان وانتهاك واضح للقوانين الدولية".
وأكدت الوثيقة ترسيخ مفهوم المواطنة الكاملة في مجتمعاتنا، والتخلي عن الاستخدام الإقصائي لمصطلح "الأقليات"، وحماية حقوق المرأة والاعتراف بحقها في التعليم والعمل وممارسة حقوقها السياسية، وتوفير حقوق الأطفال الأساسية في التنشئة الأسرية والتغذية والتعليم والرعاية وكذلك حماية حقوق المسنين والضعفاء وذوي الاحتياجات الخاصة والمستضعفين.
وحسب الوثيقة "فإن الأديان لم تكن أبدا بريداً للحروب أو باعثة لمشاعر الكراهية والعداء والتعصب، أو مثيرة للعنف وإراقة الدماء".
وطالبت الوثيقة "الجميع بوقف استخدام الأديان في تأجيج الكراهية والعنف والتطرف والتعصب الأعمى، والكف عن استخدام اسم الله لتبرير أعمال القتل والتشريد والإرهاب والبطش".
وركزت الوثيقة على إبراز التعاليم الصحيحة للأديان في أكثر من بند، وربطها بالحفاظ على الحياة والسلام والتسامح.
وأكدت الوثيقة أن "التعاليم الصحيحة للأديان تدعو إلى التمسك بقيم السلام، وإعلاء قيم التعارف المتبادل والأخوة الإنسانية والعيش المشترك، وتكريس الحكمة والعدل والإحسان، وإيقاظ نزعة التدين لدى النشء والشباب، حماية للأجيال الجديدة من سيطرة الفكر المادي، ومن خطر سياسات التربح الأعمى واللامبالاة القائمة على قانون القوة لا على قوة القانون".
وتبرئ الوثيقة الأديان من الإرهاب، مشددة على "أن الإرهاب البغيض الذي يهدد أمن الناس، سواء في الشرق أو الغرب، وفي الشمال أو الجنوب، ويلاحقهم بالفزع والرعب وترقب الأسوأ، ليس نتاجاً للدين، حتى وإن رفع الإرهابيون لافتاته ولبسوا شاراته".
وطالبت الوثيقة "بوقف دعم الحركات الإرهابية بالمال أو السلاح أو التخطيط أو التبرير أو توفير الغطاء الإعلامي لها، واعتبار ذلك من الجرائم الدولية التي تهدد الأمن والسلم العالميين، ويجب إدانة ذلك التطرف بكل أشكاله وصوره".
كما طالبت الوثيقة المفكرين والفلاسفة ورجال الدين والفنانين والإعلاميين والمبدعين في كل مكان، بأن يعيدوا اكتشاف قيم السلام والعدل والخير والجمال والأخوة الإنسانية والعيش المشترك، وليؤكدوا أهميتها كطوق نجاة للجميع، وليسعوا في نشر هذه القيم بين الناس في كل مكان.
واختتمت بإبراز الهدف الأسمى من تطبيقها، في محاولة لتحفيز الجميع على تبنيها والعمل بها وصولاً للنتيجة المتوخاة، وهي "الوصول إلى سلام عالمي ينعم به الجميع في هذه الحياة".
aXA6IDMuMTM4LjMyLjUzIA==
جزيرة ام اند امز