عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر: تنقية المناهج لمواجهة خطر فكر الإخوان
الدكتور محمود مهنا قال إن نسبة تنقية المناهج بالمعاهد والكليات الأزهرية من الأفكار المغلوطة أو المخالفة لصحيح الدين بلغت نحو 95%.
قال الدكتور محمود مهنا عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن عملية تطوير مناهج التعليم الأزهري مستمرة ولن تتوقف، مؤكدا أنها تواجه خطر أفكار جماعة الإخوان الإرهابية.
وأشار مهنا، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، إلى أن نسبة تنقية المناهج بالمعاهد والكليات الأزهرية من الأفكار المغلوطة أو المخالفة لصحيح الدين في المقررات الحالية بلغت نحو 95%.
وتشهد مناهج ومقررات التعليم الأزهري في مختلف مراحل التعليم عملية تطوير وتجديد مستمر، بشكل يواكب ويتماشى مع الواقع ومقتضيات العصر.
- الأزهر: تخصيص حصة دراسية للتعريف بوثيقة "الأخوة الإنسانية"
- الأزهر والكنيسة.. منابر مصرية تحلق في سماء أفريقيا
وأكد عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف على "تنقية المناهج والكتب من الإسرائيليات والأباطيل والتحريض على العنف، وكل الأمور التي لا تتفق مع العقل، بفضل جهود علماء يواصلون الليل بالنهار من أجل هذه المهمة".
ونبه مهنا إلى أن تطوير مناهج الأزهر وتنقيتها من الأحاديث الموضوعة، والأفكار المغلوطة أسهم في الحفاظ على الأوطان ممن فهموا الإسلام فهما عقيما لا سيما من جماعة الإخوان الإرهابية.
وتابع قائلا: "بحثنا في كتب التفاسير والفقه وأصول الدين والفلسفات وعلوم القرآن والسنة وكل ما يتعلق بالدين، وتم حذف الأحاديث الموضوعة والضعيفة، وما يخالف صحيح الدين، وكذلك ما يدعو للتحريض على العنف لأن الإسلام دين السلام، ولا عنف في الإسلام".
وكشف مهنا عن أن "المناهج التي تدرس حاليا جيدة، بسبب لجان تشكلت من أساتذة وعلماء في جميع العلوم، بينها التاريخ المعاصر، والفلسفة الإسلامية، والفلسفة الأوروبية".
كان الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، قرر منذ 5 أعوام تشكيل مجموعة من اللجان، لإصلاح وتطوير التعليم الأزهري في كل مراحله، وأعلن في يوليو الماضي، تشكيل وتأسيس مجلس للتعليم الأزهري ما قبل الجامعي؛ ليكون نواة التطوير والتجديد المقبل في التعليم الأزهري حتى يواكب العصر.
وأوضح مهنا أن المناهج الحالية تقدم فهما دقيقا للإسلام يدل على أنه دين الأخوة والسلام، وليس فيه ما يعيب أو ما يؤذي حتى الحيوان"، وتابع: "أوضحنا أن الإنسانية كلها أخوة في الوطن، وتكلمنا عن علاقة الشعوب بأوطانها وبمسؤوليها وعدم الخروج على حكامها والتعاون في بناء الأوطان؛ في مجالات الزراعة والصناعة والنماء".
وأضاف منها: "حتى اليهود، نحن مأمورون بأن نحترم عقائدهم، أما المعتدون فإن لهم عند الله ما يجازيهم عليه، وليس لنا كمسلمين أن نجبرهم أو نجبر أي ديانة أخرى على الدخول في الإسلام".
وأرجع عضو هيئة كبار العلماء الفضل الأول في تطوير مناهج الأزهر، إلى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، اللذين أعطيا الراية للمسؤولين في كل علم من العلوم حتى خرجت للطلاب مقررات تراثية معاصرة تحمل فهما دقيقا للإسلام والتراث العظيم، لافتا إلى أن شيخ الأزهر يطوف العالم كله من أجل نشر الإسلام الصحيح.
ولم تتوقف مطالبات الرئيس المصري خلال مناسبات عديدة عن ضرورة تجديد الخطاب الديني بما يتوافق مع مستجدات العصر.
وقال الرئيس السيسي في نوفمبر الماضي خلال الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف: "أدعو علماءنا وأئمتنا ومثقفينا إلى بذل مزيد من الجهد في دورهم التنويري، دعونا نستدعي القيم الفاضلة التي حث عليها الإسلام ورسولنا الكريم والتي تنادي بالعمل والبناء والإتقان لنواجه أولئك الذين يدعون إلى التطرف والإرهاب".
يذكر أن الأزهر الشريف أجرى خلال الفترات الماضية عملية تغيير كبيرة لخريطة المناهج الدراسية والمقررات بالمعاهد الأزهرية.
ووقفت "العين الإخبارية" على بعض نماذج التغيير تلك، حيث كان أبرزها إقرار الأزهر مادة دراسية عن المواطنة وحقوق الإنسان خلال المرحلة الثانوية، وذلك بهدف إرساء دعائم المواطنة، وغرس القيم الدينية التي تحض على التعايش السلمي المشترك، وقبول الآخر.
ومن المقررات التي أدخلها الأزهر للتدريس بمعاهده كتاب "الثقافة الإسلامية"، متضمنا القضايا المرتبطة بالتطرف والإرهاب من أجل تحصين طلاب الأزهر من الوقوع في فخ التنظيمات والتيارات الدينية المتطرفة، وذلك وفقا لما ذكره الموقع الرسمي للأزهر الشريف.
وفي إطار ما يتعلق بـ"تنقية التراث"، قامت لجنة تطوير المناهج بتنقية وتنقيح كتاب "حل ألفاظ أبي شجاع" في الفقه الشافعي، من كافة المسائل التي أثارت جدلا كبيرا خلال السنوات الماضية، حيث اقتصر الكتاب على عرض المسائل التي تتعلق بمجريات العصر الحالية.
aXA6IDMuMTQ1LjE3Ni4yMjgg
جزيرة ام اند امز